تستأنف نائبة الرئيس الأمريكى كامالا هاريس جولة أفريقية، بدأتها أمس من غانا وتستغرق 3 ايام، ضمن سلسلة جولات متكررة فى أوقات متقاربة جدا لمسئولين أمريكيين فى القارة، وسباق محموم مع الدب الروسى الذى أجرى منذ مطلع العام 2032 عدة جولات فى عددا من البلدان الأفريقية، ومحاولة لمواجهة نفوذ التنين الصينى.
وفى غانا من المقرر أن تركز هاريس على قضايا التنمية الاقتصادية وتغير المناخ والأمن الغذائى، وسيكون الحدث الأبرز إلقاء خطاب فى ساحة "بلاك ستار" غد الثلاثاء، كما ستلتقى برائدات أعمال فى أكرا وتزور قلعة "كيب كوست" حيث تم قديما تحميل الأفارقة المستعبدين على متن سفن لأمريكا.
وعقب ختام زيارتها إلى غانا، ستتوجه هاريس إلى تنزانيا ثم إلى زامبيا، من المقرر أن تلتقى كامالا هاريس بسامية صلوحو حسن، أول سيدة تشغل منصب الرئاسة فى تنزانيا.
وتسعى الولايات المتحدة لتعميق العلاقات مع إفريقيا ومحاولة جديدة لسحب البساط من تحت قدم التنين الصينى والدب الروسى ومحاولة لإيجاد موطئ قدم فى القارة الغنية بالموارد، وتستمر الجولة حتى 2 من أبريل.
جولات أمريكية متكررة
زيارة كامالا هاريس لم تكن الأولى فقد قام 4 مسئولين أمريكيين بجولات متفرقة فى القارة وهم وزيرة الخزانة جانيت يلين، والسفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة ليندا توماس-غرينفيلد، والسيدة الأولى جيل بايدن، ووزير الخارجية أنتونى بلينكين.
وفى فبراير الماضى قامت السيدة الأولى للولايات المتحدة الأمريكية، جيل بايدن بجولة فى القارة الأفريقية، زارت خلالها عددا من بلدان القارة، وهى ناميبيا وكينيا "لتعزيز الشراكة" بين الولايات المتحدة والبلدين الأفريقيين.
وسبقت زيارة جيل زيارة وزيرة الخزانة الأمريكية جانيت يلين القارة السمراء فى ديسمبر العام الماضى 2022، عقب أخرى أجراها وزير الخارجية الروسى سيرجى لافروف إلى جنوب أفريقيا، فى إطار جولات تكثفت بالأشهر الـ 6 الأخيرة لعدد من دول أفريقيا.
وتأتى جولة هاريس أيضا عقب القمة الأمريكية الأفريقية والتى استضافها الرئيس جو بايدن بواشنطن فى ديسمبر الماضى، ودعا خلالها إلى قيام شراكة واسعة مع القارة السمراء، وقطع وعودا لبلدان القارة، كما أطلق وزير الخارجية، أنتونى بلينكين، الاستراتيجية الأمريكية الجديدة تجاه منطقة أفريقيا جنوب الصحراء فى 8 أغسطس 2022، فى بريتوريا عاصمة جنوب أفريقيا، وذلك خلال زيارته للقارة التى شملت جنوب أفريقيا وجمهورية الكونغو الديمقراطية ورواندا. وثيقة الاستراتيجية الجديدة.
وتتضمن نص وثيقة الاستراتيجية الأمريكية تجاه أفريقيا، تشجيع الانفتاح والمجتمعات المفتوحة، وتوزيع مكتسبات الديمقراطية والأمن، ودعم التعافى من الوباء والفرص الاقتصادية، دعم المحافظة على البيئة والتكيف مع المناخ والتحول العادل للطاقة.
وبخلاف الوعود وتعزيز الوجود، فإن تعزيز بايدن للشراكة الأمريكية بدأ منذ الأيام الأولى لحملاته الانتخابية أبريل 2019، حيث أكد وقتها الالتزام تجاه إفريقيا القائم على الاحترام المتبادل، كما تعهد بايدن بإعادة وتنشيط العلاقات الدبلوماسية مع الحكومات الإفريقية والمؤسسات الإقليمية فى القارة، بما فى ذلك الاتحاد الإفريقى، وانتهاج استراتيجية تؤكد دعم واشنطن للمؤسسات الديمقراطية، وتعزيز السلام والأمن الدائمين، وتحقيق النمو الاقتصادى والتجارة والاستثمار والتنمية المستدامة.
منافسة التنين الصينى
ويعد تكرار الزيارات محاولة لسحب البساط من الصين، حيث تعد الأخيرة أكبر شريك تجارى رئيسى لقارة إفريقيا، ومستثمرا بارزا فى مشروعات البنية التحتية والتعدين، حيث أظهرت بيانات الهيئة الوطنية العامة للجمارك أن التجارة بين الصين وإفريقيا وصلت إلى 254.3 مليار دولار فى 2021، بزيادة 35.3 بالمئة على أساس سنوى.
وتخشى الولايات المتحدة من التوسع المتزايد للنشاط التجارى الصينى فى إفريقيا، وتعتبر الإدارة الأمريكية أن حضور بكين فى القارة سيفضى إلى توسيع النفوذ الاقتصادى لها.
وفى مطلع العام، قام وزير الخارجية الصينى الجديد تشين جانغ بجولة خارجية إلى عدة دول إفريقية، بهدف تنمية العلاقات الصينية الإفريقية، شملت إثيوبيا والجابون وأنغولا وبنين ومصر إضافة إلى مقرى الاتحاد الإفريقى وجامعة الدول العربي.