في خطوة تهدف إلى تثبيت أركان النظام البرازيلي الجديد بقيادة لولا دا سيلفا بعد محاولة الانقلاب الفاشلة في ليلة تنصيبه والتي تخضع حالياً للتحقيق من قبل المحكمة البرازيلية العليا التي تبحث دور الرئيس السابق جايير بولسونارو في التحريض علي اعمال العنف والشغب التي شهدتها البلاد، أعلن البيت الأبيض عن قمة مرتقبة تجمع الرئيس الأمريكي جو بايدن ودا سيلفا في البيت الأبيض في 10 فبراير الجاري.
وقال بيان البيت الأبيض أن الرئيسين سيناقشان خلال اجتماعهما دعم الولايات المتحدة الثابت للديمقراطية البرازيلية وكيف يمكنهما مواصلة العمل معًا لتعزيز الإدماج والقيم الديمقراطية في المنطقة وحول العالم، ولا سيما قبل انطلاق القمة الثانية من أجل الديمقراطية والمقرر انعقادها في مارس 2023.
وبحسب البيان، سيناقش الرئيسان أيضا كيف يمكن للولايات المتحدة والبرازيل مواصلة العمل معًا لمواجهة التحديات المشتركة، بما في ذلك مكافحة تغير المناخ وحماية الأمن الغذائي وتشجيع التنمية الاقتصادية وتعزيز السلام والأمن وإدارة الهجرة الإقليمية.
إعلان البيت الأبيض جاء بعد حالة من التوترات شهدتها البرازيل علي مدار الشهر الماضي ، حيث حاول انصار الرئيس السابق جايير بولسونارو عرقلة استلام خلفه لولا دا سيلفا بعد محاولات للتشكيك في النظام الانتخابي وآليات فرز الأصوات ، ما تسبب في النهاية في اعمال عنف وشغب واقتحام لمقار حكومية ومبني البرلمان في ليلة 8 يناير الماضي.
وبالتزامن مع محاولات النظام البرازيلي الجديد السيطرة علي زمام الأمور ، كشفت تقارير غربية من بينها ما نشرته صحيفة جارديان عن ترتيبات جرت بين الرئيسين البرازيلي والأمريكي السابقين ، جايير بولسونارو ودونالد ترامب ، لسيناريو الفوضى في البرازيل.
وبحسب مصادر تحدثت للصحيفة البريطانية، توجه الرئيس البرازيلي المهزوم بعد انتخابات 30 أكتوبر إلى الولايات المتحدة الأمريكية ، وتحديداً ولاية فلوريدا ، قبل أن يلحق به نجله، وعضو الكونجرس البرازيل إدواردو بولسونارو، ليلتقي الأخير قبل أيام من أحداث الشغب في البرازيل مع ترامب داخل منتجعه في مارالاجو، برفقة جيسون ميلر وستيف بانون، اللذان عملا مستشارين للرئيس الأمريكي السابق خلال ولايته.
وذكرت المصادر أن ترامب ومستشاريه قدموا نصائح لكيفية الطعن في نتائج انتخابات البرازيل، وعرقلة انتقال السلطة في البلد اللاتيني.
صداقة وثيقة جمعت ترامب وبولسونارو
وفى أحداث مشابهة لما شهدته الولايات المتحدة خلال اقتحام الكونجرس ليلة 6 يناير 2020 ، وقعت اعمال شغب في البرازيل في 8 يناير الجاري، حيث اقتحم انصار الرئيس المهزوم مقر الرئاسة في قصر بلانالتو، ومبنى المحكمة العليا، احتجاجا على نتائج الانتخابات.
وأثار بولسونارو الشكوك حول مصداقية أجهزة التصويت الإلكترونية في البرازيل، ثم رفض الاعتراف بالهزيمة. وبعد خسارته، اختفى إلى حد كبير عن الأنظار، على الرغم من أنه أخبر أنصاره في وقت سابق أن السلطة في أيديهم، وأنه يسيطر على القوات المسلحة. وتمسك أنصاره بالأمل في أن يقود بولسونارو أو القوات المسلحة تدخلا لقلب النتائج.
وأصر بولسونارو على أن نظام التصويت الإلكتروني يجب أن يحتوي على إيصال مطبوع من أجل تمكين عمليات التدقيق، لكن مجلس النواب في الكونجرس صوت في عام 2021 ضد اقتراحه لهذا التغيير.
وبالتزامن مع الكشف عن خيوط تحالف بولسونارو ـ ترامب ، نشرت الجارديان بيانا مشتركاً موقع من 70 مشرعاً من البرازيل والولايات المتحدة ، وحمل اسم عضو النواب الأمريكي ، الديمقراطية إلهان عمر ، حذر من أن التعاون المشبوه بين الجانبين يشكل تهديد للديمقراطية .
وذكر البيان : "بصفتنا مشرعين في البرازيل والولايات المتحدة، فإننا نقف متحدين ضد جهود الجهات الفاعلة اليمينية المتطرفة الاستبدادية والمناهضة للديمقراطية لقلب نتائج الانتخابات المشروعة والإطاحة بديمقراطيتينا".
وقال المشرعون في البيان: "ليس سرا أن المحرّضين اليمينيين المتطرفين في البرازيل والولايات المتحدة ينسقون جهودهم".
وقال بيان المشرعين "الديمقراطيات تعتمد على الانتقال السلمي للسلطة. ومثلما ينسق المتطرفون اليمينيون جهودهم لتقويض الديمقراطية، يجب أن نقف نحن يدا واحدة في جهودنا لحمايتها".
وبخلاف البيان المشترك ، طالب النائبان الديمقراطيان الأمريكيان، خواكين كاسترو، وألكسندريا أوكاسيو كورتيز، السلطات الأمريكية بعدم منح اللجوء لبولسونارو، وتسليمه إلى سلطات بلاده، وذلك بعدما طالب السيناتور البرازيلي، رينان كاليروس، قاضي المحكمة الفيدرالية العليا في البرازيل، بإعادة بولسونارو من الولايات المتحدة بشكل عاجل، وتسليمه للسلطات القضائية، متهما إياه بتأجيج الاضطرابات في البرازيل.
وقبل أسبوعين ، أعلنت المحكمة البرازيلية العليا أن بولسونارو سيخضع للتحقيق بعدما نشر مقطع فيديو شكك خلاله في فوز دا سيلفا ، وتحريضه علي الفوضى ، وذلك بعد طلب من قاضي المحكمة من الادعاء العام الاقدام علي هذا الاجراء.