افتتح الدكتور وليد قانوش، رئيس قطاع الفنون التشكيلية، مساء أمس معرضًا استعاديًا للفنان عصمت داوستاشى تحت عنوان "توهج 80 عامًا" احتفاءً بمسيرة وعطاء الفنان الكبير وذلك بمركز الجزيرة للفنون بالزمالك.
وقال الدكتور وليد قانوش: "يمتلك الفنان القدير عصمت داوستاشي قدرات جمالية تتمثل في المكونات البصرية والتعبيرية والرمزية التي تشكل أعماله.. هذه القدرات هي ثمار الخبرة الكبيرة مع البحث والتجريب في مفهوم الجمال والقيم التي يمكن أن يرتكن إليها وقت الإبحار في كل عملية إبداعية ليتمكن من استثارة بعض حالات الوعي واللاوعي لدى المُتلقي، ضامنًا في الوقت نفسه الإثارة والانجذاب أثناء المشاهدة بصدق وألفة ليعززا قدرة المُتلقي على استيعاب المعاني البنيوية لأعماله".
وأضاف "قانوش": "كما تتمتع تجربة الفنان عصمت داوستاشي بتنوع المنتج الفني في مجالات متعددة، كما أنه أحد الأسماء المهمة بين الفنانين المصريين الذي تأثروا بفنون ما بعد الحداثة شغفًا بتجاوز التقليد والمحاكات، واعتماد قيم الجمال الرمزي الدلالي وأبعاده الفكرية والفلسفية .. فأعماله يغلفها إحساس بالغموض والشاعرية وتعكس إحساسًا روحيًا عميقًا، متجاوزًا ما كان يُعتبر مسلمات على مستوى المعايير الجمالية أو الموروث الأكاديمي.. وابتكار صيغ جديدة للتواصل قائمة على التحكم في الإيحاء داخل الصورة بخبرته الفنية ومهنيته، مؤمنًا أن دور الفنان ليس نقل الواقع بل في التعبير عنه عبر مضامين وعلاقات مركبة، تناغمية وإيقاعية وانسجاميه..".
واختتم الفنان وليد قانوش حديثه بقوله.. "هذا يقودنا لقاعدة مهمة عن تجربة الفنان عصمت داوستاشي وهي أنه لا حوار معه إلا من خلال رموزه التي ينسجها بوعي ودقة في سياق تعبيري مدعوم بمفاهيم ومصطلحات تقبل الذاتية والتأويل، فيجعلك أمام مداخل متعددة للعمل حيث كل رمز يمكنه أن يكون بداية طريقك للولوج للعمق المعنوي.. كما أن الرمز لديه من وعاء الثقافة الشعبية بفطرتها وأصالتها تلك الأصالة التي يحافظ عليها حتى لا يفقدها الرمز رغم صياغاته التشكيلية المعاصرة وأسلوبه التحويري في تناول الإشكال والعناصر المساعدة بحيث تخدم الفلسفة التي يراها داخل كل تكوين يحدده.. فنشعر أمام كل منجز إبداعي بعمق التصور ورحابة الخيال وجدية الطرح وثراء العقل".
ويعرض الفنان مئة وسبعين عملاً فنياً في مجال التصوير الزيتي والرسم منذ البدايات الفنية له حتى أحدث أعماله، ويستمر المعرض حتى 27 فبراير بمركز الجزيرة للفنون