تمر، اليوم، الذكرى الـ74 على بدء مهاتما غاندى بالصوم فى مومباى دفاعًا عن وحدة واستقلال الهند، وذلك فى 3 مارس عام 1939، وذلك اعتراضا منه على السياسات الإنجليزية، وكانت وسيلة دفاعية للزعيم الهندى، كما أن غاندى دائما ما يعلن أن صومه لن يكون ضد الإنجليز فقط، بل احتجاجا على سوء معاملة الهندوس للمنبوذين، وتكفيرا عن التمييز بينهم.
وغاندى كان سياسيا بارزا والزعيم الروحى للهند خلال حركة استقلال الهند، كان رائداً للساتياجراها وهى مقاومة الاستبداد من خلال العصيان المدنى الشامل، التى تأسست بقوة عقب أهمسا أو اللاعنف الكامل.
وفى الكتب التالية نرصد كيف تحدثت الكتب عن الزعيم الهندى الكبير، وكيف قاد الهند نحو الاستقلال..
غاندى السيرة الذاتية.. قصة تجاربى مع الحقيقة
يُعد غاندى من أكثر الشخصيات الملهِمة فى العصر الحديث. يَسرد غاندي في سيرته الذاتية قصة حياته وكيفية تطويره لمفهوم الساتياجراها أو "المقاومة السلمية"، وهي مجموعة من المبادئ التي تقوم على أُسُس دينية وسياسية واقتصادية في آنٍ واحد؛ مُلخَّصها الشجاعة والحقيقة واللاعنف، وتهدف إلى إلحاق الهزيمة بالمُحتل؛ من خلال إبراز ظُلمه أمام الرأي العام. وقد كانت الساتياجراها بمنزلة المُحرِّك لنضال الشعب الهندي من أجل الحصول على الاستقلال، ليس ذلك فحسب، بل كانت المُحرِّك الرئيسي للعديد من عمليات المقاومة السلمية في القرن العشرين.روح عظيم المهاتما غاندي
في هذا الكتاب يصف العقاد المهاتما غاندي بقديس القرن العشرين. فيقول: إن ذلك الرجل المسالم البسيط استطاع أن يجمع الهند على كلمة واحدة رغم تعدد ثقافاتها واختلاف ملل أبنائها، بشكل يجعلها أقرب لكونها دول مختلفة لا دولة واحدة، فكانت مهمة توحيدها ضربًا من الخيال. ومن خلال سياسة المقاومة السلمية (الاهمسا) التي دعا إليها غاندي واستمدها من التعاليم الدينية المتسامحة التي كانت بالهند، استطاع أن يجبر الإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس أن تترك مستعمراتها الثرية الشاسعة بالهند دون عنف. والعقاد كعادته في تناوله لسير الأعلام يدرس ما يعتبره مفاتيح شخصياتهم وسماتهم النفسية، فنجده يرد بعض الحوادث التاريخية ليبين عبقرية غاندي ومدى سمو نفسه وروحه السمحة، بحيث أصبح رمزًا للسلام واللاعنف وأبًا روحيًّا للهند الحرة.غاندى والحركة الهندية
يصف صبرى موسى غاندى فى هذا الكتاب قائلا: هو رجل قصير القامة، كبير المقام، استطاع أن يقود مسيرة الاستقلال الهندية عن الإمبراطورية البريطانية بنجاح، فى وقت عُدت فيه الإمبراطورية البريطانية في أوج قوتها. كان غاندي رجل فكر وحركة، يمزج بين معتقداته وممارساته، فكان مفكرًا ومقاومًا، راهبًا ومحاربًا، وقد قامت مقاومته على ما سُمى بفلسفة اللاعنف (الساتياغراها)، وهي مجموعة من المباديء تستند إلى جملةٍ من الأسس الدينية والسياسية والاقتصادية، غايتها إحداث تغيير سياسي بدون استخدام القوة كآلية من آليات ذلك التغيير. ويمكن أن تتخذ فلسفة اللاعنف أشكال عديدة منها؛ العصيان المدني أو المقاومة اللا عنفية وعدم الطاعة وعدم التعاون. وقد استطاع غاندي بهذه الفلسفة أن يقف بغصن الزيتون في وجه الآلة العسكرية البريطانية بكل جبروتها، ينجح في تصفية الاستعمار، وتحرير الهند.الهند ما بعد غاندى.. تاريخ أكبر ديمقراطية فى العالم
يُغطِّى الكتابُ الذى ألفه راماتشاندرا جوها، أكثر من ستة عقود من تاريخ الهند، بدءًا بمرحلة ما بعد التقسيم، مرورًا بسنوات النمو والتنشئة تحت قيادة نهرو، وانتهاء بزعزعة استقرار السلطة المركزية لحزب المؤتمر الوطني الهندي وصعود نجم الشعبوية، ويوضح كيف أن الهند الحديثة على الرغم مما عانته من صراعات قد حافظت على وحدتها، وظلت بوجه عام ديمقراطية فاعلة. وفي الختام، يستعرض الكتابُ أسباب بقاء الهند، ويُقدِّم شهادةً على وضع الهند الفريد كنموذجٍ للديمقراطية الحديثة غير الغربية.