سأل الإعلامي عادل حمودة، المشاهدين عندما يستمعوا لتعبير «الذكاء الاصطناعي» فما الذي يخطر على بالهم؟، هل يتذكرون أفلام الخيال العلمي التي تسيطر فيها الروبوتات المتطورة على الكرة الأرضية ومن ثم تبدأ في التخلص من البشر؟ حيث إن الخيال العلمي يمكن أن يصبح واقعا ملموسا.
وأضاف «حمودة» خلال تقديمه لبرنامجه «واجه الحقيقية»، والمذاع على فضائية «القاهرة الإخبارية»، أن الذكاء الاصطناعي لم يعد بعيدا عنا، حيث يجرى استخدامه طيله اليوم في حياتنا، حيث وحينما يطلب الشخص من الكومبيوتر ترجمة مقال من الصينية إلى العربية فيحدث ذلك في ثوان بفضل الذكاء الاصطناعي.
وأكد أنه في حين شارك الشخص أسرته في لعبة فيديو فيجب عليه أن لا ينسى بأن الذكاء الاصطناعي هو من وراءها، وفي حين كان يستخدم خرائط جوجل في الذهاب لعمله فهو يستخدم أحد تكل التطبيقات الخاصة بالذكاء الاصطناعي، «لو كنت من مستخدمي شبكات التواصل الاجتماعي فتذكر أن معظم قراراتك تتأثر بالذكاء الاصطناعي، وفي كثير من البيوت أجهزة تنظم درجات الحرارة حسب رغبتك وتحدد كمية الضوء حسب الوقت».
وقال الإعلامي عادل حمودة، إن الذكاء الاصطناعي هو ما يتم تطويره عبر أنظمة الكومبيوتر القادرة على أداء المهام التي تتطلب عادة ذكاء بشريا كالإدراك البصري والتعرف على الكلام واتخاذ القرار والترجمة بين اللغات وغيرها من الأشياء الأخرى النافعة للأشخاص.
وأضاف «حمودة» أن الإنسان سعى في اختراع ما يمكنه محاكاة العقل البشري، وفي الوقت نفسه اختلف العلماء حول مفهوم الذكاء الاصطناعي، حيث أنه في عام 1872 تحدث صموئيل بتلر في روايته «إريوهون» عن الآلات التي ستلعب دورا كبيرا في تطوير البشرية وتنقلها الى الازدهار.
وأوضح أن الذكاء الاصطناعي ظل مجرد فكرة مرتبة بروايات الخيال العلمي، ولكن في عام 1956 أصبح الذكاء الاصطناعي تخصصا أكاديميا إلا أن نصيب العلماء من الفشل كان أكبر بكثير من النجاح، حيث وصفت سنوات التشاؤم بأنها شتاء الذكاء الاصطناعي، وفي النهاية فقد تسلل الذكاء الاصطناعي من الروايات الخيالية ومختبرات الأبحاث ليصبح جزءا من حياتنا يصعب الاستغناء عنه.
وقال عادل حمودة، إن الذكاء الاصطناعي لم يعد مجرد رؤية مستقبلية، لكنه أصبح شيئا موجودا بالفعل، إذ أن من الأسباب الخاصة بتنامي الذكاء الاصطناعي؛ الفرص الهائلة التي يتيحها للتنمية الاقتصادية، مشيرا إلى أن مشروع «ووتر هاوس» استطاع إنتاج تقنيات الذكاء الاقتصادي، التي يمكنها زيادة الناتج المحلي الإجمالي العالمي بمقدار 15.7 تريليون دولار في 2030.
وأضاف «حمودة» أنه لا يوجد مثال أفضل للذكاء الاصطناعي مما تفعله مصانع السيارات الذكية، إذ أنه قبل سنوات كان استخدام سيارة أوتوماتيكية بالكامل حلما، إلا أن اليوم أصبح لدينا أسطول من السيارات ذاتية القيادة تسير بمفردها على الطرق.
وأوضح أن تطبيقات البريد الإلكتروني الحديثة تعتمد هي الأخرى على الذكاء الاصطناعي للتخلص من الرسائل العشوائية، إذ بها يتم تصنيف رسائل البريد الإلكتروني لتتمكن من الوصول إلى الرسائل المهمة، التي يمكنها كذلك توفير ردود ذكية وبسرعة.
وأكد أنه بالنسبة لمجال الصحة، قفز الذكاء الاصطناعي بمستوى الخدمة الطبية إلى مستوى غير متوقع، وذلك مع استخدام الأجهزة التي تعمل بالذكاء الاصطناعي، وأصبح اكتشاف المرض وتشخيصه وعلاجه أسهل، إذ لعب الذكاء الاصطناعي دورا مهما في تنفيذ عمليات إدارية.
وأشار إلى أن الذكاء الاصطناعي وصل إلى حد تأليف الموسيقى، وفي حال كان يستخدم الشخص يوتيوب أو نتلفيكس فإن الذكاء الاصطناعي يقوم باتخاذ القرارات لك: «قد تتصور أنك من تختار، ولكنك في الحقيقة تنساق وراء اختياره، وأحد أكبر مستخدمي الذكاء الاصطناعي صناعة الإعلان عبر الإنترنت التي تستخدم الذكاء الاصطناعي في اختيار الإعلانات التي تناسب كل شخص حسب ما يشاهد من فيديوهات».
وقال عادل حمودة، إن الذكاء الاصطناعي خضع منذ بدايته للتدقيق من جانب العلماء والجمهور على حد سواء، إذ كان أحد الموضوعات الشائعة؛ الخوف من الآلات الذكية التي ستتطور إلى حد تجاوز الذكاء البشري وإجباره على الاستسلام لها، وهي التي سوف تعمل من تلقاء نفسها، وستعيد تصميم نفسها بنفسها.
وأضاف أن هناك مخاوف أخرى تتعلق بقدرة الآلات الذكية على اختراق خصوصية البشر، والقضية الأكثر إثارة للقلق أن يؤثر الذكاء الاصطناعي على الوظائف والمهن البشرية وتحويل أصحابها إلى عاطلين.
وتابع: «لنتوقف عند دراسة الباحثة في الذكاء الاصطناعي جيا كوترا التي توصف بـ الأكثر شهرة، إذ قدرت الدراسة أن عام 2040 سيشهد سيطرة من الذكاء الاصطناعي على نصف الوظائف الحالية، وهناك دراسة أخرى خرجت من جامعة أكسفورد تؤكد أن 47% من الوظائف الأمريكية سيلتهمها الذكاء الاصطناعي».
وأكد أنه في دراسة استقصائية لقطاع التكنولوجيا من إعداد شركة «كيه بي ام جي» وشركة «هارفي ناش» التي شملت 108 دول كانت النتائج: «قال المشاركون إنهم يعتقدون أن 10% من القوى العاملة في شركاتهم ستستبدل في غضون خمس سنوات فقط بواسطة الذكاء الاصطناعي، وفي المقابل قال أكثر من ثلثي المشاركين في الدراسة يعتقدون أن وظائف جديدة ستظهر».
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة