مارك أنطونى قائدًا وسياسيًا وقنصلًا رومانيًّا كان من أهم مساعدي يوليوس قيصر كقائد عسكري وإداري، واليوم تمر ذكرى رحيله إذ رحل عن عالمنا فى مثل هذا اليوم 1 أغسطس عام 30 ق.م.
لقد ارتبط أنطونى كثيرًا بالملكة كليوباترا السابعة، فعندما اندلع الصراع الشديد فى روما بين أنصار وأعداء يوليوس قيصر التى انجبت منه كليوباترا باسم "قيصر"، وأسماه المصريون ساخرين "قيصرون"، وتزعم جيش الأنصار مارك أنتوني وأوكتافيوس، وانتهى الصراع بهزيمة أعداء يوليوس قيصر، واقتسام الملكية بين أنصار يوليوس قيصر، وكان نصيب مارك أنتوني الجزء الشرقي من الإمبراطورية.
أرسل ذلك العاشق القديم إلى كليوباترا طالبًا اللقاء، ولم تبذل كليوباترا الكثير من المجهود؛ فمارك أنتوني كان على أتم الاستعداد للوقوع في شباكها، وأنجب منها ثلاثة أبناء، وأعلن زواجه منها مخالفًا بذلك القانون الروماني الذي لم يكن يسمح بالزواج من أجنبيات، وأعلن أن كل الولايات الشرقية ملك كليوباترا، وأن الإسكندرية هي عاصمة الجزء الشرقي من الإمبراطورية الرومانية.
مارك أنطونى
فأعلن أوكتافيوس الحرب على شريك وصديق الأمس الذي أصبح عدو اليوم، وبدأ يشهر به وبكليوباترا التي أطلق عليها وصف "العاهرة"! ونجح في الحصول على موافقة السيناتو في شن حرب للقضاء على كليوباترا وأنتوني، وأقسم أن يحضر كليوباترا مقيدة بالسلاسل إلى روما.
بالفعل التقى الطرفان في موقعة أكتيوم البحرية، وهُزم فيها أنتوني وكليوباترا وهربا إلى مصر، وأشاعت كليوباترا أنها ماتت لتستثير قوة أنتوني، غير أنه مات، ودخل أوكتافيوس من سوريا إلى مصر، واستولى عليها تمامًا، وحاولت معه كليوباترا بكل الوسائل، غير أن هذا الشخص، العصامي الريفي الأصل، رفض كل محاولات كليوباترا التي أخذت حياتها بيديها عن طريق حية الكوبرا، وإن كان المؤرخ بلوتارخ، الذي يحمل كليوباترا المسئولية كاملة، يرى أن أوكتافيوس أرسل إليها من يقتلها.
بدأ يستعد للحرب معلنًا أنه يريد القضاء على المرأة الأجنبية التى تريد السيطرة على روما، ووضعت كليوباترا وأنتونى القوات عند أكتيوم على الشواطئ الغربية لليونان، دخل أوكتافيوس الإسكندرية، وحاولت كليوباترا إثناءه عن عزمه في أن يقيدها بالسلاسل في شوارع روما؛ فعرضت عليه التنازل عن العرش لأبنائها مقابل أن يمنحها الأمان، ولكنه كان مصرًا على رأيه؛ فآثرت كليوباترا الانتحار بحية الكوبرا، وإن كان البعض يذكر أن أوكتافيوس قد تمكن منها وقتلها، بهزيمة وموت كليوباترا السابعة تسقط دولة البطالمة، وتدخل مصر إلى حظيرة الإمبراطورية الرومانية منذ عام 30 قبل الميلاد.