سعيد الشحات يكتب.. ذات يوم 25 أبريل 1968.. أم كلثوم تقدم حفلها بالكويت لصالح المجهود الحربى وتشارك فى الجدل الدائر حول الاختلاط بالجامعات

الثلاثاء، 25 أبريل 2023 10:00 ص
سعيد الشحات يكتب.. ذات يوم 25 أبريل 1968.. أم كلثوم تقدم حفلها بالكويت لصالح المجهود الحربى وتشارك فى الجدل الدائر حول الاختلاط بالجامعات

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كانت الساعة العاشرة مساء 25 إبريل، مثل هذا اليوم، 1968، حين أزيح الستار عن سيدة الغناء العربى أم كلثوم، مرتدية الدشداشة الكويتية وهى فستان من الحرير مطرز بالقصب، وبدأت حفلها الكبير فى سينما الأندلس بالكويت بأغنية «فات الميعاد»، كلمات مرسى جميل عزيز، وألحان بليغ حمدى، حسبما تذكر مجلة آخر ساعة، فى عدد 8 مايو 1968، مضيفة: «ارتدت أم كلثوم الدشداشة الكويتية تحية منها للشعب الكويتى، وقبل إذاعة الحفل افتتحت معرض صور المصور الصحفى فاروق إبراهيم، الذى اختارته ليرافقها فى جميع رحلاتها».
 
حقق الحفل إيراد 25 ألف دينار كويتى، وكان الثالث ضمن حفلاتها الخارجية لصالح المجهود الحربى بعد هزيمة 5 يونيو 1967، وقبله كانت حفلاتها فى باريس ثم فى المغرب، وتذكر مجلة الكواكب، عدد 30 إبريل 1968، أنه رغم السرية الشديدة التى فرضت على موعد وصول سيدة الغناء العربى إلى الكويت، فإن الشعب الكويتى كله كان فى انتظارها.. تضيف «الكواكب»:  «كانت الآنسة لؤلؤة القطامى رئيسة الجمعية الثقافية الاجتماعية فى الكويت هى التى دعتها لتحيى حفلا لصالح المجهود الحربى».
 
كانت الحفاوة بسيدة الغناء العربى فى الكويت هائلة رسميا وشعبيا، وأفردت لها الصحف والمجلات المصرية والكويتية والخليجية مساحات واسعة فى تغطيتها، وعلى أربع صفحات نشرت مجلة آخر ساعة متابعتها يوم 1 مايو 1968 للكاتب الصحفى محمد وجدى قنديل، الذى كان ضمن الوفد الصحفى المرافق لها، يذكر فيه أنها خلال فترة إقامتها القصيرة، التقت بعدد كبير من المسؤولين لجميع التبرعات، وكان لقاؤها الأول مع الشيخ صباح السالم الصباح أمير الكويت، ثم لقاء الشيخ جابر الأحمد رئيس الوزراء، والشيخ جابر العلى وزير الإرشاد، والشيخ سعد السالم وزير الداخلية، وتبرع الأمير بمبلغ ألف دينار ثمنا لتذكرته، وكذلك تبرع الشيخ جابر، والشيخ سعد بنفس المبلغ ثمنا لتذكرتيهما.
 
يؤكد قنديل أن تذاكر الحفل نفدت قبل شهر، برغم أسعارها المرتفعة التى لم تحدث من قبل، وعن تفاصيل برنامج أم كلثوم واندماجها مع الحياة الكويتية خلال فترة إقامتها، يذكر قنديل: «أبدت أثناء إقامتها القصيرة اهتماما كاملا لكل جوانب الحياة الكويتية ومظاهر تقدمها، وشاركت فى الحوار الدائر حول الاختلاط الجامعى وإباحته بين الطلبة والطالبات، وخلال مقابلتها مع الشيخ جابر الأحمد ولى العهد ورئيس الوزراء، دار حديث طويل حول الظروف الراهنة فى المنطقة العربية وحول القفزة الواسعة التى تتحقق فى الكويت، وأثنت على التطور الملحوظ فى التعليم، ثم فتحت لؤلؤة القطامى الحديث عن الاختلاط، وقالت أم كلثوم لرئيس الوزراء: «إننى لا أعرف سببا لعدم الاختلاط فى المراحل الجامعية مع أن الكويت وصل إلى مرحلة ناضجة من التطور الفكرى، ورد عليها الشيخ جابر الأحمد بأن قوانين التعليم لا تمنع الاختلاط، ولكن لا بد أن يحدث بالتدريج للتوفيق بين جميع الآراء والاتجاهات، وبالنسبة لرأيى الشخصى فإننى أعطيت وعدا بأن أقف مع الاختلاط إذا ما وجدت الوقت مناسبا لذلك».
 
يذكر قنديل، أنه لم يكد سفير باكستان فى الكويت يعلم بوجودها حتى اتصل بها، وطلب منها أن تكون ضيف الشرف فى مناسبة الذكرى الـ30 للشاعر العظيم محمد إقبال، وذهبت وكانت فى انتظارها مفاجأة، فقد أدير شريط يحتوى مقطعا من «نداء الروح» قصيدة إقبال بصوت أم كلثوم للمشاركة منها فى الاحتفال، وسألها رئيس مجلس الأمة الكويتى عن شعورها وهى تسمع أم كلثوم، وخرجت من تأملاتها الروحية وردت عليه بأنها لا تحصر تفكيرها فى ذلك الوقت فى سماع صوتها، وأنها تتعمق فى المعانى البعيدة لشعر إقبال وفلسفته العظيمة النابعة من القرآن الكريم.
 
كان الكاتب الصحفى أحمد بهجت موفدا من الأهرام، وفى 10 مايو 1968 كتب مقالا طويلا منشورا على صفحة كاملة بعنوان «9 أيام فى الكويت مع صحراء العطش السابق وخليج اللؤلؤ القديم وغناء أم كلثوم»، يذكر فيه: «عاشت أم كلثوم مع فن الكويت، شهدت قصة السيوف العربية التى تعيد للأذهان الأيام القديمة الخالية، أيام الحياة فى الصحراء، واعتماد الرجل على سيفه وفرسه وقراب الماء، شهدت الغناء الشعبى فى الكويت، وهو غناء صنعه تياران، انساب أحدهما فى الجزيرة العربية من حداء الجمال، وانساب الثانى من سواحل أفريقيا مع تجار الساحل.. شهدت أم كلثوم ضرب الدفوف ورقص النساء، وسئلت عن رأيها فى الشعب الكويتى كشعب مستمع، قالت: شعب الكويت فنان بطبعه، وهو كبقية الشعوب العربية ذواق، وأحسست وأنا أغنى فى الكويت بأننى أغنى فى القاهرة.
يعطى قنديل مثلا على مدى الارتباط الشعبى بأم كلثوم، قائلا: «فى غرفتها بالمسرح أثناء استراحتها بعد الوصلة الأولى، تدفق الحاضرون من حولها لمصافحتها أو التصوير معها، ومن بين هؤلاء تقدم إليها شخص بمذكرة خاصة أخذت تقرأها باهتمام وتستفسر عن بعض نقاطها، ثم وعدت بحلها، وكانت تحتوى على مشكلة شخصية لم يجد غيرها لحلها».






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة