استعادت قوات الأمن البرازيلية السيطرة على قصر الرئاسة والكونجرس والمحكمة العليا فى مدينة برازيليا، بعد يوم عاصف وفوضى عارمة مرت بها البلاد، بعد أن اقتحمها مؤيدو الرئيس السابق ، جايير بولسونارو.
وقالت صحيفة "او جلوبو" البرازيلية إن الرئيس البرازيلى لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، الذى يوجد فى الوقت الحالى فى مدينة ساوباولو، أعلن عن بدء حملة أمنية اتحادية فى العاصمة برازيليا ، وتعهد بتحديد هوية جميع مثيري الشغب ومعاقبتهم.
ووصف الرئيس البرازيلى فى خطاب له ، مؤيدى بولسونارو بأنهم "مخربين" وتوعد للذين مولوا هذه التحركات بالعقاب، ومن الإجراءات التى تم اتخاذها، بدء التحقيق في الهجوم وإعفاء المحكمة العليا من مساء الأحد لحاكم العاصمة برازيليا من منصبه لمدة 90 يوما بسبب قصور أمنى.
واقتحم المئات من أنصار الرئيس البرازيلي السابق اليميني المتطرف جايير بولسونارو الأحد مقار الكونجرس والمحكمة العليا وقصر بلانالتو الرئاسي في برازيليا، بعد أسبوع على تنصيب لويز إيناسيو لولا دا سيلفا رئيسا للبلاد، حيث خرج الآلاف من المحتجين الذين يرتدون ملابس صفراء وخضراء وهم ينشرون الفوضى في العاصمة.
وقام المحتجون من أنصار بولسونارو بنشر الفوضى والعنف ، كما أنهم قاموا بأعمال تخريبية فى مقر المحكمة العليا ، وحطموا العديد من النوافذ.
وقالت الصحيفة إن الرئيس السابق بولسونارو لطالما شكك فى الانتخابات التى جرت فى أكتوبر الماضى ، حيث أنه خسر فى تلك الانتخابات، ولذلك فقد قام انصاره من الخروج فى احتجاجات لاتهام الجهات المسئولة بالتزوير فى الانتخابات ولكن بدون أى دليل يذكر .
وغادر بولسونارو، الذي نادرا ما تحدث علنا منذ خسارته الانتخابات، البرازيل متوجها إلى فلوريدا قبل 48 ساعة من انتهاء ولايته، وكان غائبا عن تنصيب لولا.
ادانات دولية
ومن أبرز ردود الفعل الدولية، وصف الرئيس الأمريكي جو بايدن الهجوم بأنه "شائن". وكتب بايدن "أدين الاعتداء على الديمقراطية وعلى التداول السلمي للسلطة في البرازيل، المؤسسات الديموقراطية البرازيلية تحظى بدعمنا الكامل، وإرادة الشعب البرازيلي يجب ألا تقود ..واتطلع العمل مع لولا.
كما انتقد الاتحاد الأوروبى ما حدث، وأعرب رئيس المجلس الأوروبى شارل ميشال عن إدانته المطلقة لاقتحام مئات من أنصار بولسونارو مقرات الكونجرس والرئاسة والمحكمة العليا، وكتب على تويتر "الدعم الكامل للولا دا سيلفا الذى انتخب بشكل ديمقراطى من قبل ملايين من البرازيليين بعد انتخابات نزيهة وحرة، حسبما قالت صحيفة "لابانجورديا" الاسبانية.
كما قال مسئول السياسة الخارجية فى الاتحاد الأوروبى ، جوزيبى بوريل، إنه شعر بالذهور جراء أعمال المتطرفين العنيفين ، وكتب الديمقراطية البرازيلية ستسود على العنف والتطرف.
كما قالت رئيسة البرلمان الأوروبي روبرتا ميتسولا إنها "قلقة جدًّا". وكتبت على تويتر "الديمقراطية يجب أن تُحترم دائمًا"، مضيفة أن البرلمان الأوروبي يقف "إلى جانب" لولا "وكل المؤسسات الشرعية والمنتخبة ديموقراطيا".
الاحداث فى البرازيل
ودعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الأحد إلى "احترام المؤسسات الديموقراطية" في البرازيل، مشددا على "دعم فرنسا الثابت" للرئيس لولا.
وقالت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني على تويتر إن الهجوم الذي شهدته البرازيل "لا يمكن أن يتركنا غير مبالين". وأضافت الزعيمة اليمينية المتطرفة أن هجوما كهذا على مقار حكومية "غير مقبول ولا يتوافق مع أي شكل من أشكال المعارضة الديموقراطية". ودعت إلى "عودة الأمور إلى طبيعتها"، مبدية تضامنها مع المؤسسات البرازيلية.
وقال رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز إنه يدعم "الحكومة المنتخبة ديموقراطيا " في البرازيل، منددا بـ"تصرفات المجموعات التي تُعارض النتائج الشرعية".
كما أعرب الرئيس المكسيكية أندريس مانويل لوبيز أوبرادور عن دعمه للولا. وكتب على تويتر "محاولة الانقلاب في البرازيل مستهجنة وغير ديمقراطية "، وقال الرئيس الأرجنتينى ألبرتو فيرونانديز إن "دعمه ودعم الشعب الأرجنتيني للولا غير مشروط في مواجهة هذه المحاولة الانقلابية".
كما أدان كلا من الرئيس الفنزويلى نيكولاس مادورو، والرئيس الكوبى ميجيل دياز كانيل ، الهجوم ، ووصفوها بأنها أهمال مناهضة للديمقراطية تهدف إلى إثارة الفوضى وعدم احترام الإرداة الشعبية.