سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 6 مارس 1965.. عباس العقاد يوصى بعدم الكشف عن صورة وحقيقة حبيبته «سارة» بطلة روايته الوحيدة إلا بعد وفاتها

الإثنين، 06 مارس 2023 10:00 ص
سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 6 مارس 1965.. عباس العقاد يوصى بعدم الكشف عن صورة وحقيقة حبيبته «سارة» بطلة روايته الوحيدة إلا بعد وفاتها عباس العقاد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
توفى الكاتب الأديب المفكر عباس محمود العقاد، فى 12 مارس 1964، وبعد عام إلا أيام قليلة، وتحديدا فى 6 مارس، مثل هذا اليوم، 1965، نشرت «أخبار اليوم» تحقيقا فى صفحتها الأخيرة للكاتبة الصحفية عفاف يحيى بعنوان «وصية العقاد.. عدم الكشف عن شخصية سارة طوال حياتها».
 
«سارة» هى بطلة روايته الوحيدة التى تحمل نفس الاسم، وتكشف «أخبار اليوم» عن وصيته بشأنها من خلال زيارتها إلى منزله، وتذكر أنه بعد مضى عام كامل على وفاة الأديب الكبير ما زال كل شىء فى منزله كما تركه، حتى أقاربه الذين كانوا يعيشون فى المنزل وهم عامر ابن أخيه، وحمزة طباخه الذى عاش معه 35 عاما، يحرصان على ألا يقربا أى شىء، أو يحركاه من مكانه، حتى الأكلة المفضلة للعقاد وهى سلطة الجمبرى لم يصنعها الطباخ منذ وفاته.
 
كانت حجرة نوم العقاد هى المكان الذى يحظى بأكبر كمية من أسراره، حسبما تذكر «أخبار اليوم»، مضيفة: «فى الحجرة دولاب الأسرار التى كان العقاد يحرص على ألا يترك مفتاحه فى أى مكان طيلة حياته، وفى هذا الدولاب كل أسراره وفيه اكتشفوا شخصية سارة الحقيقية، وصورتين لها، واحدة منهما تجمعها مع العقاد وكان سنه وقتئذ 35 عاما، وأخرى حديثه عام 1958، وكانت سارة هى حبه الأول، وأنهم اكتشفوا اسمها الحقيقى، ولكن مع هذه الأوراق ورقة أشبه ما تكون بالوصية من العقاد بألا يذيعوا هذا السر طوال حياة سارة».
 
تذكر «أخبار اليوم» أن عامر ابن أخ عباس العقاد، قال إن كل ما يستطيع قوله، أن سارة تعيش الآن فى باريس، واحتراما لوصية العقاد لن ننشر اسمها.. وتكشف «أخبار اليوم» أن الدولاب كان فيه أيضا كتاب «فلسفة الثورة» يحمل إهداء بتوقيع جمال عبدالناصر، فى 6 يونيو 1954.
 
لماذا أوصى العقاد بذلك؟ وإلى متى بقيت هذه الوصية نافذة؟ وما هى حقيقة شخصية سارة؟.. أسئلة لم تجيب «أخبار اليوم» عنها، وبعد سنوات أجاب الكاتب والمحقق الأدبى أحمد حسين الطماوى أحد تلاميذ العقاد فى كتابه «سارة العقاد أو أليس داغر».
 
يكشف «الطماوى» أن تلاميذ العقاد كانوا يعرفون أن «سارة» بطلة القصة المعنونة باسمها شخصية حقيقية، وأن اسمها «أليس داغر» وهى كاتبة ومترجمة، وكانت رئيسة تحرير مجلة «فتاة الشرق» لسنوات، وكان يكتب فيها أمين الريحانى والزركلى والعقاد وغيرهم، ولها مقالات ومسرحيات وقصص مترجمة، وتزوجت فى عام 1919 وهى فى العشرين من عمرها من «أسعد داغر» وكان صحفيا لامعا، أصدر فى سوريا صحيفة «العقاب»، ومن أعوان الملك فيصل فى سوريا قبل أن يصير ملكا على العراق، وأنشأ فى مصر جريدة «القاهرة»، وكان من القوميين العرب، وداعيا إلى الوحدة العربية، وله كتب مؤلفة ومترجمة، وكانت أمها شاعرة، وقاصة طليعية وأول من كتب القصة القصيرة فى مصر أواخر القرن التاسع عشر، وأول خطيبة فى الشرق قبل ملك حفنى ناصف، ومى زيادة، وكانت من الزعيمات المبكرات جدا فى النهضة النسائية.
 
لم يدم زواج «أليس» طويلا، حيث انفصلت عن زوجها «أسعد داغر» عام 1922 بعد أن أنجبت منه طفلة، ويتتبع «الطماوى» بداية علاقتها مع العقاد، قائلا إنها بدأت بالمصادفة فى خريف 1924 حين توجه لزيارة صديقه المؤرخ المعروف الدكتور محمد صبرى السربونى، فلم يجده، وكان يقيم فى فيلا بمصر الجديدة تملكها سيدة إيطالية تعمل خائطة، ووجد فى حديقة الفيلا السيدة الإيطالية وبجانبها صديقتها «أليس» وجرى بين الثلاثة كلام، بدأت معه شرارة الحب الذى استمر حتى ربيع 1926.   
   
كان العقاد وقتئذ فى الخامسة والثلاثين من عمره، ويؤكد «الطماوى» أن «أليس» عاشت معه قصة حب كاملة فيها ما يسر وما يغضب، وشغلت فكره بسخطها ورضاها، وكرست وقتها أو جزءا كبيرا منه لإسعاده، وأدهشته بمداعباتها وملاطفاتها، وسمحت له بالنزهة معها على صفحة النيل فى الزوارق المتهادية، وفى حدائق القناطر الخيرية، وكانت تزوره فى بيته.
 
انتهت العلاقة فى ربيع 1926، والمعروف أن العقاد عاش حتى وفاته دون زواج، ويذكر الطماوى، أن «أليس» هاجرت من مصر بظروف وأسباب مختلفة، منها توقف مجلة «فتاة الشرق» عام 1939، ورحيل أمها عن مصر بعد الحرب العالمية الثانية، وزواج ابنتها الوحيدة من أحد الأجانب بعد الحرب وانتقاله إلى فرنسا، واستدعاء الابنة لأمها «أليس» إلى فرنسا وعاشت فيها حتى وافتها المنية.
 
يذكر الطماوى، أن «العقاد وأليس» حين افترقا تبادلا الآثار العشقية بينهما، واحتفظ لنفسه بصورة تجمع بينهما، وفى مجلة المصور عدد 21 مارس 1969 سمح عامر العقاد بظهور الصورة لأول مرة، وكتبت المجلة: «بعد خمسة وأربعين سنة، أول صورة للعقاد مع سارة»، ثم نقلت إلى صحف أخرى وظهرت على أغلفة كتب وفى داخلها.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة