حيرت علماء الآثار منذ فترة طويلة "الحلقات العاجية" المبهمة التي عثر عليها في العشرات من المدافن الأنجلو ساكسونية في إنجلترا، الذين لم يكونوا متأكدين من أصل الحلقات والحيوان الذي أتت منه تلك الحلقات - الفيلة أو الماموث - لكن الآن كشفت التقنيات العلمية أن هذه الحلقات جاءت على الأرجح من أفيال أفريقية تعيش على بعد حوالي 4000 ميل (6400 كيلومتر)، وفقًا لدراسة جديدة.
جانب من الاكتشاف
تشير نتائج الدراسة إلى أن شبكة تجارية جلبت هذه الحلقات من شرق إفريقيا وعبر أوروبا ما بعد الرومانية إلى إنجلترا فى مسافة ربما تكون واحدة من أطول مسافات الطرق التجارية المعروفة منذ ذلك الوقت.
قال المؤلف المشارك للدراسة هيو ويلموت، عالم الآثار بجامعة شيفيلد في المملكة المتحدة ، لـ Live Science: "إنه حقًا طريق طويل لقد عبرت عالم الأبيض المتوسط، ثم جبال الألب، ومن ثم مرت عبر راينلاند، لذا فهي تعبر ثقافات متعددة."
جانب من الاكتشاف
وقام الباحثون أيضًا بتحليل واحدة من سبع ما يسمى بـ "الحلقات العاجية " التي عثر عليها في قبور في مقبرة أنجلو سكسونية مبكرة، تعود إلى أواخر القرن الخامس وأوائل القرن السادس الميلادي، بالقرب من قرية سكرمبي، على بعد حوالي 65 ميلاً (110 كم) فى شيفيلد.
بعد تحليل بروتين الكولاجين في العاج، وجد الفريق أن الحلقة مصنوعة من ناب فيل أفريقي "جنس لوكسودونتا" وكشف تحليل الكربون المشع أن الفيل الأفريقى عاش في القرن الخامس الميلادي تقريبًا، ونشر الباحثون النتائج التي توصلوا إليها في أخر أعداد مجلة علم الآثار.
يبلغ حجم الحلقات ما بين 4 و 6 بوصات "10 و 15 سم" عبرها ولم يتم العثور عليها إلا في قبور النساء الأنجلو ساكسونيات الثريات وكانت كبيرة جدًا بحيث لا تتناسب مع الإصبع، وكان يُعتقد في السابق أنها زينة للجزء العلوي من الذراع، لكن علماء الآثار يعتقدون الآن أن الحلقات كانت مربوطة حول الخصر وتمسك بأكياس تعمل كجيوب، وتحمل كل الأشياء الصغيرة التي كان على النساء حملها.