اكتسب الليثيوم ، المعروف باسم الذهب الأبيض، اهتماما غير عادى فى العديد من البلدان حول العالم فى السنوات الأخيرة، وخاصة فى أمريكا اللاتينية، حيث يمثل مستقبل القارة، فيوجد أكثر من نصف المخزون العالمي من الليثيوم في كل من الأرجنتين وبوليفيا وتشيلي، وهو ما أدى إلى جذب اهتمام المستثمرين والحكومات بتلك الدول.
وقالت صحيفة "الاكونوميستا" الإسبانية فى تقرير لها ، إن الليثيوم عاد فى مجددا لجذب الاهتمام فى امريكا اللاتينية حيث تتسابق الدول عليه ، وأعلنت دول مثل بوليفيا والمكسيك عن تأميم الليثيوم بينما تريد تشيلي أن تسيطر الدولة على 51٪ من المشاريع المستقبلية.
وعقدت دول امريكا اللاتينية ودول الاتحاد الأوروبى ، اجتماعا الاسبوع الماضى، حيث طالب الجانب الاوروبى باحتياجاتها من الليثيوم ، حيث تجمع الأرجنتين وبوليفيا وشيلى 60٪ من إنتاج الليثيوم فى المنطقة، وهى مادة أساسية يتعين على أوروبا استخدامها لفصل نفسها عن الاعتماد على الطاقة الروسية، كما هو الحال مع الهيدروجين.
وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين مخاطبة الرئيس البرازيلى لويس إينياسيو لولا دا سيلفا، أن "علينا إتمام اتفاقية ميركوسور"، للتبادل التجارى الحر بين الاتحاد الأوروبى والبرازيل، واستقبلت فون دير لاين، لولا فى بروكسل، قبيل بدء قمة الاتحاد الأوروبى ومجموعة دول أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي.
ويعتبر الليثيوم من المواد شديدة الأهمية لتصنيع البطاريات التى يعتمد عليها السيارات الكهربائية والهواتف وأجهزة الكمبيوتر وغيرها من الأجهزة ، ولذلك فإنه يتم استخراج ملايين الاطنان من الليثيوم كل عام وتعتبر تشيلى والارجنتين وبوليفيا اكثر الدول التى تحتوى على مادة الليثيوم ، ويُطلق عليهم "مثلث الليثيوم".
وأشارت الصحيفة إلى أن تشيلى والأرجنتين وبوليفيا يمثلون 61 ٪ من موارد الليثيوم المحددة في العالم ، وهي ضرورية لبطاريات الليثيوم أيون التي ستعمل على تشغيل المركبات الكهربائية وتقتل محركات الاحتراق الداخلي.
وتتصدر بوليفيا القائمة، حيث يبلغ احتياطيها المعروف 21 مليون طن، تليها الأرجنتين (19.3 مليون) وتشيلي (9.6 مليون)، وفقا لأحدث البيانات.
وأضاف التقرير أن لصناعة الليثيوم في أمريكا اللاتينية يجب على الحكومات لعب دورا هاما ، فعلى سبيل المثال بوليفيا تمثل موطنًا لأكبر رواسب الليثيوم في العالم ، وقامت بتأميم إمداداتها في عام 2008 وطالبت لاحقًا بسيطرة الدولة على استخراجها ومعالجتها، كما أممت المكسيك الليثيوم العام الماضي وأعلنت أنه لا يمكن تعدين المعدن إلا من خلال مشاريع مشتركة مع سيطرة أغلبية حكومية.
الإجراء الأكثر صلة حتى الآن هو أن تشيلى ، أكبر منتج لليثيوم فى نصف الكرة الأرضية ، حيث أنتج اثنان من عمال المناجم الخاصين أكثر من 200000 طن من كربونات الليثيوم العام الماضي ، أعلنت في أبريل أنها ستطلب أيضًا من الدولة التحكم في 51٪ من المستقبل.
أما فى أمريكا ، فقد أصبح إنتاج الليثيوم بارقة أمل، لتخفيف الاعتماد على واردات المعدن الحيوي لتحول الطاقة، وسط مساعي خفض الانبعاثات وتحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2050.
وفي هذا الصدد، عثرت شركات التنقيب على رواسب لليثيوم في مدينة ماغنوليا جنوب غربي ولاية أركنساس، وهو ما فتح شهية عدة شركات لبدء مشروعات ضخمة لاستخراج المعدن اللازم لصناعة بطاريات السيارات الكهربائية، وفق تقرير نشرته صحيفة وول ستريت جورنال، واطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
وسجلت واردات الولايات المتحدة، خلال الأشهر الـ3 الأولى من هذا العام 2023، قفزة قياسية بنسبة نمو 66% على أساس سنوي إلى 235 ألفًا و386 طنًا متريًا، وخلال العام الماضي 2022 نموًا بنسبة 99%، وشكلت الصين 87% من الواردات، بحسب منصة "إس آند بي جلوبال".
وفى بريطانيا، يترقب قطاع الليثيوم في بريطانيا طفرة كبيرة في ظل مساعي بعض الشركات المتخصصة إلى استخراج هذا المعدن المهم من أراضي مقاطعة كورنوول الواقعة جنوب غرب إنجلترا، وسط شكوك بأن تحظى هذه المشروعات بدعم من حكومة المحافظين الحالية.
وتسعى مقاطعة كورنوول إلى إحياء قطاع التعدين المتراجع لحماية المملكة المتحدة من الواردات الصينية باستخدام عنصر مهم آخر، هو الليثيوم، حسب تقرير اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
والأرجنتين واحدة من المنتجين العالميين الرئيسيين لهذا الخام وتشكل مع بوليفيا وتشيلى "مثلث الليثيوم" مع ما يقرب من 56% من الاحتياطيات العالمية، كذلك، من المقرر توقيع مذكرة تفاهم الثلاثاء مع تشيلى بحضور الرئيس غابرييل بوريك.
من جهتها أعلنت بوليفيا فى نهاية يونيو أن الصين وروسيا ستستثمران 1.4 مليار دولار لفتح منجمين لليثيوم فى البلاد.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة