تتجه أنظار العالم فى الـ 24 من أغسطس الجاري إلى جنوب أفريقيا، حيث من المقرر أن تستضيف العاصمة جوهانسبرج قمة "بريكس"، وسط أنباء عن استعداد بلدان المجموعة الاقتصادية الصاعدة لبحث إنشاء عملة مشتركة كأحد الموضوعات الرئيسة التي سيتم طرحها على جدول الأعمال، وكلمة "بريكس" هي اختصار لأربع دول الأعضاء هي (البرازيل وروسيا والهند والصين)BRIC وانضمت جنوب إفريقيا إلى المجموعة لاحقًا فى عام 2010، لتصبح "BRICS".
تعود الدعوة لطرح عملة مشتركة بين أعضاء مجموعة "بريكس" فى أوائل عام 2023، حين طرحت روسيا لأول مرة المبادرة، على لسان وزير الخارجية سيرجي لافروف، تزامنا أيضا مع مرور عام على الحرب الروسية – الأوكرانية والعقوبات الغربية التي طالت موسكو، حيث قال المسئول الروسى" إن بلاده ستتخلص من النظام المالي الغربي، إلا أن ذلك يحتاج إلى وقت".
وقال لافروف، "القمة المقبلة لمجموعة دول بريكس، ستناقش إنشاء عملة موحدة لدول المجموعة.. الاتجاه الذى تسير فيه المبادرات الحاجة إلى التفكير في إنشاء عملات خاصة داخل مجموعة دول بريكس، وداخل مجتمع دول أميركا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي".
وأضاف لافروف:"سيكون هذا بالتأكيد على أجندة قمة بريكس التي ستعقد في جمهورية جنوب إفريقيا في نهاية أغسطس، حيث تمت دعوة مجموعة من الدول الإفريقية، بما في ذلك الرئيس لورنسو رئيس أنجولا"، وفق وكالة تاس.
وفى يونيو الماضى التقى وزراء خارجية دول بريكس في كيب تاون بجنوب أفريقيا تحضيراً لقمة الزعماء المرتقبة، لمناقشة الأدوات التي تمتلكها الكتلة للتخلص من هيمنة النظام الاقتصادي العالمي، تضمنت المحادثات مناقشة الاستخدام المحتمل للعملات البديلة لحماية بنك التنمية الجديد التابع للكتلة من العقوبات، وإزالة الدولرة في التجارة على نطاق أوسع.
وأكد وزراء خارجية بريكس، طموح كتلتهم في التنافس مع القوى الغربية، إذ عبروا في تصريحات خلال الجلسة الافتتاحية قبل محادثاتهم الخاصة، عن تطلع الكتلة لعالم متعدد الأقطاب.ودعا وزراء الخارجية إلى "إعادة توازن" النظام العالمي، إذ قال وزير الخارجية الهندي سوبراهمانيام جايشانكار في مستهل الاجتماع، إن "العالم المتعدد الأقطاب يعيد توازنه والأساليب القديمة لا يمكنها معالجة الأوضاع الجديدة".
وقالت وزيرة خارجية جنوب إفريقيا ناليدي باندور: "رؤيتنا لمجموعة بريكس هي توفير قيادة عالمية وسط عالم تمزقه المنافسة والتوتر الجيوسياسي وعدم المساواة وتدهور الأمن العالمي".
وتشير تقارير إخبارية إلى أن اطلاق عملة جديدة لا يعتبر تهديدا كبيرا للدولار الأمريكي لأن الدول الأعضاء في بريكس ترتبط بالديون الأمريكية البالغة 30 تريليون دولار وهي على شكل سندات حكومية أمريكية وأسهم وحسابات جارية لمعظم الدول الخمس.
وبخلاف بحث العملة، فقد كشف مندوب جنوب إفريقيا لدى المجموعة، أنيل سوكلال، في وقت سابق أن 22 دولة تقدّمت بطلبات رسمية للحصول على العضوية في الكتلة الاقتصادية للمجموعة، مشيرا إلى أن الاهتمام المتزايد بالتكتل يؤكد الثقة بالعمل الذي قامت به "بريكس" طوال 15 عاما من نشأتها.
وكشفت مجموعة "بريكس" العام الماضي عن نيتها توسيع عدد الدول الأعضاء، لجعل المنظمة أكثر شمولًا، لكن مؤخرا أقرت الرئاسة الروسية (الكرملين) بوجود تباينات واختلافات دقيقة بين أعضاء مجموعة "بريكس" بشأن توسيع عضوية المنظمة، مشيرة إلى أن هذه الاختلافات ستبحث خلال القمة المقبلة بجنوب إفريقيا.
وقال المتحدث الصحفي للكرملين ديمتري بيسكوف للصحفيين: "هناك بعض التباينات الدقيقة بين أعضاء مجموعة "بريكس" حول توسيع العضوية وسنناقش جميع هذه الاختلافات خلال القمة المرتقبة في جنوب إفريقيا".
وأضاف متحدث الكرملين: "أن رؤساء الدول الأعضاء بالمجموعة سيعبرون خلال القمة عن مواقفهم من هذا الأمر".