قرية الغرورى بمركز طامية بمحافظة الفيوم، قلعة عظيمة لصناعة الفخار، بمجرد دخولك لمقر صناعة الفخار بالقرية تشم رائحة الطين الأسوانى العتيق، فى مشهد يشبه مواقع تصوير الأفلام وترى مشاهد عظيمة تشبه أفلام الأبيض والأوسد من الأوانى الفخارية المتعددة، والأيادى التى تمسك بالطين وتشكلها بحرفية عالية، رغم كبر سن أصحاب هذه الأيادى إلا أن أيديهم لا تخطئ إحكام مسك الطين وتشكيله أبدا، وأرجل تعاند العجز وترجل بإنتظام وتدير "دولاب" صناعة الفخار، ووجوه بعدد ما خطط بها من تجاعيد السن ترسم خطوطا رائعة على أوانى ومنتجات فخارية مبدعة، وهذه الصناعة التى بدأت منذ مئات السنوات ولا يعلم كبار السن من صانعى الفخار بالقرية تاريخ محدد لبدء الصناعة، حيث توارثونها على مدار أجيال عديدة.
أحد العاملين بصناعة الفخار فى قرية الغرورى
وقال جابر رجب جودة أحد صانعى الفخار بقرية الغرورى، إن القرية هى أصل صناعة الفخار بمصر وهى ملاصقة لمناطق أثرية ولمتحف كوم أوشيم الأثرى، وأنه لا يعرف تاريخ محدد لبدء صناعة الفخار بالقرية، لكنها بدأت منذ مئات السنوات، وتعلمها منذ أن كان طفلا صغيرا، ولفت إلى أن أجداده كانوا يصنعون الفخار فى المدينة الصناعية بمنطقة كيمان فارس بمدينة الفيوم وقررت المحافظة نقلهم إلى منطقة كوم أوشيم بطريق القاهرة / الفيوم بعيد عن الكتلة السكنية خاصة أنهم يقومون باحرق المنتجات وتتصاعد الأدخنة من حرق الأوانى الفخارية فى آخر مرحلة لتصنيعها، ولفت عم جابر إلى أنه من شدة تعلقه وحبه لصناعة الفخار عندما نقلوا إلى هذه المنطقة التى كانت صحراء قرر أبناؤه أن يظلوا فى مدينة الفيوم فأقام هو بجوار مكان حرفته الجديدة وأصبح يزور أبناءه كل فترة.
ولفت عم جابر، إلى أنه أحب الفخار ومنح هده المحنة عمره كله، وكذلك أعطته المهنة الكثير، حيث أصبح صاحب منتجات مميزة وله زبائن يعرفونه ويطلبون منتجاته هو دون غيره، وأكد أنه يحب أن يعلم غيره من الأجيال الجديدة ليحافظ على بقاء المهنة، مشيرا إلى أن منتجاتهم لا تقتصر على البيع بمصر فقط ولكنه تصدر للعديد من الدول.
مراحل تصنيع الفخار
أما محمد سيد محمد فيجلس على دولاب فخار بأيدى تتقن الإمساك بلطين الأسوانى، وأرجل ثابتة على دولاب صنع الفخار، رغم أن عمره تخطى الستون عاما، وصعمل بصناعة الفخار منذ أكثر من 44 عاما، ولفت إلى أن بداية تعلمه للفخار عندما تعرف على مجموعة من أصدقائه يصنعون الفخار فتعلم منهم المهنة وأتقنها وبدأ بالعمل فيها واستمر حتى اليوم، ولفت إلى أنه يقوم بتعليم أولاده صناعة الفخار حتى تكون لهم حرفة يدوية يتقنونها وتكون مصدر رزق لهم، ولفت أنه يستطيع إتقان كافة الأشكال الفخارية من "فاظات، والقلة، والبلاص" وكافة الأشكال الأخرى والتى تصل إلى إرتفاعات مختلفة لافتا إلى أن الارتفاعات التى يصنعون بها الفخار لا يصل إليها أى مكان يصنع الفخار فى مصر وهو ما جعل لهم زبائن يطلبون أعمالهم من داخل مصر وخارجها.
صناعة الفخار
وأشار محمد سيد، إلى أن صناعة الفخار تمر بعدة مراحل حيث يتم أولا شراء الطين ثم يتم التخديم عليها بعجنها ولتها كثيرا حتى تصبح متماسكة ومتماثلة ثم يتم العمل عليها بتشكيل بالشكر المرغوب فيه من خلال "الدولاب " المخصص لذلك والذى يديره الصانع بقدمه ويشكل المنتج بيديه ثم عملية الحرق وهى العملية الأخيرة فى الصناعة وبعدها يتم تصدير الشغل للخارج أو بيعه للداخل، لافتا إلى أنه يتم بيع الأعمال الفخارية لهم بدول هولندا ألمانيا وإيطاليا.
صناعة الفخار فى قرية الغرورى بالفيوم
وكانت أطلقت وزارة التنمية المحلية منصر أيادى مصر لدعم أصحاب الحرف اليدوية وتقوم الوحدة بمحافظة الفيوم برئاسة الدكتورة هويدا مدحت بزيارة صانعى الفخار بقرية الغرورى وتسجيل العاملين بالمهنة، ودعمهم للمشاركة فى المعارض وتصوير المنتجات للترويج لها.
المنتجات في المرحلة قبل النهائية
صناعة الفخار فى قرية الغرورى