صلاح الدين الأيوبى.. الملك الناصر، قائد مسلم أسس الدولة الأيوبية، التي وحدت مصر والشام والحجاز وتهامة واليمن في ظل الراية العباسية، بعدما قضى على الدولة الفاطمية التي استمرت 262 سنة.
فى مثل هذا اليوم، الرابع من مارس لعام 1193 رحل عن عالمنا صلاح الدين الأيوبى، الذى يعد واحدًا من أشهر الشخصيات المثيرة للجدل فى كتب التاريخ العربية والأجنبية، فعلى الرغم من انتصاره على الجيوش الأوروبية إلا ظلوا معجبين به، واعتبروه أسطورة فى التخطيط العسكرى، والتسامح.
من بين الكتب الأجنبية، التى تناولت صلاح الدين الأيوبى، كتابا بعنوان "صلاح الدين: السلطان الذى قهر الصليبيين وشيد إمبراطورية إسلامية"، الذى يعرض دوره فى صد وقهر المد الكولونيالى الذى دفعت به قارة أوروبا تحت تأثير إعلام التعصب العِرقي، مع استغلال الشعارات الدينية، وكيف دخل صلاح الدين الأيوبى سجل التاريخ قاهراً لمن استغلوا شعار الصليب ومشيداً لدولة عظمى.
وفى كتاب "صلاح الدين وسقوط مملكة بيت المقدس" للمستشرق البريطاني الشهير ستانلي لين بول، يعرض فيه صورة صلاح الدين في الأدب الغربي، بداية من نشأته وطفولته والأحوال السياسية فى مصر وظروف تولي فيها صلاح الدين منصب الوزارة للخليفة الفاطمي العاضد لدين الله، وقضائه على تمرد العبيد السودان بالقاهرة وإفشاله حصار الفرنج لمدينة دمياط.
كما يستعرض أيضا قصر الخليفة الفاطمي الذي ورثه صلاح الدين، وكنوز الفاطميين وذخائرهم، وتشييده قلعة القاهرة، ثم انتقل بالحديث إلى حصار الشوبك والكرك، وغزو طرابلس الغرب والسودان واليمن، وحصار الصقليين لثغر الإسكندرية.
على الجانب الآخر، فهناك مجموعة من الكتب، التى اتهمت صلاح الدين الأيوبي ببعض الأفعال، ففى كتاب "خطط المقريزى" ذهب المقريزى إلى أن "هناك عددا كبيرا من الأهرامات فى منطقة الجيزة، هدمها صلاح الدين بأكملها وأخذ حجارتها ليبنى بها قلعته المعروفة باسمه تحت سفح جبل المقطم، والسور المحيط بالقاهرة، ولم يتبق منها سوى أعظمها والمعروفة حاليًا باسم هرم خوفو، وهرم خفرع، وهرم منقرع، وهى التى لم يقو الزمن ولا صلاح الدين على تدميرها".
وفى كتاب "الفتح القسى فى الفتح القدسى"، لـ العماد الأصفهانى، وقول "إن صلاح الدين عقب انتصاره فى معركة حطين، وتحرير القدس، رفض طلب الخليفة الناصر، بإرسال جيشه، للمشاركة فى تحرير فلسطين كاملة، وفى الكتاب أن صلاح الدين بدأ يُمهد للصلح مع الصليبيين، والتسليم لما يحتلونه من أرض الوطن، لأنه خشى أن يُرسل الخليفة جيوشه إلى فلسطين، ولكى يتفرغ هو لها، فلابد من إنهاء حالة الحرب مع الصليبيين، فأرسل أخوه العادل للاتصال بالصليبيين، وفى نفس الوقت كان يُرسل رسائل إلى الخليفة يطمئنه فيها بأنه لم يستسلم للصليبيين".
بينما ذهب كتاب أطلس تاريخ الإسلام لـ الدكتور حسين مؤنس إلى أن "صلاح الدين تنازل للصليبيين عن جزء من الساحل يمتد من صور إلى حيفا، رغم أنه كان فى حالة عظيمة من الانتصار والقوة والتقدم" ويضيف "مونس" فى كتابه "قسم صلاح الدين الأمبراطورية ممالك بين أولاده وأخوته وأبناء أخويه، كأنها ضيعة يملكها، لا وطنًا عربيًا إسلاميًا ضخمًا يملكه مواطنوه".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة