استقبلت السفيرة سها جندي، وزيرة الدولة للهجرة وشئون المصريين بالخارج، الدكتور وسيم السيسي، المؤرخ والباحث فى علم المصريات، فى إطار استكمال جهود المبادرة الرئاسية "اتكلم عربي"، لدعم هوية أبناء المصريين بالخارج من الجيلين الثانى والثالث، وكان اللقاء بحضور السفير عمرو عباس مساعد وزيرة الهجرة لشئون الجاليات، والدكتورة هالة الطلحاتى المدير التنفيذى لمؤسسة يارو للحضارة المصرية.
ومن ناحيتها، رحبت السفيرة سها جندى بالدكتور وسيم السيسي، مثمنة ما يقوم به من جهود لإحياء تراثنا الحضاري، مؤكدة أن الحضارة المصرية القديمة ستظل مصدر إبهار للعالم كله، بما تكشفه كل يوم من كنوزها، فى كل المجالات، مرحبة بمشاركته فى معسكرات "اتكلم عربي" والتوسع فى أنشطتها، موضحة أن المبادرة الرئاسية تهتم بتنظيم معسكرات لأبناء المصريين بالخارج، ومن بينها المعسكر السنوى السادس، والذى شارك فيه د. وسيم السيسي، بندوة نقاشية تفاعلية، وسط مشاركة 15 من أبناء شهداء القوات المسلحة ونحو 80 طفلاً من الولايات المتحدة وكندا وإيطاليا والإمارات والسعودية والكويت وقطر.
وأكدت وزيرة الهجرة أن اسم الدكتور وسيم السيسى كفيل بإعطاء ثقة كبيرة للقارئ والمتابع، ولدينا أجيال لا تتحدث العربية بالخارج، ودورنا أن نربطهم بعظمة بلادهم وتاريخها، ونسعى لاستكمال ذلك، واستشراف المستقبل، موضحة التنسيق لعمل لقاءات مع أبناء المصريين بالخارج، وكذلك عمل فيديوهات عما قدمته الحضارة المصرية فى مختلف المجالات، ومن بينها الطب والعمارة والفلك وغيرهم، مشيرة إلى أن ما يقدمه د. وسيم السيسى محتوى متميز للغاية، وأننا بحاجة لتعريف أبنائنا بالخارج بتاريخنا الذى أبهر العالم وما زال، لينقل لهم جزءا مهما من تراثنا المصرى ونهضتنا المصرية التى علمت العالم فى مجالات الطب والفلك والتصنيع وغيرها.
ورحبت الوزيرة بمشاركة الدكتور وسيم السيسى فى المعسكر المقبل، مشيرة إلى أهمية تنظيم لقاءات للشباب وأبناء الجيلين الثانى والثالث، والدارسين بالخارج فى مجالات مختلفة والربط بين الحالى وما كان فى مصر القديمة، وكذلك المناسبات المصرية القديمة والربط بين ما يحدث حاليا، وما كان فى مصر القديمة، مضيفة أن هناك خبراء من حول العالم، ما زالوا يبهرون العالم، فى التقدم الطبى والعمارة فى مصر القديمة، مؤكدة أننا سنعمل على جذب أبنائنا بالداخل من الدارسين فى المدارس الأجنبية كذلك، لربطهم بالوطن والتاريخ، وكذلك المدارس المصرية بالخارج.
ومن ناحيته، أوضح الدكتور وسيم السيسي، عالم المصريات أنه فخور بما يقوم به من جهد لتعريف العالم بعظمة الحضارة المصرية، منذ بدأ تلك الرحلة فى عام 1995 تقريبا، حيث يعمل الآن، رئيس اللجنة العلمية بمؤسسة يارو للحضارة المصرية، موضحًا أن كلمة "يارو" تعنى مصر بالهيروغليفية، وهو ما يؤكد هُويتنا وحضارتنا، وأننا جينات أصيلة، وقمة تطور الإنسان والحضارة كانت فى مصر القديمة، منذ ملايين السنين، وأن هناك إنجازات فى كل المجالات، متابعًا أن هناك موضوعات كثيرة تضمنها كتاب "المسكوت عنه فى التاريخ" ويضم أكثر من 50 قصة فى التاريخ المصرى بين دفتى الكتاب.
وأكد د. وسيم السيسى أن مصر القديمة هى التى عرفت العالم بالحياة الثانية بعد الموت والحساب وقانون الأخلاق وهناك علماء وخبراء يحفظون ما قدمته الحضارة المصرية القديمة، لينير العالم بالقيم والمبادئ التى تحفظ حقوق الإنسان والحيوان والنبات، واحترام الآخر وذوى القدرات الخاصة، ورعاية المحتاج.
وتابع د. وسيم السيسى أن نسيان التاريخ والحضارة أمر جلل، وعلينا أن نتدارك ذلك، فلا مستقبل دون تاريخ، مضيفًا أننا أصحاب أعرق حضارة على وجه الأرض، وحق لنا أن يعرف العالم ذلك، وأبناؤنا هؤلاء هم أفضل سفراء يقومون بذلك، موضحا أن أحمد كمال باشا جمع نحو 16 ألف كلمة متداولة حاليا وأصلها من اللغة المصرية القديمة، مثل حج، ماعون، صوم، وغيرها، وكذلك وحوى يا وحوى وأصلها إياح حتب زوجة سقنن رع وأم أحمس، ومعناها القمر المطمئن.
وذكر أنه شاهد الكثير من المواقف التى يفخر بها غير المصريين بالحضارة المصرية القديمة، ومنها: على رأسه ريشة "رمز الآلهة ماعت.. آلهة العدالة".. والتى تضمن المساواة، وتابع عن بداية كتابته لروزا اليوسف مع د. محمد عبد المنعم، ورحلته مع علم المصريات، منذ عام 1995، مؤكدا أن حب الوطن لا يكون إلا بالتنوير، وتعريف العقل الجمعى بأهمية تاريخ مصر وحضارتها، وفى 17 يوليو عام 2022 تقدمت صحيفة بريطانية "الديلى ميل" بالشكر للحضارة المصرية القديمة لما تركته فى علوم جراحة المخ والأعصاب، وكذلك جراحات المياه البيضاء التى قام بها المصريون القدماء، وأول زرع أسنان وأول قدم صناعى فى العالم، وغيرها من التقدم الذى أبهر العالم.
وتناول الدكتور وسيم السيسى ما قدمته مؤسسة يارو للحضارة المصرية، من الكتيبات والمادة التعليمية المبسطة عن الحضارة المصرية القديمة تحت إشرافه، ليسهل على الأطفال قراءتها واستيعابها، موضحا أنه يفرح لاهتمام الناس، لأنه يحكى بحب عن تاريخ الحضارة المصرية القديمة.
وفى ختام اللقاء، ثمنت السفيرة سها جندي، جهود إخراج كتب بالعربية والإنجليزية والألمانية عن الحضارة المصرية، لتعريف أولادنا بالخارج بتاريخهم وحضارتهم، سواء بتوزيع تلك الكتب لأبناء الجاليات المصرية بالخارج، أو المشاركين فى معسكرات "اتكلم عربي"، بجانب إطلاق مبادرة "إحنا مين"، والتى تُعنى بتعريف المصريين بحضارتهم وتراثهم، بجانب الاتفاق على وضع خطة استراتيجية للتحرك تتضمن مشاركة د. وسيم السيسي، باعتباره مؤرخا للحضارة المصرية القديمة، من خلال فيديوهات موجهة للأطفال أو فى لقاءات مباشرة لتعريف المصريين بالخارج بحضارتهم.
