دار الإفتاء للأزواج الجدد: اغرسا فى أولادكما أن الحياة لا تسير على نمطٍ واحد.. لا تهملا حق الأطفال فى التعليم.. لا تملَّا من كثرة أسئلتهم وابحثا عن إجابة تناسب فهمهم.. واستمعا لهم بعناية ولا تستهزئا بهم

الأربعاء، 17 مايو 2023 02:00 ص
دار الإفتاء للأزواج الجدد: اغرسا فى أولادكما أن الحياة لا تسير على نمطٍ واحد.. لا تهملا حق الأطفال فى التعليم.. لا تملَّا من كثرة أسئلتهم وابحثا عن إجابة تناسب فهمهم.. واستمعا لهم بعناية ولا تستهزئا بهم دار الإفتاء المصرية
كتب لؤى على

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أصدرت دار الإفتاء المصرية كتاب "دليل الأسرة من أجل حياة مستقرة" بالتعاون مع وزارة العدل، وغطَّى كافَّة الموضوعات التى تهمُّ الأسرة المصرية.
 
وتعتزم دار الإفتاء توزيع الدليل على المأذونين الشرعيين على مستوى الجمهورية لإهدائه إلى الأزواج عند عَقْدِ القران، كما تعتزم تحويل محتوى الدليل إلى برامج تدريبية وتأهيلية للمُقبلين على الزواج، بالإضافة إلى إطلاقها حملات إعلامية لنشر أهداف الدليل، فضلًا عن نشر محتوى الكتاب على هيئة "بوستات" عبر منشورات على منصَّات التواصل الاجتماعي.
 
وفى صدر الكتاب قدمت نصائح وإرشادات فى العلاقة بين الزوجين، حيث راعـت الشريـعة الإسلاميـة، نظام العلاقة بين الرجل والمرأة وفــق الاستـعداد الفطـرى والتكويـن الجسـدى لكل منـهما، وذلـك لإعمـار الأرض وتحقيـق معنى السكن والمودة والرحمة، مـع غرس روح التـعاون والمشـاركة لصالح الطرفيـن ولصالح المجتـمع كله، فتتسق بذلك دواعى الطبع مع دواعى الشرع، وذلك على النحو الآتى:
 
1. احرصا على حضور الدورات والندوات المتخصصة في التربية لكي تتعلما فنونًا جديدة في التعامل مع أولادكما.
بحيث يكون ذلك من خلال الدورات والندوات المتخصصة في تربية الأطفال وتنمية مهارتكما في التعامل معهم، وأيضًا من خلال سؤال المربين وعلماء التربية والسلوك مع استشارة الصالحين من أهل العلم وأصحاب الخبرة؛ فالتربية علم، والعلم بالتعلم.
 
2. تدربا على معاملة الأطفال بالكلمة الطيبة والمزاح العفيف.
الولد يُجْدي معه العطف والمزاح أكثر من العنف والحزم، فلا تحرما ولدكما من الضحك واللعب والمزاح حتى يكون متعلقًا بكما، وقد قال أحد الصالحين: “لاعب ولدك سبعًا وأدبه سبعًا، وصاحبه سبعًا”، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يقول لأخي أنس: «يا أبا عُمير ما فعل النُّغير»، وهو طائر صغير كان يلعب به.
 
3. لكل مرحلة من مراحل حياة الطفل طبيعة معينة، وعلى الأبوين تفهمها والتعامل معه وفق هذه الطبيعة.
احرصا على معرفة ما يختص بكل مرحلة من حياة طفلكما؛ لتتعاملا معه بما يناسبه، فمرحلة الطفولة مثلا ليست كمرحلة المراهقة أو البلوغ، لذا على الآباء والأمهات الانتباه لهذا الأمر، فحين نرى أن الطفل الصغير قد تسهُل السيطرة عليه من خلال أمور معينة كتقديم قطعة من الحلوى مثلا.. فإن هذا الأمر لا يجدي نفعًا مع الطفل المراهق حيث يحتاج إلى مضاعفة الجهد لإقناعه.
 
4. إبراز المحبة والحنان للأولاد يجعلكما تقدران على احتوائهم وحسن التعامل معهم في المستقبل.
بعض الناس عندهم تصورات معينة عن الأطفال نحو كونهم مزعجين، أو كونهم لا يضبطون تصرفاتهم، فيفضلون الابتعاد عنهم، وهذا خلاف الهدي النبوي الشريف، فقد كان صلى الله عليه وسلم يحمل الأطفال الصغار، وربما تبَوَّل الطفل على ثوبه الشريف صلى الله عليه وسلم فينظفه ولا يغضب.
وكان عليه الصلاة والسلام يحب الأطفال ويأمر برحمتهم، وإذا قابلهم بطريق سلَّم عليهم، وكان صلى الله عليه وسلم يقول: «ليس منا من لم يرحم صغيرنا»، وهذه الرحمة تتمثل في العطف والشفقة عليهم والمسارعة إلى دفع الأذى عنهم.
 
5. اغرسا في أولادكما أن الحياة لا تسير على نمطٍ واحد.
لا بد من تعريف طفلكما بتنوع الحياة وتقلباتها، وأنها دائرة بين الخير والشر، واليسر والعسر، والشدة والفَرج، والغنى والفقر، وكل ذلك لا يدوم، فالتبدل وارد في كل وقت، قال الله تعالى: ﴿وَتِلۡكَ ٱلۡأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيۡنَ ٱلنَّاسِ﴾ [آل عمران: 140]، والغرض من ذلك: تعويده على تقبل هذه الأوضاع المتغيرة وتكييف النفس على التعايش معها.
وعوِّدا أطفالكما القناعة بمعيشتهم في المأكل والمشرب والملبس، فلا تهملا تربية طفلكما على الرضا بمعيشته وذلك بتذكيره الدائم بما هو فيه من نعمٍ قد لا توجد عند غيره، وقد قال سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من أصبح معافى في بدنه، آمنًا في سِربه، عنده قوته فكأنما حيزت له الدنيا»، ومعنى سِربه: نفسه.
 
6. اغرسا حب العلم وآدابه في نفوس أولادكما.
لا سيما إذا كان ذلك من خلال سرد القصص والحكايات وتلاوة الآيات والأحاديث الـمُرغبة في العلم، قال الله تعالى: ﴿يَرۡفَعِ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ مِنكُمۡ وَٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلۡعِلۡمَ دَرَجَٰتٖ﴾ [المجادلة: 11] وقال سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم، وإنه يستغفر للعالم مَن في السماوات والأرض حتى الحوت في جوف البحر».
 
7. لا تهملا حق أولادكما في التعليم.
فإهمال هذا الحق يضيع على الأولاد الكثير من الفوائد الدينية والدنيوية، ويحرمهم فضائل كثيرة على رأسها تلاوة كتاب الله، قال سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: «طلب العلم فريضة على كل مسلم»، ويشترك في هذا الذكر والأنثى، فإن العلم نور، وطلبه يشترك فيه كل مسلم، كما أن التعليم يفتح لهم سبل الحياة وطرق العمل، وليس القصد العلم بما في الكتب فقط، بل العلم بقواعد المهن وأصول الحرف كذلك.
 
8. ينبغي مراعاة التدرج في تعليم الأولاد.
تدرجا في تعليم طفلكما، فانتقلا معه من الأسهل إلى السهل، ومن السهل إلى الصعب، وهكذا مع مراعاة قدرة الاستيعاب عنده، ولا تحمِّلاه ما لا يطيق من أنواع المعارف التي تفوق قدراته.
وفي الحديث الشريف أنه صلى الله عليه وسلم قال لعبد الله بن عباس: «يا غلام إني أعلمك كلمات: احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك».
فانظرا إلى قوله صلى الله عليه وسلم: «أعلمك كلمات»، وهذا لأجل مراعاة قدرته على الاستيعاب وتشجيعًا له على حفظها وعدم استكثارها.
 
9. لا تملَّا من كثرة أسئلة الأولاد، بل استمعا لهم بعناية ولا تستهزئا بهم أو تسخرا منهم، وابحثا عن إجابة تناسب فهمهم فأنتما بوابتهم المعرفية لكل ما حولهم.
عليكما الاتفاق على إجابة واحدة عند سؤال الطفل، ولا تختلفا فيشعر الطفل بالحيرة وعدم الثقة، واحذرا من إهمال سؤاله فيتولَّد لديه الشعور بعدم تقديره، والوقوع في الحيرة وتشويش الفهم، قال سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنَّما شِفَاءُ العِيِّ السُّؤالُ». والعِي: قصور الفهم.
وإذا صعب عليكما إجابة سؤال فاعملا بقوله تعالى: ﴿فَسۡ‍َٔلُوٓاْ أَهۡلَ ٱلذِّكۡرِ إِن كُنتُمۡ لَا تَعۡلَمُونَ﴾ [النحل: 43]، ثم اجتهدا في تبسيط الإجابة له.
 
10. امنحا ولدكما الاهتمام اللازم للوصول به إلى أعلى مستوى دراسي يناسب قدراته الشخصية.
احرصا على ذلك من خلال تشجيعه الدائم على مواصلة الدراسة، ومساندته عند تعثره، وعليكما تذكيره دائمًا بالحديث الشريف: «المؤمن القوي أحب إلى الله من المؤمن الضعيف»، ومن القوة الاستمرار في الدراسة حتى الوصول إلى أعلى درجات التفوق، مع تذكيره بفضل العلم والعلماء فهما من أهم أسباب النهضة والرفعة والتقدم، واعلما أن ذلك في العلوم والمعارف النظرية والتطبيقية، وفي الحرف والمهن والصنائع كذلك.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة