بعد مرور أكثر من 3 أشهر على زلزال تركيا المدمر، والذى ضرب جنوب تركيا وشمال سوريا يوم الـ 6 من فبراير بقوة 7.8 درجات على مقياس ريختر، مخلّفاً أسوأ كارثة طبيعية حديثة، لم يتوقف عدّاد الموت الأشهر الماضية، فقد أودت الكارثة بحياة حوالى 50 ألف شخص بحسب وزارة الداخلية التركية وشرد ما لا يقل عن 1.5 مليون شخص بحسب البرنامج الإنمائى للأمم المتحدة، بدا التساؤل حول تكلفة عملية إعادة الاعمار.
مناطق شاسعة ودمار هائل خلفه الزلزال، وأدت الهزات الأرضية إلى انهيار أو تضرر أكثر من 160 ألف مبنى بما يضم 520 ألف شقة، ويشير تقرير للبنك الدولى إلى أن 1.25 مليون شخص أصبحوا بلا مأوى بسبب الأضرار التى لحقت بمنازلهم أو انهيارها بشكل كامل، وفى تقديرات هندسية تركية فإن تكلفة إعادة الإعمار الأولية قد تصل لـ 100 مليار دولار.
وفى تصريح سابق قال رئيس غرفة المهندسين المعماريين فى اتحاد غرف المهندسين والمعماريين الأتراك أيوب موهجو، إن نصف المبانى البالغ عددها 3.4 مليون مبنى فى المنطقة المتضررة بجنوب تركيا قد تحتاج إلى الهدم، وفقا لتقرير نشرته صحيفة "فاينانشال تايمز"، وأضاف: "من أجل إعادة بناء هذه المنازل، يتعين عليك أيضًا بناء البنية التحتية والمرافق العامة، حتى نتمكن من التحدث عن التكلفة التقديرية الأولية البالغة 100 مليار دولار لإعادة الإعمار"، مقدمًا حسابًا تقريبيًا للتكلفة المالية.
وفى فبراير الماضى أعلن البنك الدولى اليوم عن تقديم 1.78 مليار دولار من المساعدات لدعم جهود الإغاثة والتعافى، كما شرع البنك الدولى فى إجراء تقييم سريع للأضرار لتقدير حجم الكارثة وتحديد المجالات ذات الأولوية لمساندة جهود التعافى وإعادة الإعمار، وذلك استناداً إلى خبرته الواسعة فى إدارة مخاطر الكوارث من مختلف أنحاء العالم.
وقدّر الرئيس التركى رجب طيب إردوغان خسائر تركيا جراء الزلزال " بحوالى 104 مليارات دولار" (97 مليار يورو).
وفى 20 مارس الماضى، تعهدت المفوضية الأوروبية تقديم مليار يورو لمساعدة تركيا فى إعادة الإعمار، بينما قالت مسؤولة ببرنامج الأمم المتحدة الإنمائى أن الأضرار الناجمة عن الزلزال المدمر فى تركيا ستتجاوز 100 مليار دولار.
وفى تقريرها قالت وكالة بلومبرج إن تكاليف إعادة إعمار المناطق المنكوبة فى تركيا بفعل الزلزال قد تصل إلى 5.5% من الناتج المحلى. وقال مسؤولون وخبراء اقتصاديون أن الزلازل المدمرة التى شهدتها تركيا ستضيف مليارات الدولارات من الإنفاق إلى ميزانية أنقرة.
وبخلاف التكلفة، فإن السلطات التركة وضعت شروط صارمة سيتم البناء على أساسها: من بينها تحديد جميع مخاطر الكوارث، والفحوص، واستمرار أعمال تقييم مقاومات التربة للزلازل، وتُقيَّم الخيارات بما فى ذلك حظر البناء وخفض كثافة المبانى وتحديد عدد الطوابق، وفى ما يتعلق بالأراضى، ستُحدَّد الأماكن التى لن يحدث فيها انزلاق للتربة، سيُطبَّق نظام التأسيس بالشبكة الخرسانية، ستُصمَّم الأماكن الجديدة وفقا لثقافة كل مدينة وتركيبها الديموغرافى، ولن يتجاوز ارتفاع المساكن 4 طوابق، إضافة للطابق الأرضى، وخلال كل مرحلة من إعادة الإعمار، ستعمل وزارة البيئة مع الجامعات والعلماء والمهندسين ومخططى المدن.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة