احتفلت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية اليوم الأحد، بأحد السعف بداية أسبوع الآلام، حيث تزينت الكنائس بـ"سعف النخيل" والورود وأغصان الزيتون، فى هذا اليوم وذلك فى تقليد سنوى، وذلك وسط فرحة عارمة من الأطفال بالعيد، ويقومون فى هذا اليوم أيضا بصنع أشكال من سعف النخيل للاحتفال، بدخول المسيحإلى أورشليم كملك ليستقبله الشعب بفرح سعف النخيل، ومن هنا جاءت الفكرة والربط بين الاحتفال بالسيد المسيح واستخدام السعف، وفى ذكرى الاحتفال به.
البابا تواضروس الثانى
صلى قداسة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، صباح اليوم قداس أحد الشعانين (أحد السعف) في الكاتدرائية الكبرى بدير القديس الأنبا بيشوى بوادى النطرون، بمشاركة أسقف ورئيس الدير نيافة الأنبا أغابيوس ومجمع رهبان الدير، وعدد كبير من الشعب امتلأت بهم الكاتدرائية.
واستقبل خورس الشمامسة قداسة البابا بالسعف والصلبان وهم يرتلون لحن الشعانين "افلوجيمينوس"، وصلى قداسته دورة الشعانين، التي تتضمن 12 فصلًا من الإنجيل.
وبدأت بعدها صلوات القداس الإلهي، وألقى قداسة البابا عظة القداس، حيث أشار خلالها إلى أن "عيد أحد الشعانين" هو حدث فريد في التاريخ وفي طقسالكنيسة، وأن الله يحتاج إلى أساسيات خمسة ليدخل إلى قلوبنا وإلى حياتنا، وينبغي أن نستقبل بها ربنا يسوع المسيح في كل أيام السنة وكل أيام العمر، منخلال:
1- سعف النخيل: الذي يرمز إلى حياة الاستقامة، فالله يحتاج أن يكون قلبك مستقيمًا، "قَلْبًا نَقِيًّا اخْلُقْ فِيَّ يَا اَللهُ، وَرُوحًا مُسْتَقِيمًا جَدِّدْ فِي دَاخِلِي" (مز ٥١:١٠).
2- أغصان الزيتون: التي ترمز إلى السلام، فالله يحتاج أن يكون قلبك صانعًا للسلام في حياتك اليومية، "طُوبَى لِصَانِعِي السَّلاَمِ، لأَنَّهُمْ أَبْنَاءَ اللهِ يُدْعَوْنَ" (مت٥: 9).
3- الأطفال: والذين يرمزون إلى النقاوة، فالله يحتاج أن يكون قلبك وحياتك في نقاوة الطفولة، والبعد عن ملوثات العالم، "إِنْ لَمْ تَرْجِعُوا وَتَصِيرُوا مِثْلَ الأَوْلاَدِ فَلَنْتَدْخُلُوا مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ" (مت ١٨: ٣).
4- الكبار: الذين هتفوا وسبحوا، فالله يحتاج أن يكون قلبك ممتلئًا بالتسابيح التي تمجد الله، "يَنْبَغِي أَنْ يُصَلَّى كُلَّ حِينٍ وَلاَ يُمَلَّ" (لو ١٨: ١).
5- حمار وجحش ابن أتان: الذي يرمز إلى البساطة، فالحكمة مع البساطة تُنشئ القلب الذي يريد أن يدخله الله، "فَكُونُوا حُكَمَاءَ كَالْحَيَّاتِ وَبُسَطَاءَ كَالْحَمَامِ" (مت ١٠: ١٦).
ويعد أحد الشعانين المعروف شعبيًّا بـ "أحد الزعف"، أحد الأعياد السيدية السبعة الكبرى، ويبدأ بعده مباشرة أسبوع البصخة المقدسة الذي ينتهي بعيدالقيامة المجيد.
وعقب انتهاء القداس صلى قداسته صلوات "الجناز العام" بحسب الترتيب الطقسي للكنيسة والذي يلي قداس الشعانين، وقبل الانخراط في صلوات البصخة المقدسة.
الطائفة الإنجيلية
شارك الدكتور القس أندريه زكى، رئيس الطائفة الإنجيلية بمصر، اليوم الأحد، فى احتفال أحد السعف، بالكنيسة الإنجيلية بحدائق القبة، بمشاركة القس سليمان صادق، شيخ قسوس الكنائس الإنجيلية بمصر، والدكتور القس كمال يوسف، راعي الكنيسة، والقس سمير شكري، القس المساعد بالكنيسة، وبحضور شعب الكنيسة وعدد من القيادات السياسية والتنفيذية بالقاهرة.
وخلال كلمة الاحتفال قال رئيس الإنجيلية: "كل عام وحضراتكم بخير، واليوم نتذكر دخول السيد المسيح الانتصاري إلى أورشليم، وكيف كان متواضعًا وبسيطًا، وكيف كانت اختيارات السيد المسيح روحية بامتياز، وكان لديه رؤية واضحة عندما توجه لدخول الهيكل وتطهيره، ولم يتوجه إلى قصر المستعمر الرومانى".
وأضاف رئيس الإنجيلية: "العقيدة والنصوص المقدسة سمحة، والتجديد في فهم الكلمة ضرورة، ومساعدة الناس على فهم كلمة الله ضرورة مهمة أيضًا لإدراك الصورة الكلية؛ نصلي في هذه الأيام المباركة لأجل بلادنا الغالية مصر، والمصريين وسلام العالم".
والتقى رئيس الإنجيلية شعب الكنيسة الإنجيلية بحدائق القبة، وذلك بمبنى خدمات الكنيسة تحت التأسيس، ودار حوار مفتوح حول بعض القضايا اللاهوتية والعامة.
الكنيسة الأسقفية
ترأس الدكتور سامي فوزى رئيس أساقفة إقليم الإسكندرية للكنيسة الأسقفية اليوم الأحد قداس أحد الشعانين المعروف باسم أحد السعف وذلك بكاتدرائية جميع القديسين الأسقفية بالزمالك.
وبدأ القداس بموكب الدخول إذ حمل المطران والقساوسة وشعب الكنيسة سعف النخيل تيمنًا بدخول المسيح أورشليم في مثل هذا اليوم حين استقبله أهلها كملك منتصر فهتفوا له أوصنا أى خلصنا.
وقال المطران فى عظة القداس: حين أرسل المسيح التلاميذ ليأتوا بالجحش الذى سيركبه فى دخوله لأورشليم كانوا متعجبين من طلبه حين قال لهم المسيح إن سألكم أحد لماذا تريداه فقولوا له الرب محتاج إليه؛ إذ كان يدخل الملوك المدن فى وقت الحرب على أحصنة وفى وقت السلم على حمار أو جحش.
وأضاف رئيس الأساقفة: كان المسيح يريد الجحش الدى لم يركبه أحد قط من قبله فالله يُقدم له كل جديد ، مضيفًا: فقد كانت رحلة المسيح مختلفة لأورشليم إذ كانت رحلة أحد السعف مختلفة لأن النهاية كانت مختلفة فقد كان يرى المسيح ما سيمر به فى رحلته للصليب، فرغم معرفته بما سيحدث إلا أنه دخل اورشليم كملك.
وأشار رئيس الأساقفة: المسيح كان يعلم أن الأصوات التى كانت تهتف له هى التى ستلعنه فيما بعد، إذ توقف بالموكب وفيما هو مقترب إلى المدينة بكى ناظرًا اليها فقد كان ملئ بالشفقة والدموع ناحية شعب أورشليم حيث كان جميعهم لهم أعين ولكنهم لا ينظرون ولا يفهمون أن المسيح آتى ليخلصهم من خطاياهم.
واختتم رئيس الأساقفة: الرب أتى ليرينا طريق أفضل إذ حدد شريعة المحبة لنعيش بها، لذلك يجب أن نفكر كيف يرانا المسيح الآن؟ فربما نكون مثل شعب أورشليم مهتم بالأشياء الأرضية ولكننا يجب أن نقدم له كل كرامة من أجل كل تضحية قدمها الله لنا.
وخلال صلوات القداس ردد المصلون ترانيم تمجد السيد المسيح وانتصاره يوم أحد السعف وانتهى القداس بالشركة المقدسة (التناول).
يعتبر أحد السعف هو ذكرى دخول المسيح أورشليم حيث استقبل الشعب المسيح بالهتاف وسعف النخيل ، ليبدأ بهذا اليوم أسبوع الآلام الذى ينتهى باحتفال عيد القيامة المجيد.
البابا تواضروس والمصلين
البابا تواضروس
قداس الاحتفال بأحد السعف
الأطفال يرتدون حد السعف
الدكتور أندريه زكى خلال الاحتفال
رئيس الطائفة الإنجيلية فى الاحتفالات
صلوات أحد السعف