كرمت الشيخة مى آل خليفة، رئيسة مجلس أمناء مركز الشيخ إبراهيم محمد آل خليفة للثقافة والبحوث فى البحرين، الكاتب الكبير محمد سلماوى، على ما قدمه من خدمات للثقافة العربية على مدى السنوات، بإهدائه شعار المركز من الفضة الخالصة، وذلك خلال الزيارة الحالية التى يقوم بها الكاتب الكبير للمنامة.
وكان محمد سلماوى قد ألقى محاضرة أول أمس بالمركز بعنوان "استقلالية المثقف"، استعرض فيها موقف المثقف العربى من القضايا الوطنية واستقلاليته عن السلطة السياسية، وقد حضر المحاضرة السفير المصرى بالبحرين ياسر شعبان وعدد كبير من الأدباء والمثقفين العرب.
الكاتب الكبير محمد سلماوى يحتل مركزا مرموقا بالمشهد الثقافى العربى لما له من إنتاج أدبى ثرى فى المسرح والرواية والقصة القصيرة، وكونه الرئيس الأسبق لاتحاد كتاب مصر والاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب طوال عشر سنوات كانت من أزهى عصور الاتحادين.
وركز الأديب الكبير محمد سلماوى، فى محاضرته "استقلالية المثقف" على العلاقة بين المثقف والسلطة، كما تحدث خلالها عن المفاهيم المرتبطة بالمثقف، وعقيدته الفكرية التي تمثل توجهاته وهويته، كما سيتطرق إلى أنماط المثقفين في المجتمع والتحديات التي يتم طرحها.
يذكر أن محمد سلماوي، مترجم وأديب مصري، رئيس اتحاد كتاب مصر والأمين العام للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب سابقا، حصل على درجة الماجستير في الاتصال الجماهيري من الجامعة الأمريكية بالقاهرة، تولى سلماوي عدة مناصب حيث عمل مدرسًا للغة الإنجليزية وآدابها بكلية الآداب جامعة القاهرة، كما عمل محرراً في جريدة الأهرام للشؤون الخارجية، وكيلاً لوزارة الثقافة للعلاقات الخارجية، مديرًا للتحرير بجريدة الأهرام ويكلي الصادرة باللغة الإنجليزية، ورئيسًا للتحرير بجريدة الأهرام إبدو الصادرة بالفرنسية.
"سلماوى" كان محط تكريم العديد من المؤسسات العالمية، ودول العالم، وسام التاج الملكى البلجيكي من الملك ألبير الثاني، عام 2008 - وسام الاستحقاق من الرئيس الإيطالي كارلو تشامبى، عام 2006 - وسام الفنون والآداب الفرنسي، عام 1995، وأخيرا جائزة النيل، وسام القدس عام 2017، وأخيرا جائزة النيل فى الآداب لعام 2020، لتكون تتويجا لمسيرته الإبداعية الكبيرة والممتدة.
وفى مذكراته "يوما أو بعض يوم"، الصادرة عام 2017، عن دار الكرمة للنشر والتوزيع، الجميع حاضر الجغرافيا والتاريخ والثقافة، الشخصيات والحكايات، كل شىء يتطور أو يتغير أو ينتهى، هنا الجميع يدخل دائرة الأحداث، فالحكام، ملوك ورؤساء ووزراء وأصحاب رأس المال، لديهم مشكلاتهم، وهنا أيضًا البسطاء، موظفون وعمال ومفكرون ومثقفون وحالمون، لديهم أزماتهم، لا أحد يمر فى مذكرات محمد سلماوى إلا وقد تورط فى الحكاية وتحول إلى بؤرة للأحداث.