حرارة عالية وتساقط ثلوج.. تغير المناخ يثير الفوضى والقلق فى أوروبا.. إصابة 110 أشخاص فى إيطاليا بعد سقوط كرات ثلجية مع حرارة تتجاوز الـ42.. وبحر شديد السخونة بإسبانيا.. والرياح تعوق السيطرة على حرائق اليونان

السبت، 22 يوليو 2023 02:00 ص
حرارة عالية وتساقط ثلوج.. تغير المناخ يثير الفوضى والقلق فى أوروبا.. إصابة 110 أشخاص فى إيطاليا بعد سقوط كرات ثلجية مع حرارة تتجاوز الـ42.. وبحر شديد السخونة بإسبانيا.. والرياح تعوق السيطرة على حرائق اليونان تغير المناخ يثير القلق فى أوروبا
فاطمة شوقى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

تعانى أوروبا من حالة من عدم الاستقرار فى الطقس من ارتفاع شديد فى درجات الحرارة فى بعض الدول الى سقوط كرات ثلجية فى دول آخرى ، واندلاع عدد كبير من الحرائق ، مما اثارت حالة من الفوضى والجدل فى القارة العجوز حول تأثير تغير المناخ، وواجهت إيطاليا وإسبانيا واليونان حرارة شديدة لعدة أيام.

ففى إيطاليا ، بعد أن كانت تعانى بحالة من ارتفاع غير طبيعى فى درجات الحرارة وصل الى 45 درجة مئوية ، أصيب ما لا يقل عن 110 أشخاص بعد سقوط بَرَد، كرات ثلج ، بحجم كرة التنس في منطقة بشمال إيطاليا، حيث وفقا لصحيفة الجورنال الإيطالية إلى أنه فى عاصفة مفاجئة، سقط برد مع كرات يصل قطرها إلى 10 سم في شوارع فينيتو ، وفقًا لما ذكره الرئيس الإقليمي لوكا زايا.

وقالت الحماية المدنية الإقليمية في فينيتو إن خدمات الطوارئ استجابت لأكثر من 500 مكالمة للمساعدة في أضرار الممتلكات والإصابات الشخصية ، وقام العمال بإزالة الزجاج من النوافذ المكسورة وقطع الأشجار والنباتات الأخرى التي تضررت بشدة من جراء العاصفة.

وقال زيا "موجة الطقس السيئ التي ضربت مناطقنا الجبلية ، ضربت السهول الآن أيضا ، مما أسفر عن إصابة بعض الأشخاص" ، مضيفا أن معظم الإصابات نجمت عن كسر الزجاج وانزلاق الناس فى كرات الثلج.

وأطلقت جمعية الأرصاد الجوية الإيطالية على أحدث موجة حرارة اسم "سيربيروس" ، على اسم الوحش ذي الرؤوس الثلاثة الذي ظهر في جحيم دانتي وهو يحرس أبواب الجحيم. وقال لوكا ميركالي ، مدير جمعية الأرصاد الجوية الإيطالية ، لشبكة سي إن إن إن "الأرض تعاني من حمى شديدة وإيطاليا تشعر بها بشكل مباشر".

مع تسارع أزمة المناخ التي من صنع الإنسان، من الواضح للعلماء أن الظواهر الجوية المتطرفة ستصبح أكثر تواترًا وشدة.

اما فى اسبانيا ، وصلت درجة حرارة المياه على السواحل الإسبانية إلى مستوى قياسي في هذا الوقت ، حسبما أفادت وكالة الأرصاد الجوية الحكومية (Aemet) ، التي أبقت جزءًا كبيرًا من البلاد هذا الأسبوع في حالة طوارئ بسبب موجة الحر الشديدة.

وفقًا لقراءات وكالة الأرصاد الجوية الإسبانية (Aemet) في المناطق الساحلية من البلاد ، وصلت درجة حرارة البحر في المتوسط ​​24.6 درجة مئوية ، في منتصف يوليو ، بزيادة 2.2 درجة عن المعدل الطبيعي لهذا الموسم، وفقا لصحيفة "لابانجورديا" الإسبانية.

وأشارت وكالة الارصاد الجوية الإسبانية إلى أن الرقم "يتجاوز بكثير سجلات العامين المسجلين سابقًا على أنهما الأكثر دفئًا"، وهما عام  2015 ، مع 24 درجة مئوية لدرجات الحرارة في الماء و 2022 ، مع 23.7 درجة مئوية، ولكن على الرغم من ذلك فلم يسبق لشهر يوليو يسجل مثل هذه درجات الحرارة ، التى بدأت فى عام 1940.

وأكد روبين ديل كامبو ، المتحدث باسم الوكالة ، أن هذا الوضع ، في سياق الاحترار العالمي للمحيطات ، هو أكثر إثارة للقلق ، لأن الصيف لم ينته بعد.

وأكد كامبو ، "لا يزال هناك طريق نقطعه لكي يستمر البحر في الاحماء أكثر" ، سواء في البحر الأبيض المتوسط ​​أو في المحيط الأطلسي ، الذي حدد أن درجات الحرارة فوق 28 درجة مئوية قد تم تسجيلها في الطرف الجنوبي الشرقي لشبه الجزيرة في البحر الأبيض المتوسط.

وحذرت الوكالة في كل إسبانيا تقريبا ، باستثناء المناطق الشمالية ، من وجود مخاطر "عالية جدا" أو "شديدة" من حرائق الغابات، حيث بالإضافة إلى ذلك ، في جزيرة لا بالما ، في أرخبيل جزر الكناري الأطلسى ، تسبب حريق غابات في حرق ما يقرب من 2900 هكتار من الغابات ، وفقًا لآخر التقديرات.

وقال خبراء إن ألسنة اللهب ، التي أجبرت على الإخلاء المؤقت لأربعة آلاف شخص ، استمرت في الاشتعال على الرغم من أن النيران "استقرت"، وبسبب "تدهور نوعية الهواء" بسبب الدخان الناتج عن الحريق ، طلبت السلطات من سكان البلدات المجاورة "الحد من أنشطتهم الخارجية" وارتداء كمامة.

وفى اليونان ، اشتدت معركة إخماد حرائق الغابات التي اندلعت لليوم الرابع حول أثينا، حيث انطلقت قاذفات المياه من إيطاليا وفرنسا للانضمام إلى العملية لإطفاء النيران التي غالبًا ما تؤججها الرياح القوية.

واستأنف رجال الإطفاء، المدعومون بالجنود وقوات الشرطة الخاصة والمتطوعون وطائرات رش المياه، جهودهم لاحتواء الحرائق التي كانت قد انتشرت على بلدة ميجارا، وكان الحريق، الذي اندلع في البداية في ديرفينوشوريا، على بعد حوالي 18 ميلًا (30 كيلومترًا) شمال العاصمة اليونانية، قد اقتلع الأرض وتحولت إلى جافة شديدة بسبب درجات حرارة تجاوزت 40 درجة مئوية الأسبوع الماضي

وأضافت  أنه أدى ذلك الى عمليات إجلاء جماعية ودمرت المنازل والسيارات وبساتين الزيتون وغابات الصنوبر في منطقة ماندرا، حيث شوهدت الشرطة تساعد السكان المصابين بالذعر على ركوب المركبات مع اقتراب ألسنة النيران، وقال رئيس بلدية ماندرا، كريستوس ستاثيس: "إننا نعيش كابوسًا، المنازل والممتلكات تحترق".

وأعلنت اليونان ، أمس الخميس أن المواقع الأثرية ، بما في ذلك الأكروبوليس ، ستظل مغلقة خلال ساعات اليوم الأكثر حرارة بسبب موجة الحر الجديدة.

أيضًا ، بسبب توقف العمل المعلن مسبقًا من قبل حراس أمن أكروبوليس ، سيظل الموقع مغلقًا إلى الأحد، حيث أفاد نقابة الحراس أن 20 زائرًا على الأقل أغمي عليهم في المجمع بسبب درجات الحرارة التي يمكن أن تصل إلى 45 درجة.

وفى السياق نفسه ، حذرت منظمة الصحة العالمية من موجة حر فى أوروبا ستكون مميتة بدون استعدادات، حيث أن زيادة عدد الوفيات بسبب ارتفاع درجات الحرارة يقلق منظمة الصحة العالمية التي تحذر من "تهديد وجودي للجنس البشري".

وحذر المدير الإقليمي لأوروبا لمنظمة الصحة العالمية (WHO) ، هانز هنري ب. كلوج ، من أنه بدون تحضير ، يمكن أن تكون الحرارة "مميتة" ، في سياق موجة الحر الشديدة التي تشهدها "القارة العجوز".

وقال كلوج في بيان يوم الأربعاء "بينما تعاني معظم أوروبا من حرارة شديدة ، يجب أن نتذكر أنه بدون الاستعداد للحرارة يمكن أن تكون مميتة. يمكننا اتخاذ إجراءات فورية لحماية أنفسنا وأحبائنا ، على الرغم من أن هناك حاجة ماسة لاتخاذ إجراءات طويلة الأجل لأوروبا والعالم."

إلى جانب التكيف مع الواقع الجديد هذا الصيف ، دعا كلوج إلى "النظر إلى السنوات والعقود القادمة". وقال "هناك حاجة ماسة وملحة لتحرك إقليمي وعالمي للتصدي الفعال لأزمة المناخ التي تشكل تهديدا وجوديا للجنس البشري".

 







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة