تحدٍ جديد تسعى وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة ممثلة فى هيئة المحطات النووية لتحقيقه دون التوقف ولو لحظة واحدة لتشغيل أول محطة نووية لتوليد الكهرباء بالضبعة بقدرة 4800 ميجاوات والتى تنفذها شركة روساتوم الروسية دون التوقف ولو يوم واحد رغم العديد من الازمات بداية من كورونا وحتى الأزمة الروسية الأوكرانية.
وكشف الدكتور محمد شاكر وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، أن الإجراءات الخاصة بإنشاء المحطة النووية الأولى بالضبعة بقدرة 4800 ميجا وات تسير بانتظام ودون توقف ولو لثانية واحدة رغم الأزمات سواء الداخلية أو الخارجية، كاشفا أن الأزمة الروسية الأوكرانية لم توثر على سير المشروع.
وأضاف شاكر فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أن الوزارة ممثلة فى هيئة المحطات النووية ملتزمة بتشغيل المحطة النووية بالضبعة وفقا للجدول الزمنى المتفق عليه مع الجانب الروسى، لافتا إلى أن هذا المشروع سيحقق مكاسب اقتصادية وسياسية واجتماعية للمجتمع المصرى متعددة.
وأشار وزير الكهرباء، إلى أن الطاقة النووية سيتم إدراجها ضمن الطاقة الخضراء، نظرا لانها تحافظ على البيئة وتحقق صفر انبعاثات ثانى أكسيد الكربون، مشيرا إلى أن محطة الضبعة النووية يتم إنشاؤها وفقا لأعلى معايير السلامة والامان النووى العالمية.
ومن جانبه أكد الدكتور أمجد الوكيل رئيس هيئة المحطات النووية، أنه من المتوقع أن يتم صب الخرسانة الخاصة بالمفاعل الرابع والاخير بالمحطة النووية بالضبعة خلال شهر نوفمبر المقبل بالتزامن مع الاحتفال بالعيد الوطنى للطاقة النووية، موكدا أن الهيئة بالتعاون مع الجانب الروسى تعمل على قدما وساق للانتهاء من المشروع فى موعده المحدد.
وأضاف الوكيل فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع" أن الانتهاء من صب الخرسانات الخاصة بالمفاعلات الأربعة خلال عام من صدور إذن البدء فى الانشاء من جانب هيئة الرقابة النووية والإشعاعية يعتبر دليل على الثقة العالمية فى الاقتصاد المصرى وقوة الإرادة السياسية، لافتا إلى أن الضبعة تعتبر قلب استراتيجية التنمية المستدامة فى مصر لما ستحققه من تمكين الشباب والمرأة وتحقيق أمن الطاقة والاستقرار الاقتصادى والسياسى.
وأشار الوكيل إلى أن كل وحدة من وحدات الضبعة النووية الأربعة، تحتوى على مصيدة قلب المفاعل، وتقوم بدور هام فى حالات الحوادث الشديدة أى "انصهار قلب المفاعل"، حيث تقوم بالتقاط المواد المنصهرة وتحتفظ بها، وتعمل على تبريدها، وتمنع وصولها إلى جوف الأرض أى الوصول للبيئة المحيطة بالمحطة النووية، وتعمل على تقليل نسب تولد غاز الهيدروجين والذى ينفجر عند اشتعاله عندما يتلامس مع أكسجين الجو، وكذلك تقلل من الضغط العالى الناتج من تسرب ضغط الدائرة الابتدائية "حوالى 150 بار" والناتج من انصهار مواد قلب المفاعل نتيجة فقد مياه تبريد الدائرة الابتدائية.
وكشف الوكيل، أن مصيدة قلب المفاعل تعتبر معدة مميزة لمفاعلات الجيل الثالث المتطور، والتى تنتمى إليه مفاعلات محطة الضبعة النووية وهى عبارة عن نظام حماية فريد وأول جهاز كبير الحجم يتم تركيبه فى مبنى المفاعل أسفل قاع وعاء المفاعل بهدف رفع درجة أمان وسلامة الوحدة حال حدوث أى أمر خارج إطار التصميم لالتقاط المواد الأساسية المنصهرة فى حالة الانصهار غير المحتمل، مما يمنعها من الهروب والتسرب من مبنى الاحتواء، ومن ثم تمنع أى ضرر محتمل، قد يلحق بوعاء الاحتواء، وكذلك تمنع انتشار المواد المشعة فى البيئة.
وأكد الوكيل أن المشروع النووى المصرى يسير حسب الجدول الزمنى المخطط له، ومن المنتظر أن تشهد الفترة المقبلة الصبة الخرسانية الأولى للمفاعل الثالث وذلك بعد الانتهاء العام الماضى من وضع الصبة الخرسانية الأولى للمفاعل الأول والثانى.
وتابع الوكيل، أن الطاقة النووية تعد من أكثر المجالات التى تحافظ على البيئة وتقضى على انبعاثات ثانى أكسيد الكربون، لافتا إلى أن مصر ملتزمة بتعليمات الوكالة الدولية للطاقة الذرية وتشيد محطتها النووية الاولى بأعلى معايير السلامة والامان التى وصل إليها العلم فى هذا المجال، لافتا إلى أن مفاعلات الضبعة من طراز الجيل الثالث vver-1200 الاحدث بالعالم ويتحمل اصطدام طائرة تجارية ثقيلة.
وتتكون محطة الضبعة النووية فى محافظة مطروح من 4 مفاعلات نووية، بقدرة إجمالية 4800 ميجاوات، بواقع 1200 ميجاوات لكل مفاعل، ومن المقرر أن يبدأ تشغيل المفاعل النووى الأول منها عام 2028 ثم يتم تشغيل المفاعلات الأخرى تباعا ضمن مزيج الطاقة الكهربائية.
وأوضح الوكيل أن الهيئة ملتزمة بتشغيل المفاعل الأول د فى 2028 بقدرة 1200 ميجا وات، والمفاعل الثانى فى 2029 والثالث فى 2030 والمفاعل الرابع فى 2031.