تمر اليوم ذكرى تولى الخديوي إسماعيل عرش مصر فى 18 يناير 1863 بعد رحيل عمه سعيد باشا، وقد شهدت مصر فى زمن إسماعيل العديد من الأحداث، وقد رصدها كتاب "تاريخ مصر من الفتح العثماني إلى قُبيل الوقت الحاضر" تأليف عمر الإسكندري وسليم حسن، مراجعة أ. ج. سفدج.
ويقول الكتاب فى الفصل الثالث تحت عنوان "إسماعيل باشا" ١٢٧٩–١٢٩٦ﻫ/١٨٦٣–١٨٧٩م:
يعتبر إسماعيل باشا — ابن إبراهيم باشا — المتممَ الحقيقي لأعمال محمد علي، والسائر بإصلاحاته في الطريق التي أبلغت مصر العناية التي هي عليها الآن.
تولى إسماعيل عرش مصر ومدارسُها مغلقة ومشروعات محمد علي مهملة؛ فكان عمله في كل شيء عمل المنشئ من جديد. ولو نظرنا إلى مجموع ما تم في عهده من الإصلاحات والأعمال الهامة لعلمنا مقدار ما كان عليه من الذكاء والنبوغ، وما كان يرمي إليه من النهوض بمصر حتى يجعلها في مستوى أرقى الدول الأوروبية.
جلس إسماعيل على أريكة مصر في (٢٧ رجب سنة ١٢٧٩ﻫ/١٨ يناير سنة ١٨٦٣م)، وكان عمره إذ ذاك ٣٢ سنة، فلم يلبث أن ظهرت فيه كفاءة عظيمة ورغبة شديدة إلى رفع شأن البلاد وترقيتها، بإدخال كل الإصلاح الذي يراه مؤديًا إلى ذلك. ومع الاعتراف بأن السرعةَ التي سار بها في سبيل هذا الإصلاحِ والإنفاقَ عن سعة في كل شيء أدَّيَا إلى استدانته من أوروبا القناطير المقنطرة من الذهب التي تضاعفت هي وفوائدها حتى وصلت في أواخر أيامه إلى عبء ثقيل لا حول ولا قوة للبلاد على احتماله؛ مما أوجب تدخُّل الدول الأوروبية في شئون مصر. قد يُغتفر له ذلك إذا راعينا مقدار ما قام به من الإصلاح، ولاحظنا أن سعيدًا قد فتح له من قبل باب الاستدانة المشئوم؛ إذ مات وهو مدين بمبلغ ١٠٠٠٠٠٠٠ جنيه.
وتلخص أهم أعمال إسماعيل في مصر فيما يأتي:
لفصل في أمر وراثة العرش وحصرها في أكبر أولاد الوالي والحصول على لقب خديوي.
الإصلاحات الإدارية، وتأييد الاستقلال الداخلي.
الإصلاحات القضائية، ومساواة جميع الناس أمام القانون المدني المختلط.
التعليم العالي.
منع الرقيق.
لقاء المؤاخذة — المسئولية — على النظار، وتشكيل مجلس شورى النواب.
توسيع منابع الثروة للبلاد بتنمية الزراعة، وبالمشروعات العامة.
توسيع نطاق الأملاك المصرية.
إتمام مشروع ترعة السويس (أفاد العالم في مجموعه وإن أضر بمصر في ذاتها).