يوما بعد يوم تثبت هيئة قناة السويس قدرتها على كسب الثقة، وخاصة فى حالات الطوارئ التى قد تنشأ فى أهم مجرى ملاحى فى العالم، وذلك من خلال إمكانياتها وخبرات العاملين فيها، حيث جدد العطل الذى أصاب السفينة GLORY أثناء عبورها المجرى الملاحى لقناة السويس اليوم، الثقة التى حظيت بها هيئة قناة السويس منذ النجاح فى تعويم السفينة إيفرجيفن خلال 6 أيام بعد أن انحرفت عن مسارها فى شهر مارس قبل الماضى.
ساعات قليلة كانت كافية لتحريك السفينة GLORY والتى يبلغ طولها 225 مترا، وعرضها 32 مترا، بحمولة قدرها 41 ألف طن، بعد أن تعرضت لعطل فنى مفاجئ لماكينات السفينة فى الكيلومتر 38 ضمن قافلة الشمال، حيث أعن الفريق أسامة ربيع رئيس هيئة قناة السويس أنه تم الدفع بعدد 4 قاطرات تتقدمهم القاطرة بورسعيد بقوة شد 95 طنا، للتعامل السريع مع الموقف وقطر السفينة بما يسمح باستئناف عبورها بالقناة مرة أخرى حتى توقفها فى أقرب نقطة فى منطقة البلاح لإصلاح العطل، مشيرا إلى أن فريق الإنقاذ البحرى للهيئة تعامل باحترافية مع الموقف، وهو ما يؤكد امتلاك الهيئة خبرات الإنقاذ اللازمة وقدرات التأمين الملاحى والفنى اللازم للتعامل باحترافية مع حالات الطوارئ المحتملة.
وعلى الفور انتظمت حركة الملاحة بقناة السويس، حيث انتظمت عملية دخول 26 سفينة من قافلة الجنوب، كما سيجرى عبور قافلة الشمال بعد استئناف السفينة GLORY عبورها بالقناة بمساعدة قاطرات الهيئة.
وأشارت الهيئة إلى أن التقارير الملاحية تسجل اليوم الإثنين عبور 51 سفينة من الاتجاهين، ويبلغ عدد السفن العابرة من اتجاه الشمال 25 سفينة، ومن اتجاه الجنوب تعبر 26 سفينة بالمجرى الملاحى الجديد للقناة.
وتعتبر هذه هى المرة الثانية التى تتعامل فيها قناة السويس مع أعطال السفن فى المجرى الملاحى، منذ جنوح السفينة "إيفر جيفين" وذلك بعد أن شهدت القناة توقفت ناقلة النفط السفينة أفينيتى فى "AFFINITY V" مؤقتا فى المجرى الملاحى فى سبتمبر الماضى، وذلك نتيجة لعطل فنى.
وكانت السفينة ناقلة نفط قادمة من البرتغال متجهة إلى ميناء ينبع السعودى، وواجهت مشكلة فى أنظمة التوجيه أدت إلى جنوح السفينة بشكل طفيف، وأدت إلى توقف الملاحة لوقت وجيز، بعد تدخل هيئة قناة السويس لتعويم السفينة.
وأدى انحراف السفينة "إيفرجيفين" فى مارس قبل الماضى إلى التسبب فى ازدحام مرورى هائل وتكدس للسفن فى مدخل القناة، وتعطلت الملاحة البحرية وحركة التجارة الدولية عبر القناة لـ6 أيام، حيث كانت تحمل مئات الحاويات فى رحلتها من الصين باتجاه روتردام الهولندية مرورا من البحر الأحمر إلى البحر المتوسط عبر قناة السويس، إلا أنها جنحت عبر القناة واستقرت هناك بزاوية أغلقت الممر المائى.