يعقد مجمع البحوث الإسلامية، الثلاثاء المقبل، الندوة الشهريَّة لمجلة الأزهر تحت عنوان: «دَعْمُ ذوي القدرات والهِمَم واجبٌ دينيٌّ ورسالةٌ إنسانيةٌ.. قراءة في وثيقة الأخوَّة الإنسانية»، برعاية كريمة من فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، وإشراف كلٍّ من: الدكتور محمد الضويني، وكيل الأزهر، والدكتور نظير عيَّاد، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية ورئيس تحرير المجلة.
يُحاضر في الندوة التي تنظِّمها الأمانة العامَّة المساعدة للثقافة الإسلامية بالمجمع في مركز الأزهر للمؤتمرات، كلٌّ من: الدكتور محمد الضويني، وكيل الأزهر الشَّريف، والدكتورة نيفين القباج، وزيرة التضامن الاجتماعي، ونياقة المطران نيقولاس هنري، سفير دولة الفاتيكان بالقاهرة، ونيافة الأنبا أرميا، الأسقف العام ورئيس المركز الثقافي القبطي الأرثوذكسي، والدكتور إيهاب الببلاوي، عميد كلية علوم ذوي الإعاقة والتأهيل بجامعة الزقازيق، ويدير الندوةَ الإذاعيُّ رضا عبد السلام، رئيس إذاعة القرآن الكريم.
وقال الدكتور نظير عيَّاد، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية ورئيس تحرير المجلة: إنَّ دين الإسلام شامل لحياة الإنسان باختلاف شئونها وتنوُّع مجالاتها، وإنَّ مِن جوانب عظمة شريعته السَّمحة أنها أَوْلَت عناية كبرى بذوي الاحتياجات الخاصَّة؛ فحفظت لهم إنسانيتهم وكرامتهم، وكفلت لهم الحقَّ في حياة كريمة؛ من مأكل ومشرب وملبس، كما حفظت لهم الحقَّ في التعليم والصحَّة والعمل، إلى غير ذلك من الأمور التي تستقيم بها الحياة.
وأكَّد عيَّاد أنَّ الشريعة الإسلامية السَّمحة -بكمالها وصفائها- قد سبقت كلَّ النُّظم والدساتير العالمية في رعاية ذوي الهِمَم؛ فأعطتهم جميع الحقوق التي يتمتَّع بها الأصحَّاء، بل وزادت عليها؛ تعويضًا لهم ومراعاةً لأحوالهم، مشيرًا إلى أنَّها قد عملت -أيضًا- على إدماج هذه الفئة وتمكينها في المجتمع؛ فقد استخلف رسول الله ﷺ عبدَ الله بن أم مكتوم -رضي الله عنه- على المدينة، وكان أعمى، وأنَّ التاريخ الإسلامي يزخر بكثير من الأئمة والعلماء من أصحاب الاحتياجات الخاصَّة، الذين حملوا لواء الإسلام، وبلَّغوا رسالته، ودافعوا عنه.
ولفت الأمين العام لمجمع البحوث الاسلامية إلى أنَّ الخلفاء قد أنشأوا دواوينَ ومؤسساتٍ طبيَّةً وتأهيليَّةً لذوي الاحتياجات الخاصَّة، وفرضوا لهم نصيبًا من بيت المال، كما خصَّصوا لهم مَن يخدمهم ويقوم على حاجاتهم، مشيدًا بالدور العظيم الذي تقوم به الدولة المصرية تجاه ذوي الهِمَم، وسعيها الدَّؤوب إلى تمكينهم وإدماجهم في المجتمع؛ من خلال المبادرات التي تطلقها الدولة لرعايتهم، وآخرها مبادرة «قادرون باختلاف».
من جانبه، قال الدكتور حسن خليل، الأمين العام المساعد للثقافة الإسلامية بمجمع البحوث الإسلامية: إنَّ الندوة الشهرية لمجلة الأزهر سوف تناقش عددًا من المحاور المهمَّة، هي: (حقوق ذوي القدرات والهِمَم في الأديان السماوية)، و(جهود الدولة في حماية حقوق ذوي القدرات والهِمَم)، و(قراءة في وثيقة الأخوَّة الإنسانيَّة)، و(رعاية ذوي القدرات والهِمَم.. رسالة إنسانية وشراكة وجدانية)، و(دَمْج وتمكين ذوي الإعاقة.. الخطوات الأولى نحو دعمهم).
وأوضح خليل أنَّ موضوع هذه الندوة يأتي في إطار اعتناء مؤسَّسة الأزهر الشريف بذوي الهِمَم؛ بوصفهم إحدى شرائح المجتمع وأحد مقوِّمات نجاحه وتقدُّمه، مشيرًا إلى أن وثيقة «الأخوَّة الإنسانية» التي وقَّعها فضيلة الإمام الأكبر أ.د. أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، والبابا فرانسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكيَّة، قد نصَّت على أن حماية حقوق ذوي الاحتياجات الخاصَّة «ضرورة دينيَّة ومجتمعيَّة، يجب العمل على توفيرها، وحمايتها بتشريعات حازمة، وبتطبيق المواثيق الخاصَّة بهم».
يذكر أن مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف قد أطلق عددًا من الحملات التوعويَّة للتعريف بحقوق أصحاب القدرات والهِمَم؛ أبرزها حملة بعنوان: «بدعمهم تُرحمون» التي نفَّذها وعَّاظ الأزهر وواعظاته في مختلِف أنحاء محافظات مصر، والتي أكَّدت وجوبَ الاهتمام بهذه الفئة، وأنها جزء أصيل وركن أساس في بناء الدولة وليست عبئًا عليها.