مشاهد مؤثرة تم استعراضها فى احتفالية الشرطة بالعيد الواحد والسبعين، وحرص الرئيس على تأكيد رسائله للمواطنين وطمأنتهم على الحاضر، ومواجهة الأزمة الاقتصادية العالمية، وتوضيح بعض النقاط الخاصة بتساؤلات الناس.
فى الاحتفالية تم تقديم نماذج إنسانية وبطولية لشهداء ومصابى الشرطة فى مواجهة الإرهاب، أو فى مواجهة الجريمة وتأمين المجتمع والأفراد والممتلكات، تم عرض قصص من لحم ودم حقيقية عن أبطال رجال الشرطة من رجال المفرقعات، والذين استشهدوا فى الذكرى الأولى لثورة 30 يونيو 2014 على يد الإرهاب الغادر، حيث استشهد المقدم أحمد عشماوى، والمقدم محمد لطفى، أثناء محاولة تفكيك عبوة ناسفة، وأصر المقدم طارق عبدالوهاب، على استكمال مهمة زميليه، وفكك عبوة ثالثة، وانفجرت وأصابته ببتر كامل ليديه الاثنتين.
ورغم إصابته صعد البطل المقدم طارق عبدالوهاب، إلى المسرح ووجه التحية لشعب مصر، كما طالب بأن يعود إلى خدمة وطنه عقب شفائه من جديد ليكمل مسيرته فى الدفاع عن أرض الوطن، وقال إنه وزملاءه لم يترددوا لحظة فى مواجهة الإرهاب، وقال «صحيح فقدت إيديا لكن مفقدتش انتمائى لوطنى.. ولسه قلبى بينبض بحب بلدى، ولسانى بيهتف تحيا مصر، ولو طلب منى أقوم بواجبى وتحصلى الإصابات ألف مرة هاقوم بواجبى».. وقد صدق الرئيس عبدالفتاح السيسى، على ترقية المقدم البطل طارق عبدالوهاب إلى رتبة عقيد، وحرص على توجيه الشكر له بعد قرار الترقية، قائلا: «طبعا يا طارق الترقية مش تعويض.. لكنه شكل من أشكال العرفان والتقدير والاحترام مننا على اللى أنت عملته، ولكل من قدم مثل هذا العمل من الشرطة والجيش»، وقال للمصريين: «فيه رجال زى طارق كتير.. منهم اللى قدم روحه، أو حتة من جسمه لتصبح مصر فى أمان وسلام، وإن الدولة تتقدم وتستقر».
فى الاحتفالية بعيد الشرطة الـ71، ذكرى مواجهة ضباط ورجال الشرطة لقوات الاحتلال الإنجليزى فى الإسماعيلية 25 يناير 1952، تم تكريم شهداء الشرطة عام 2022، الذين استشهدوا فى مواجهة الإرهاب أو الجريمة، وحرص الرئيس عبدالفتاح السيسى، على التأكيد أن الوصول للاستقرار كان له ثمن كبير من أرواح أبنائنا من القوات المسلحة والشرطة، وتم توجيه التحية للشهداء والمصابين لدورهم الكبير فى حماية الوطن ومواجهة الإرهاب والجريمة، وجدد التأكيد بالثمن الذى دفعه المصريون من أرواح أبنائهم الذين استشهدوا أو أصيبوا، ثمن يجب أن نتذكره ونحن نشاهد ما تحقق.
وكشف الرئيس عن أن جهود المصريين وأبنائهم ومساندة الشعب لقواته المسلحة والشرطة، أنهت الإرهاب الذى نجح فى تفكيك وهدم دول من حولنا، لم تستطع القيام طوال عشرين عاما، وأعلن أن الدولة نجحت فى القضاء على الإرهاب.
وأعلن الرئيس عن تنظيم احتفالية كبيرة فى العريش ورفح والشيخ زويد بالقضاء على الإرهاب.. وهى المناطق التى كانت تتمركز فيها بؤر الإرهاب، وأصبحت آمنة تستقبل الطيران والمسؤولين بعد تنميتها، وأكد أن هناك أسبابا علمية ومنطقية للمشروعات القومية التى تمت، فلم يكن ممكنا ترك الكهرباء والطاقة بحالتها التى كانت عليها، وكان إنفاق 1.7 تريليون جنيه ضرورة ليس فقط على محطات الطاقة ولكن على الشبكات والمحولات التى تناسب العصر وحجم الاستهلاك مع زيادة سكانية 20 مليونا خلال عشر سنوات.
وقال إن هناك أسئلة مطروحة حول الأزمة الاقتصادية فى وقت نرى العالم كله يعانى انعكاسات أزمة عالمية بسبب الحرب الروسية الأوكرانية، وقبلها كورونا، وأن مصر جزء من العالم تعانى من ارتفاعات الأسعار، مثل باقى الدول، وهناك دول كبرى تعجز عن سداد ديونها وهو أمر معروف وتناقشه مؤسسات هذه الدول.
وأشار الرئيس إلى أن هناك محاولات دائمة لتضليل الناس على غير الحقيقة، وأن وعى المصريين يفوت عليهم الفرصة، مؤكدا ثقته فى المصريين الذين حافظوا على دولتهم ورفضوا دعاوى الهدم والتدمير ودعموا مؤسساتهم الوطنية، لعلمهم أن بناء الدول لا سبيل له من دون الحفاظ على الأمن القومى بجميع عناصره وصونه من الأخطار.
اللواء محمود توفيق، وزير الداخلية، قال إن الداخلية تدرك حجم التحديات التى أفرزها محيط إقليمى ودولى شديد الاضطراب يموج بالصراعات والتوترات التى ألقت بظلالها السلبية على شعوب العالم وانعكست على حياتهم اليومية والاجتماعية، وهنا تنطلق جهود أجهزة الوزارة محاطة بوعى شعبى يساند لمواجهة التحديات الأمنية، وعلى رأسها الإرهاب والأفكار المتطرفة، حيث يتخذ رجال الشرطة إلى جانب رفقائهم بالقوات المسلحة مواقعهم لإجهاض مساعى التنظيمات الإرهابية بإصرار أفقدها توازنها عبر الضربات الأمنية الحاسمة وتجفيف منابع تمويلها، مع استمرار اليقظة الأمنية والقراءة الدقيقة لحركة وأنماط الأنشطة الإرهابية، وبهذا حققت الاستراتيجية الأمنية المعاصرة نقلة نوعية فى مواجهة مخاطر الجريمة المنظمة، ونجحت فى توجيه العديد من الضربات الأمنية للبؤر الإجرامية التى تعمل فى مجال الهجرة غير الشرعية والاتجار غير المشروع فى الأسلحة والذخائر وغسل الأموال، والتى تروج سموم المخدرات، إحدى أدوات تدمير المجتمعات، وتطبيق مفهوم الأمن الشامل إلى مكافحة الجريمة بكل صورها، والجرائم المستحدثة التى تعتمد على استخدام التكنولوجيا الحديثة، حيث تقوم الشرطة بتحديث الإمكانيات الفنية والتقنية لمكافحة الجرائم المعلوماتية، مع تطبيق مبادئ ومعايير حقوق الإنسان، ومنها تحويل السجون العمومية إلى مراكز نموذجية للإصلاح والتأهيل تطبق فيها فلسفة عقابية وإصلاحية حديثة، أثبتت عقب مرور عام على تطبيقها نجاحا نوعيا فى مجال تقويم النزلاء سلوكيا ومهنيا، للعودة كعناصر صالحة فى المجتمع عقب الإفراج عنهم.
الشاهد أن الاحتفالية بالعيد الواحد والسبعين للشرطة، كان تذكرة لتضحيات شهداء الشرطة فى الماضى والحاضر، والحرص على أن تكون هناك أجهزة أمن عصرية تطبق القانون بكفاءة، وتراعى الحقوق والواجبات وتطور أداءها فى ظل تطور التحديات الأمنية لحماية الأنفس والممتلكات.