تبدو حملة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب للفوز بترشيح الحزب الجمهوري للرئاسة في عام 2024 مشابهة إلى حد كبير لحملته الفائزة في عام 2016، وفي الوقت نفسه غير مسبوقة تمامًا في تاريخ السياسة الأمريكية.
وقالت صحيفة "يو اس ايه توداي" الأمريكية إن ترامب يواجه عدد من المنافسين الأساسيين الذين يمكنهم تقسيم أصوات المعارضة وتمكين رجل الاعمال السابق من الفوز في الانتخابات التمهيدية باقل من 30% مثلما حدث في عام 2016.
وفي الوقت نفسه ، فإن ترامب 2024 ليس ترامب عام 2016 فهو الان رئيس سابق يسيطر فعليًا على الحزب الجمهوري ، كما يواجه محاكمتين جنائيتين يمكن أن تولد تفاصيل محرجة عن سلوكه ، ولا يزال تحقيقان آخران قيد النظر.
وقال خبير استطلاعات الرأي الجمهوري وايت أيريس: "إنه المرشح الأوفر حظا لكن هناك الكثير من الأحداث التي ستحدث من الآن وحتى الترشيح."، وأضاف أن العديد من هذه الأحداث "غير مسبوقة ، مما يعني استحالة التنبؤ بها".
وكما هو الحال في عام 2016 ، فإن ترامب هو المرشح الجمهوري الأوفر حظًا الذي تطارده قائمة طويلة من المنافسين.
هذه المرة، من بين خصوم ترامب رون ديسانتيس ، ونيكي هالي ، ومايك بنس ، وتيم سكوت ، وكريس كريستي ، ودوج بورجوم ، وفيفيك راماسوامي ، وآسا هاتشينسون ، ولاري إلدر ، وويل هيرد.
متوسط استطلاعات الرأي التي أجراها موقع RealClearPolitics مؤخرًا يضع ترامب الخيار الاول عند 53% بين الناخبين الجمهوريين ، متقدمًا على ديسانتيس بأقل من 21% وبنس بأكثر من 6%.
وقال كريس جاكسون ، خبير استطلاعات الرأي ونائب رئيس شركة إبسوس: "أعتقد أن ترامب أقوى هذا العام مما كان عليه في عام 2016". وأشار إلى أن رون ديسانتيس حاكم فلوريدا ، يعمل وفقًا لسياسات مشابهة جدًا لترامب ، مما يعكس حقيقة أن التصويت ضد ترامب بين الجمهوريين أقل الآن مما كان عليه في ذلك الوقت.
ومثل عام 2016، لا يزال ترامب يعمل كطرف خارجي يحارب "المؤسسة" المتمثلة في الديمقراطيين ، بغض النظر عن كونه رئيس سابق يدير جزء كبير من الحزب الجمهوري ولديه مساعدين في مناصب رئيسية في منظمات الحزب الجمهوري في جميع أنحاء البلاد.
في هذه الانتخابات، يتنافس ترامب ضد "الدولة العميقة" التي يدعي أنها تحاول عرقلة حملته "باستخدام تطبيق القانون" ولوائح الاتهام، وقال ترامب لمؤيديه يوم الجمعة في ولاية أيوا: "إنهم يريدون سلب حريتي لأنني لن أتركهم يسلبون حريتكم أبدًا".
بنس والقيادة الجديدة
يرى بعض خصوم ترامب اختلافا رئيسيا عن عام 2016 وهو ان الرئيس السابق أصبح مؤسسه خاصة ، مع سجل سيحاول المنافسون استغلاله لقلب السيناريو من تلك الانتخابات السابقة.
وقال مايك بنس، الذي شغل منصب نائب رئيس ترامب لكنه الآن يخوض منافسة ضده ، خلال توقف في ولاية أيوا الأسبوع الماضي إن تغيير الأمور يتطلب "قيادة جديدة في الحزب الجمهوري" ، وكذلك الأمة ككل، ويتطلع إلى الفوز في ولاية أيوا ، التي تفتح عملية الترشيح العام المقبل بمؤتمرات حزبية ، جزئيًا باستخدام سجله في السياسة الخارجية.
في الوقت نفسه يخطط رون ديسانتيس وهو أكبر منافس لترامب، لسلسلة من خطابات السياسة المصممة لتسليط الضوء على الاختلافات مع ترامب في قضايا مثل إنفاذ القانون والاقتصاد، وفي الأسبوع الماضي ، تحدى سجل ترامب في أمن الحدود
ويركز كريستي ، الحاكم السابق لنيوجيرسي ، حملته على نيو هامبشاير ، موقع أول انتخابات أولية للحزب الجمهوري وهو أيضًا أكبر منتقدي الحزب الجمهوري لمشاكل ترامب القانونية ، خاصة لائحة اتهامه بشأن تعامله مع معلومات سرية.
من قاعات المحاكم إلى التجمعات الانتخابية
فارق واحد بين عامي 2024 و 2016 ، أو أي سباق تمهيدي رئاسي آخر انه قد يتعين على المرشح الأوفر حظًا أن يخوض حملة من قاعات المحاكم.
قالت الصحيفة الامريكية ان الرئيس السابق ملزم بالفعل بالمحاكمة في قضية ستورمي دانيالز ممثلة الأفلام الإباحية المعروفة بـ"أموال الصمت" في نيويورك وكذلك قضية الوثائق السرية في فلوريدا.
كما حذر ترامب أنصاره من إمكانية إصدار المزيد من لوائح الاتهام، وهناك تحقيقان معلقان يتعاملان مع الجهود لإلغاء انتخابه لعام 2020 للرئيس جو بايدن، أحدهما تحقيق حكومي مقره في أتلانتا ، بجورجيا ، والآخر مراجعة فيدرالية مقرها في واشنطن العاصمة.
هناك العديد من التوقعات ، لكن لا أحد يعرف كيف ستؤثر المحاكمات على انتخابات 2024 ، بغض النظر عما إذا كان ترامب قد تمت إدانته أو تبرئته من قبل هيئات المحلفين المعلقة.
قال أيريس: "إنه أمر لم يسبق له مثيل على الإطلاق لا توجد طريقة لتقييم التأثير."
وحتى الآن ، يبدو أن لوائح الاتهام أضرت بترامب بالناخبين المستقلين ، لكنها زادت من قوته بين الناخبين الجمهوريين الذين يقررون الانتخابات التمهيدية، حيث يريد معظم الناخبين من جميع الأطياف إجراء المحاكمات قبل تصويت الناس ، لكن هذا يبدو غير مرجح.
نقطة أخرى انه إذا أدين ترامب ، فمن المرجح أن يستأنف الأمر وقد تستغرق هذه العملية سنواتن وطوال الوقت ، من المحتمل أن يقوم ترامب بحملة ضد لوائح الاتهام.
وقال جاكسون إن ترامب حقق نجاحًا كمرشح خارجي لأنه يعكس الكثير من "الغضب الجمهوري من المؤسسة. لقد فعل ترامب ذلك بشكل فعال للغاية".
وكما في عام 2016 ، يتطلع الجمهوريون إلى المناظرات لتغيير احداث السباق، استخدم ترامب المناظرات المبكرة في عام 2015 لترسيخ مكانته باعتباره المرشح الأوفر حظًا ، لكنه قد لا يضطر لفعل ذلك هذه المرة حيث اقترح الرئيس السابق مرارًا وتكرارًا أنه قد يفوت المناظرة الأولى ، 23 أغسطس في ميلووكي ، لأنه متقدم بفارق كبير في استطلاعات الرأي
يرى المرشحون الآخرون المناظرات على أنها أفضل فرصة لهم للتغلب على ترامب إذا كان بإمكانهم التأهل.
يجب أن يثبت المرشحون أن لديهم ما لا يقل عن 40000 متبرع، وهو مستوى مرتفع إلى حد ما بالنسبة لبعض المرشحين الأقل شهرة، كما يجب أن يتعهد المتحدثون الجمهوريون أيضًا بدعم المرشح النهائي بـ "تعهد الولاء" الذي رفضه الكثير وهو طلب صعب للمرشحين الذين يخشون إعادة ترشيح ترامب ورفض ترامب أيضًا هذه الفكرة ، تمامًا كما فعل في عام 2016.
ذكريات الماضي
وتخطى ترامب مناظرة عام 2016 التي عقدت مباشرة قبل المؤتمرات الحزبية في ولاية أيوا ، وغاب المعارضون، كما خسر ترامب ولاية أيوا أمام سناتور تكساس تيد كروز واحتج على النتيجة
تجنب معظم المعارضين مهاجمة ترامب بسبب لوائح الاتهام ، ما أعاد للاذهان جانبًا آخر من عام 2016 حيث كان المتحدون يميلون إلى مهاجمة بعضهم البعض بدلاً من ترامب ، سعيًا لأن يصبح البديل لدونالد اذا فشل.