"إللى أنا بعمله مع إبنى رساله للمجتمع كله..مش علشان هو من ذوى الهمم ابعده عن الناس بالعكس لازم يكون ليه دور فى الحياة" ، بهذه الكلمات العفوية يمكن إختصار رؤية جوهرة أرمانيوس والدة مانويل الشهير بـ"مانو" ابن محافظة البحيرة الذى أصيب بالتوحد منذ صغره ورغم ذلك لم ينغلق على نفسه وسعى لتنمية مهاراته وقدراته بمساعدة والدته ليقوم بأعمال المشغولات اليدوية "الهاند ميد" بصورة إبداعية مميزة.
"اليوم السابع" حاول الاقتراب من هذا المشهد لرصد تفاصيله المختلفة والتعرف أكثر عن حكاية "مانو " طفل التوحد الذى يقاوم المرض بابداعته الفنية.
وتروى السيدة جوهرة والدة مانويل قصته من البداية وتقول أن إبنها يعانى من مرض التوحد منذ صغره مما يضعف من قدراته فى التعايش مع المجتمع والاندماج مع أقرانه ويؤثر على شخصيته وعلى وأسرته بصورة سلبية.
وأضافت انها لم تستسلم لهذه الرؤية التقليدية العتيقه عن مرض التوحد وان تحجب إبنها عن المجتمع.
" ابنى من حقه يعيش ذى باقى البشر لانه مخلوق زيهم بالظبط..وقررت انى عمرى ما اخبيه فى البيت مرة تانية بل بالعكس أخليه يعتمد على نفسه وأدربه انه يواجه مرضه وينتصر عليه ويكون شخص فاعل فى المجتمع ".
وأوضحت والدة مانويل أن مرض التوحد من الأمراض التى تؤثر بشكل واضح على درجة التواصل وتجعل المصاب منزوى عن الآخرين معتمد بشكل كبير على أسرته خاصة والديه لذلك قررت التفرغ له بشكل كامل فى رسالة حب لكافة الاشخاص من ذوى الهمم.
" كل مانو بيكبر فى السن كل مسئوليتى بتزيد لانه لازم يعتمد على حد سليم..علشان كده سبت كل اشغالى وقررت التفرغ ليه طول العمر.
وعن اكتشاف موهبته فى صنع الأعمال اليدوية وكيفية تنمية مهاراته فى هذا المجال..قالت والدة مانو انها حاولت إدماج نجلها فى مجال الرياضة كمدخل لتفريغ طاقته وادماجه فى المجتمع ولكن محاولتها باءت بالفشل فحاولت مره أخرى فى إدماجه فى مجال المصنوعات اليدوية وأعمال " الهانم ميد ".
" بعد فشل مانو فى الرياضه لم يتملكنى اليأس وحاولت مرة ثانية فى مجال اخر وهو أعمال الهاند ميد..وتفرغت لهذا الأمر وحصلت على كورسات مختلفة سواء فى مراكز متخصصة أو مواقع الانترنت وبدأت انقل هذه الخبرات لمانويل حتى تعلم هذه المهنة باتقان شديد واندهشت من مهاراته وشغفه بهذه الأعمال الفنية.
وبالنسبة لتفاصيل إبداعاته وكيفية تسويقها أكدت السيدة جوهرة أن نجلها عنده قدرة عجيبة على القيام بأعمال المشغولات اليدوية واختيار الالوان والمكونات بنفسه مثل الموهوبين الأصحاء.
لافته إلى تسويق منتجاته عن طريق صفحته على مواقع التواصل الاجتماعى وكذلك من خلال المعارض المختلفة المشارك فيها والتى تجد تفاعلا كبيرا من الجمهور مع إبدعاته.
وعن مشروعاتها المستقبلية أكدت والدة مانويل انها تحلم أن تقيم مركزا لذوى الاحتياجات الخاصة لتعليمهم وتنمية مواهبهم واكتشاف القدرات المهارية لهم وذلك من أجل إدماجهم فى المجتمع.
وفى كلمات مقتضبة اختتمت والدة مانويل طفل التوحد حديثها بتوجيه رسالة لكل.
آباء الأطفال من ذوى الهمم أكدت فيها على أهمية إدماج أطفالهم فى الحياة واكتشاف مواهبهم التى منحها لهم الله سبحانه وتعالى.
وأضافت " أولادكم مش عاله على حد ولهم حقوق كفلتها الدوله لهم..خرجوا أولادكم واكتشفوا مواهبهم وبلاش نخبيهم.. وعمر الاعاقه ما كانت سبب للانزواء والانطواء بالعكس دى طاقة نور لكل الناس ".
الطفل-مانو-(3)
مانو-طفل-البحيرة-(1)
مانو-طفل-البحيرة-(3)
الطفل-مانو-(1)
الطفل-مانو-(2)
طفل-البحيرة-الذى-يواجه-مرض-التوحد-بالإبداع--(1)
طفل-البحيرة-الذى-يواجه-مرض-التوحد-بالإبداع--(2)
طفل-البحيرة-الذى-يواجه-مرض-التوحد-بالإبداع--(3)
مانو-طفل-البحيرة-(2)