العلم ملوش سن.. الحاجة زبيدة تتحرر من الأمية بعد بلوغها 87 عاما

الأربعاء، 29 مارس 2023 09:28 ص
العلم ملوش سن.. الحاجة زبيدة تتحرر من الأمية بعد بلوغها 87 عاما الحاجة زبيدة
كتب محمود طه حسين

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
استقبل الدكتور محمد ناصف، رئيس الجهاز التنفيذي للهيئة العامة لتعليم الكبار ورئيس مجلس إدارة المركز الإقليمي أسفك تحرر السيدة زبيدة من الأمية، الحاجة زبيدة، وبرفقتها تهاني عبد القوي مدير عام فرع الهيئة العامة لتعليم الكبار بمحافظة المنوفية، والدكتورة سوزي صبحي وكيل وزارة التضامن بمحافظة المنوفية، وذلك من أجل تكريمها ، وتسليمها شهادة محو الأمة ، معلناً تحررها من قيد الأمية والانطلاق إلى سماء العلم.
 
قالت الهيئة العامة لتعليم الكبار، إن الحاجة زبيدة عبد العال تبلغ من العمر 87 عاما ، من محافظات الوجه القبلي، وقفت أمامها العادات والتقاليد حجرة عثرة في الالتحاق بالتعليم ، ولم تكن العادات والتقاليد وحدها بل الفقر ، والجهل ساعدوا على ذلك بل إن والدها كان لا يؤمن بأهمية تعليم الإناث، حتى شاءت الأقدار أن تنتقل إلى قرية «دكما» إحدى القرى التابعة لمركز شبين الكوم ، بمحافظة المنوفية.
 
وتزوجت زبيدة، وأنجبت أربعة من الذكور، وأربعة من الإناث، توفى عنها زوجها وترك لها ثمانية من الأولاد، ولم يترك لها من حطام الدنيا إلا 4 قراريط من الأرض الزراعية وتقوم بزراعتها وتربي منها أولادها؛ حتى أحسنت تربيتهم ، وتزوجوا جميعهم، وعاشت رحلة طويلة من المعاناة، حيث عاشت عصر الملكية، وعاصرت وتوالت عليها عصور جميع رؤساء الجمهورية حتى وقتنا هذا.
 
وتبلغ زبيدة ذات البشرة السمراء ، والقلب الأبيض من العمر سبعة وثمانين عاماً، وتمتلك - على كبر سنها- روح الدعابة ، وخفة الظل، ولم يمنعها كبر سنها، ولا مرضها، د في التعليم، ورفضت زبيدة أن يأتي إليها العلم ، بل رفضت أن تتعلم في الستر، ودون معرفة الناس، رفضت أن تأتيها الميسرة (المعلمة) التي أهلتها وأعدتها لها الهيئة العامة لتعليم الكبار بالتعاون والتنسيق مع وزارة التضامن الاجتماعي إلى بيتها؛ لتعليمها، تقديراً لها ولسنها الكبيرة، بل أصرت أن تذهب هي إلى العلم، وهي مؤمنة بأن العلم لا يأتي،بل يؤتى إليه.
 
وتابعت الهيئة: لم تمنعها آثار الزمن التي ظهرت في تجاعيد وجهها، ونحافة جسدها من الالتحاق بفصول محو الأمية التابعة لوزارة التضامن الاجتماعي ، تلك الجهة الشريكة للهيئة العامة لتعليم الكبار، والتي تساهم بشكل فعال في قضية محو الأمية، كانت تقطع مسافة ليست بالقصيرة من بيتها للوصول إلى فصل محو الأمية بالبلد المجاور لها، سيراً على الأقدام أحياناً، وأحياناً أخرى كانت تمتطى دابتها، التي كانت تنتظرها حتى تفرغ زبيدة من أداء درسها ، من أجل أن تجلس على مقاعد الدارسة.
 
تقترب زبيدة كل يوم من تحقيق حلمها ، كانت تجتهد حتى أصبحت تجيد القراءة والكتابة ، لم يكن سبيلها في التعليم هو الحصول على شهادة محو الأمية ، لا ، بل تحقيق حلم حرمت منه منذ صغرها، التحرر من قيد الأمية ، الخروج من ظلمات الجهل ، الوصول إلى نور العلم، لمواصلة التعليم والتعلم، تحررت الجدة زبيدة لتصبح باعثة للأمل والتفاؤل، لتصبح رمزاً نباهي ونفاخر بها ؛ لتضرب مثلاً للعزيمة والإصرار والتحدي، للتغلب على الصعاب.
 
الجدير بالذكر أن الممثلة العالمية أنجلينا جولى، ممثلة نشرت جولي صورة للحاجة زبيدة وهي في لجنة الامتحان عن طريق خاصية الاستوري عبر صفحتها بموقع "إنستغرام" كنموذج ناجح.
 
 









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة