التغيرات المناخية تطل بوجهها القبيح على إسبانيا.. والجفاف أبرز التداعيات.. وغضب شعبى بعد إغلاق نصف مليون حمام سباحة وحظر الاستحمام على الشواطئ.. والمحاصيل فى خطر مع انخفاض إنتاج الثوم ومخاوف من اختفاء البرتقال

الأربعاء، 05 يوليو 2023 06:00 ص
التغيرات المناخية تطل بوجهها القبيح على إسبانيا.. والجفاف أبرز التداعيات.. وغضب شعبى بعد إغلاق نصف مليون حمام سباحة وحظر الاستحمام على الشواطئ.. والمحاصيل فى خطر مع انخفاض إنتاج الثوم ومخاوف من اختفاء البرتقال التغيرات المناخية تطل بوجهها القبيح على إسبانيا
فاطمة شوقى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

يبدو أن التغيرات المناخية باتت تطل بوجهها القبيح على العديد من دول العالم، في ظل تفاقم العديد من الظواهر، كحريق الغابات والفيضانات والجفاف، حيث يمثل الاخير أحدث حلقات المعاناة جراء الظاهرة، في إسبانيا، مما دفع الحكومة لاتخاذ حزمة من الاجراءات التي أثارت قدرا كبيرا من الجدل.

وتعانى إسبانيا من موجة جفاف شديدة والتى تهدد اقتصادها فى الآونة الأخيرة بسبب الخسائر الفادحة للمحاصيل الزراعية، كما أثارت الاجراءات التى اتخذتها الحكومة لتوفير المياه جدلا واسعا.

وأكد رئيس قطاع بوزارة الزراعة الإسبانية، ميجيل ديل بينو، أن إنتاج الثوم فى البلاد هذا العام انخفض بنسبة تصل إلى 20% بسبب الجفاف، مشيرا إلى أن هناك انخفاض 40% فى المناطق المزروعة بسبب نقص المياه.

وأضاف أنه لم يتم جمع ما يقرب من 10% نتيجة هطول الأمطار في يونيو، وتختلف نسبة الضرر من منطقة إلى أخرى، فقرطبة تعتبر أكثر المناطق المتضررة من انخفاض نسبة إنتاج الثوم هذا العام تليها مقاطعة كاستيلا دى لا مانتشا.

ووفقا لجيل بينو فأن حصاد الثوم فى قرطبة هو الذى يتم حصاده فى المقام الأول وطرحه فى السوق فى إسبانيا، حيث تعتبر قرطبة أكثر الأماكن التى يتم فيها زراعة الثوم فى البلاد، ومع ذلك فأن 30% من المساحة المزروعة بالثوم في إسبانيا لن يتم حصادها في هذه الفترة نتيجة استمرار هطول الأمطار منذ نهاية مايو وبداية يونيو.

وقدم ديل بينو توقعات هذا الأسبوع تفيد أن البلدان المنتجة الثلاثة الأخرى في أوروبا وفرنسا وإيطاليا والبرتغال ، في الاجتماع العام الذي عقدته اللجنة المشتركة للفواكه والخضروات لهذه الدول الثلاث وإسبانيا في روما لمناقشة استنتاجات مجموعات الاتصال التي يشكل المهنيين من الدول المعنية جزءًا منها.

كما يتعرض محصول البرتقال واليوسفى للخطر بسبب الحر والجفاف، خاصة منذ مارس الماضى، وأشار الكيان الزراعي إلى أن المناخ الرطب والبارد في بداية الربيع هو أفض توقيت لأشجار الحمضيات، لكن "الحرارة الشديدة" لشهر مارس تسببت في ضعف شدسد بازدهار أشجار البرتقال.

وأعربت المنظمة الزراعية عن أسفها لأن الأمطار الغزيرة وموجات الحرارة والأوبئة الناجمة عن الظروف المناخية الجديدة والصقيع الربيعي والجفاف لفترات طويلة لها تأثير "خطير" على المزارع.

ومن ناحية أخرى، أغلقت إسبانيا أكثر من نصف مليون حمام سباحة فى البلاد بسبب إجراءات الطوارئ التى تم اتخاذها لمكافحة الجفاف ومنع إهدار المياه، وهو ما أدى إلى إثارة الجدل لدى السكان الراغبين فى النزول فى حمامات السباحة التى كانت قريبة من منازلهم ، خاصة مع دخول فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة.

ويوجد فى إسبانيا 1.3 مليون حمام سباحة، وهو ما يعادل منطقة استحمام اصطناعية واحدة لكل 36 ساكنًا ، وفقًا لأحدث البيانات من السجل العقاري الإسبانى، ويتركزون بشكل خاص في النصف الجنوبي من شبه الجزيرة والساحل وجزر البليار وحول المدن الكبرى.

وأشارت صحيفة لابانجورديا الإسبانية إلى أنه على بعد ما يزيد قليلاً عن ساعة من مدريد ، تعد السيزار دى اسكالونيا  El Casar de Escalona ، في توليدو، واحدة من البلديات في إسبانيا التي تضم أكثر حمامات السباحة، حيث يوجد 74 لكل 100 نسمة، ويبلغ عدد سكانها أقل من 2000 شخص، أكثر البلديات التى تأثرت باغلاق حمامات السباحة .

مدن إسبانية

وأدت موجة الجفاف فى إسبانيا إلى اتخاذ بعض المدن على رأسها برشلونة قرار يحذر استخدام الماء على الشواطئ، وذلك فى خطة للحفاظ على المياه، حسبما قالت صحيفة "الموندو" الإسبانية.

 ورغم هطول الأمطار في العديد من مناطق البلاد، إلا أن حالة الجفاف لا تزال مقلقة، ولهذا السبب اتخذت بعض البلديات تدابير لمنع إهدار المياه غير المنضبط، واتخذت برشلونة زمام المبادرة من خلال حظر الاستحمام وأحواض القدم على جميع شواطئها.

كما أعلن مجلس مدينة برشلونة، أن شواطئ المدينة هذا الصيف لن تحتوي على دش أو حمامات للأقدام، وهو إجراء جذري يسعى إلى توفير حوالي 20 ألف متر مكعب شهريًا، أو ما يعادله، وهو توفير يصل إلى 80 ألف متر مكعب من المياه من يونيو إلى سبتمبر.

وليس هذا هو الإجراء الوحيد الذي اتخذه مجلس مدينة برشلونة، حيث قام أيضًا بتعديل استخدام المياه ، منها تجنب استخدام خراطيم الضغط وبالتالي تحقيق توفير في المياه بنسبة 80%، ومن ناحية أخرى ، تم تجديد الصمامات الداخلية للاستحمام لتجنب فقدان المياه ، وكذلك للتحكم الشامل في العدادات وتسربات المياه.

كما اقترح رئيس البلدية فرانسيسكو دي لا توري ، تركيب حمامات ذكية بهدف توفير 82 مليون لتر من المياه سنويًا.

 

 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة