تستعد أوروبا لصيف حرج بسبب حالة جفاف شديدة أدت لخفض منسوب المياه بشكل كبير ، التي أثرت سلبا على المحاصيل الزراعية وتوافر مياه الشرب في البلاد ، مما أجبر حكومات الدول الأوروبية الى محاربة هذا الجفاف بإجراءات شديدة مع خطط طارئة لمواجهة الأزمة.
الجفاف فى اوروبا
إيطاليا
تعتبر إيطاليا من الدول الأشد تأثرا بموجة الجفاف ، حيث اثرت على السياحة بشكل كبير بعد توقف قوارب البندقية الشهيرة عن العمل بسبب جفاف الممرات ، هذا بالإضافة إلى تأثر المحاصيل الزراعية، ولذلك فقد اجتمعت رئيسة حكومة الإيطالية جيورجيا ميلونى مع الوزراء لوضع خطة عمل ، والتي منها قرار تعين مفوض استثنائى له سلطات تنفيذية لتنفيذ خطة الحكومة لمكافحة الجفاف ، مثلما فعلت الحكومة خلال وباء كورونا.
مدينة البندقية
كما تأثرت المحاصيل الزراعية من ندرة المياه ، فانخفاض منسوب المياه في نهر بو ترك المزارعين في منطقة إميليا رومانيا الإيطالية يخشون الاضطرار إلى التخلي عن المحاصيل التقليدية مثل الذرة وفول الصويا وزراعة عباد الشمس.
إميليا رومانيا هي واحدة من أكثر المناطق الزراعية إنتاجية في إيطاليا. يمكن أن يؤثر نقص المياه هناك أيضًا على الإمدادات الغذائية للأبقار والخنازير ، التي يعتبر حليبها ولحومها ضروريين لإنتاج جبنة بارميجيانو ريجيانو ولحم الخنزير.
وأكد وزير الحماية المدنية والسياسات البحرية الإيطالية ، نيلو موسوميسى ، ان تقنين المياه هو الحل الوحيد لمواجهة الجفاف الذى يجتاح البلاد، وحظر استخدام مياه الشرب لأى أغراض آخرى، حسبما نقلت صحيفة "المساجيرو" الإيطالية.
الجفاف فى البندقية
كما حذر ماركو كاسيني ، رئيس سلطة محميات الأبينيني المركزية من أنه "يجب أن نستعد لصيف حرج آخر" ،ودافع عن "الحاجة إلى تنفيذ إجراءات للتعامل مع حالات الأزمات المحتملة".
وحذرت منظمة Legambiente البيئية من الأبعاد التي تصل إليها مشكلة الجفاف في إيطاليا ، المشتقة من ندرة هطول الأمطار، خاصة فى نهر بو ، وهو الأكبر في البلاد ، في انخفاض تاريخي في مستويات المياه ، حيث يُظهر انخفاضًا بنسبة 61٪ في حجم المياه المعتاد ، وخاصة في شمال البلاد ، حيث تعاني الأنهار والبحيرات من نقص حاد في المياه.
كما حذر رئيس الرابطة الوطنية لاتحادات الأحواض ، فرانشيسكو فينتشنزي ، في بيان من العواقب الوخيمة لهذه المشكلة البيئية ، حيث يمكن ان يؤثر الجفاف على حوالي 3.5 مليون إيطالي في الأشهر المقبلة ، بناءً على البيانات التي يمكنك الوصول إليها.
فرنسا
اما فرنسا فقد سجلت 32 يوما بدون اى امطار في الوقت الذى من المفترض ان تشهد امطار غزيرة في الشتاء ، وبالتالي فهو أطول جفاف شتوى منذ عام 1959 ، كما أن مستويات الثلوج في جبال الألب الفرنسية وجبال البرانس وسلاسل الجبال الفرنسية الآخرى أقل بكثير من المعتاد في هذا الوقت، وهو بالتالى الذى أثر على منسوب المياه للانهار والبرك ، ويخشى الخبراء من حدوث نقص في المياه هذا العام.
وحذر وزير البيئة الفرنسي كريستوف بيتشو، من أنه إذا لم يتم اتخاذ إجراء ، فإن فرنسا ستعاني من أزمة مياه، وقال فرنسا تفقد خُمس مياه الشرب في فرنسا من خلال الأنابيب المتداعية وحدها ويؤكد أن "هذا غير مقبول".
الجفاف فى فرنسا
وقال بيتشو: "كل أضواء التحذير حمراء" واستدعى مجموعة من المحافظين للتشاور يوم الاثنين قبل عقد اجتماع بداية شهر مارس لوضع خطة مياه وطنية مع رئيسة الوزراء إليزابيث بورن.
وتتخذ بعض البلديات إجراءات في مقاطعة فار بجنوب فرنسا بالقرب من ساحل البحر الأبيض المتوسط ،حيث قرر العديد من رؤساء البلديات عدم إصدار تصاريح بناء.
ومن ناحية ، تطالب الحكومة بتوفير المياه ، ولكنها في الوقت نفسه تريد تطوير حلول تكنولوجية لاكتشاف التسربات في الأنابيب بشكل أسرع ، وري الحقول بشكل أكثر كفاءة ، وإعادة استخدام المياه المعالجة.
وحظرت بعض المناطق رى العشب والحدائق وغسل السيارات خارج محطات الغسيل وملئ مسابح الفنادق .
وقال بيتشو: "كل أضواء التحذير حمراء" واستدعى مجموعة من المحافظين للتشاور يوم الاثنين قبل عقد اجتماع بداية شهر مارس لوضع خطة مياه وطنية مع رئيسة الوزراء إليزابيث بورن.
كتالونيا – اسبانيا
كما بدأ إقليم كتالونيا الإسبانى بفرض قيود على المياه على ما يقرب من 6 مليون شخص، حيث وفقا لصحيفة "لابانجورديا" الإسبانية إلى أن إقليم كتالونيا الإسبانى قرر وقف رى الحدائق الخاصة والأماكن العامة ، وسيتعين على الأنشطة الزراعية تقلل استهلاكها من المياه بنسبة 40%.
وأضافت أن نسبة شبكة المياه في إسبانيا Ter-Llobregat ، التي توفر جزءا كبيرا من المنطقة الإسبانية ، 27% من طاقتها خلال 25 شهرا مع عدم وجود أي أمطار تقريبا.
ومنذ عام 1980 ، انخفض متوسط المياه المتاحة بنسبة 12٪ في إسبانيا ، وتشير التوقعات إلى أنه قد يكون هناك مزيد من الانخفاض بنسبة تصل إلى 40٪ بحلول عام 2050.
كتالونيا