تضم منطقة المقابر بصلاح سالم بالقاهرة، مئات المقابر التراثية والأثرية التي تعتبر جزءا لا يتجزأ من تاريخ مصر، ويحكى حقب تاريخية هامة مرت بها القاهرة على مدار أكثر من ألف عام، وتشهد هذه المنطقة حاليا أعمال تطوير وشق محاور مرورية، وبالتزامن مع تنفيذ ذلك يتم نقل عدد كبير من المقابر، إلى أماكن بديلة، وكلف الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، بتقييم الموقف بشأن نقل المقابر بمنطقة السيدة نفيسة والإمام الشافعي، وتحديد كيفية التعامل مع حالات الضرورة التي أفضت إلى مخطط التطوير، وعرض الرؤية المتكاملة لخطوات بدء تنفيذ "مقبرة الخالدين" لرُفات عظماء مصر.
"مقبرة الخالدين" تشمل إنشاء منطقة كبيرة تضم زعماء مصر على مدار العصور المتعاقبة، وتكون مزارا للمواطنين للاطلاع على تاريخ هؤلاء الزعماء ومعرفة حجم ما قدموه للدولة.
مقبرة الخالدين ستكون مصممة على أعلى مستوى وبشكل حضاري ليجمع كل الخالدين وزعماء الوطن، ويكون مزارا، تم تشكيل لجنة من الخبراء والمختصين لوضع سيناريوهات مختلفة وبدائل للتعامل مع بعض المناطق بمنطقة المقابر بالقاهرة.
اللجنة برئاسة رئيس الوزراء، وتضم في عضويتها وزراء الإسكان ولتنمية المحلية، ومحافظ القاهرة، والهيئة الهندسية، وممثلي جميع الجهات المعنية والأثريين المختصين والمكاتب الاستشارية الهندسية، وعدد من الخبراء.
هناك تصور بإقامة حدائق ومتنزهات حضارية بالأماكن التي لا تصلح للدفن، وكذلك مجموعة من الطرق والخدمات لا تشمل إقامة أي مبان.
سيتم نقل المقابر التي أصبحت غير صالحة للدفن إلى مناطق أخرى "إنسانية"، سيتم إعادة تشكيل هذه المنطقة بما يخدم إضافة مناطق خضراء بها.
بعض المقابر القديمة ذات الشكل التراثي والحضاري لم يدخل في نطاق التطوير .
يتم دراسة إمكانية تطوير واجهة المقابر التي لن يتم نقلها أو إجراء أي نوع من التطوير بها، وذلك من قِبل الدولة التي ستنفق عليه.
يمكن نقل مفردات حوائط المقبرة وواجهتها مع المنطقة المجمعة التي تشمل سواء مقبرة الخالدين أو حتى المقابر ذات القيمة.
سيتم نقل بعض شواهد القبور وسيتم تجميع رفات الزعماء الذين كان بعضهم يتولى المسئولية ضمن قيادات الجيش المصري في وقت من الأوقات خلال القرن التاسع عشر.
من بين الحلول إما تطوير المكان طالما أنه بعيد عن خطة التطوير، أو نقل أهم المفردات المعمارية والتراثية والزخرفية الموجودة ليتم وضعها في مكان آخر للعرض المتحفي.
تواجه منطقة المقابر مشكلة كبيرة وهى غرق عدد كبير من المقابر في المياه الجوفية نتيجة وجود بحيرات بمحيطها وانخفاض منسوب المنطقة ما جعلها نقطة تجمع للمياه الجوفية.
يجرى الان توفير أكثر من 20 ألف مقبرة تم إنشاؤها وجار استكمالها خلال الأشهر القليلة المقبلة ، على الطرق السريعة لتكون بديلا لنقل الأماكن التي لا تصلح للدفن بسبب المياه الجوفية والمشاريع.