في إطار الدور الثقافي والمجتمعي للمتحف القومي للحضارة المصرية بالفسطاط، لرفع الوعي الثقافي والأثري لكافة فئات المجتمع، نظم المتحف محاضرتين ثقافيتين، وذلك ضمن الفعاليات التراثية لمبادرة "طبلية مصر"، والتي أطلقها المتحف في فبراير الماضي لتوثيق التراث الغذائى المصرى والترويج لأهم المأكولات الشعبية المصرية.
وشهدت المحاضرات إقبالا كبيرًا من الدارسين والباحثين وأساتذة الجامعات والشخصيات العامة، والمهتمين بالحضارة المصرية، وعلوم الآثار.
واستهل الدكتور ميسرة عبدالله، نائب الرئيس التنفيذي لهيئة المتحف للشئون الأثرية فعاليات اليوم بكلمة ترحيب بالحضور، مؤكدا على حرص المتحف على احتضان هذه المبادرات والتي تأتي ضمن استراتيجية المتحف لتنظيم العديد من البرامج التوعوية والمبادرات المجتمعية التي تلعب دورا هاما في تعميق روح الولاء والانتماء والشعور بالهوية الثقافية والتعريف بالحضارة المصرية العريقة، وتفعيلا لدورها في حماية الموروث الثقافي والحضاري لمصر.
وألقت الدكتورة منة الدري مدرس النباتات الأثرية بكلية الآثار جامعة عين شمس، المحاضرة الأولى تحت عنوان "محطات في تاريخ المطبخ المصري "، تحدثت خلالها عن المأكولات المصرية عبر مختلف العصور بداية من المصرى القديم وحتى العصر الحديث، وكيف عرف المصريون اﻷوائل زراعة العديد من الخضراوات كالبازلاء والثوم والبصل والخس، والفواكه كالتمر والتين والعنب والرمان، وصناعة أكلات ومشروبات بعضها مستمر ونتناوله حتى الآن.
وجاءت المحاضرة الثانية، تحت عنوان "حصاد الآلهة ..الطعام و احتفالات الحصاد في مصر القديمة"، والتي ألقاها الدكتور ميسرة عبد الله، حيث سلط خلالها الضوء على الديانات والعادات الغذائية والزراعية لدى المصرى القديم، وفيضان النيل وأهميته فى مصر منذ العصور القديمة بالإضافة إلى استعراض احتفال المصرى القديم به كعيد سنوي، والدور الهام للزراعة في الاستقرار ونشأة الحضارة المصرية القديمة، وأشهر المحاصيل الزراعية التي تميزت بها مصر القديمة والتى كانت تقدم كالقرابين للآلهة ،وارتباط الأديان بحرفة الزراعة .
ويذكر أن مبادرة “طبلية مصر”، تهدف إلى حماية التراث الشعبي من المأكولات وإحياء الموروثات من الأطعمة الشعبية، كأحد أنواع التراث غير المادي لحمايته من الاندثار، وذلك من خلال تنظيم عدد من المحاضرات والفعاليات وورش العمل عن أهم الأكلات الشعبية التراثية المصرية
المتحف القومي للحضارة المصرية بالفسطاط