مع بداية فترة شاقة فى حكمه فى ظل سيطرة الجمهوريين على مجلس النواب، يواجه الرئيس الأمريكى جو بايدن مأزق صعب بعد الكشف عن إجراء وزارة العدل الأمريكية تحقيقا فى اكتشاف وثائق سرية فى مركز بن بايدن للدبلوماسية والتواصل العالمى، وهو معهد فى وسط واشنطن بدأه بايدن بعد انتهاء فترته كنائب للرئيس عام 2017، وفقا لمصادر مطلعة على الأمر.
وأكد البيت الأبيض التحقيق الجارى، وقال إنه يتعاون مع وزارة العدل وقام سريعا بتسليم الوثائق لإدارة الأرشيف والسجلات الوطنية، وهى الوكالة المعنية بالتعامل مع السجلات الرئاسية.
وقال أحد المطلعين على التحقيق لصحيفة واشنطن بوست إن الوثائق التى عثر عليها حوالى 10.
وأوضح ريتشارد سوبر، المستشار الخاص بالرئيس بايدن فى بيان إن البيت الأبيض يتعاون مع الارشيف الوطنى ووزارة العدل فيما يتعلق باكتشاف ما يبدو أنها سجلات تخص إدارة أوباما وبايدن، بما فى ذلك عدد صغير من الوثائق التى تحمل تصنيف سريا.
وعثر على الوثائق فى مركز بن بايدن فى أوائل نوفمبر، قبل فترة قصيرة من تعيين وزير العدل ميريك جارلاند مستشار خاص، وهو جاك سميث، للإشراف على التحقيق الجتائى الذى تجريه الوزارة فى سوء تعامل ترامب المحتمل مع مئات الوثائق السرية التى أخذها إلى مقر إقامته فى مارالاجو بعد انتهاء رئاسته.
وقال مسئولون إن المخاوف المتعلقة بالتحقيق الذى يجريه عن ترامب ليست فقط سوء التعامل مع الأسرار الحكومية، ولكن العرقلة المحتملة للعدالة وتدمير السجلات.
وفيما يتعلق بقضية مركز بن بايدن، قال سوبر إن الوثائق تم اكتشافها عندما كان محامو الرئيس يأخذون ملفان استعدادا لإخلاء مساحة مكتبية بالمركز، الذى استخدمه بايدن بشكل متقطع بدءا من منتصف 2017 وحتى بدأ حملته الرئاسية فى 2020. وعثر على الوثائق فى الثانى من نوفمبر، وهى المرحلة التى أبلغ فيها مكتب مستشار البيت الأبيض إدارة الوثائق ، وفقا لوبر. واستحوذت هيئة الارشيف الوطنى على الوثائق فى اليوم التالى.
وقالت شبكة سى إن إن إن المواد السرية شملت بعض الملفات السرية للغاية ذات تصنيف "المعلومات الحساسة المجزأة"، وهو التصنيف الذى يستخدم للمعلومات الحساسة للغاية التى يتم الحصول عليها من مصادر الاستخبارات.
وخلال تواجده فى المكسيك للمشاركة فى قمة أمريكا الشمالية، تجاهل بايدن اسئلة الصحفيين عن الوثائق السرية، وكان ذلك فى حضور جارلاند للقمة. وقال أحد كبار مسئولى الإدارة المتواجد مع بايدن فى المكسيك، إن تلك القضية لن تكون مصدر إلهاء. وأوضح أن شيئا لن يغير من جدول الرئيس فهو يركز على القمة ولقاء قادة الدول المجاورة.
ويتطلب قانون السجلات الرئيس ضرورة تسليم وثائق الرئيس ونائب الرئيس إلى هيئة الأرشيف الوطنى فى نهاية أى إدارة من أجل الحفاظ عليها وحماية المادة السرية.
وأشارت شبكة سى إن إن إلى أن القضية سيكون لها تداعيات سياسية بالتأكيد، وستكون محل تركيز من قبل الجمهوريين. وقال النائب الجمهورى جيمس كومر إن الرئيس بايدن كان منتقدا للغاية لتعامل ترامب بشكل خاطئ مع الوثائق السرية وأخذها إلى مقر إقامته أو ما إلى ذلك، والآن، يبدو أنه فعل الأمر نفسه، يا لها من مفارقة.
وأشار كومر إلى هيئة الأرشيف الوطنى تقع تحت اختصاص اللجنة التى رتأسها فى مجلس النواب، لجنة الإشراف.
ولم يقل رئيس مجلس النواب كيفين مكارثى ما إذا كان يعتقد أن الكونجرس ينبغى أن يجرى تحقيقا عن بايدن، لكنه قال إن رد الفعل حول وثائق ترامب كانت دوافعه سياسية.
ولم يفوت الرئيس الأمريكى السابق دونالد ترامب الفرصة للتعليق على هذا الكشف، وقال ترامب فى تعليق على منصته للسوشيال ميديا تروث سوشيال: متى سيقوم البيت الأبيض بمداهمة المنازل العديدة لجو بايدن، وربما حتى البيت الأبيض؟ هذه الوثائق بالتأكيد ليست غير سرية".
كما علق نجل ترامب، دونالد ترامب جونيور، على الأمر وقال "لقد تم إخبارنا من قبل أن هذه خيانة، وأساس للمساءلة، ويستحق عقوبة الإعدام، لكن لدى شعورا بأن شيئا لن يحدث.