تعتبر مدينة الإسكندرية من المدن ذات التاريخ الكبير لمعظم أحيائها، يُكتب فيها المجلدات التى ترصد أحداثا مهمة فى تاريخ مصر، ومن الاحياء المميزة فى محافظة الإسكندرية منطقة المكس التابع لحى غرب الإسكندرية، وهو مازال يتمتع بالطابع القديم، وبمجرد دخولك منطقة المكس تستنشق رائحة اليود وتشعر كأنك فى جزيرة وسط البحر بعيدة عن الضوضاء والزحام وتشاهد مراكب الصيد والسفن التجارية اقربها من الميناء .
تاريخ حى المكس
هي أحد أحياء غرب إسكندريه وسمى بهذا الاسم اشتقاقا من المكوس أي الجمارك التي كانت تحصل في هذه المنطقة للبضائع الواردة من الغرب، وأطلق عليها مؤخرا فينيسيا الإسكندرية والشرق في عام 2007، وتعد المكس وتاريخها مذكور منذ الحملة الفرنسية على مصر والذي حاول توضيحه الكاتب والمؤرخ أحمد حافظ عوض في كتابه نابليون بونابرت في مصر الذي أظهر أن الفرنسيين في عام 1789 حملتهم ووجهتهم على الإسكندرية في أول يوليو في منطقة المكس، وتوجد الميناء الفرنسية حتى وقتنا هذا ، وبدأ تاريخ المكس بعد استيلاء محمد علي باشا على الاسكندريه في الفترة من 1805.
في عام ١٨٤٥ كانت نقطة تحول كبرى في تاريخها ، حيث تم حفر ترعه المحمودية مكان ترعه الإسكندرية القديمة خليج الإشرافية ، وانتهى العمل بها في ديسمبر 1820 والتي لعبت دورا هاما في الملاحة خلال القرن الماضي.
اللوكاندا الحمراء
هناك عدد من الأماكن الأثرية بمنطقة المكس بالإسكندرية، منها اللوكندا الحمراء، وهو فندق كان مخصصا لكبار الزوار فهى مكونه من دورين في الدور العلوي والسفلي مخصص للوصيفات والسائقين والخدم ، وكانت ملكية اللوكاندا الحمراء والصفاء وفندق ومطعم زفير لصاحبها اليوناني كوستا كومباناس والورثين له اليوناني مخالي واليوناني ديمتري وقام اليوناني ديمتري بتأسيس مطعم زفير عام 1918.
وسميت اللوكاندا الحمراء بهذا الاسم نسبة أنها مميزة باللون الأحمر وممثلة في أربعه ادوار ، وكانت اللوكاندا تستغل لإقامة الحفلات وقت الاحتلال البريطاني في عصر الملك فؤاد والملك فاروق، وكانت اللوكاندا من أهم الأماكن المفضله للجاليات الاجنبية.
معالم المكس
هناك عدد من الاماكن التاريخية والتراثية فى حى المكس بالاسكندرية، ومنها الفنار القديم أو كما يطلق عليه منارة الإسكندرية، وفنار المكس يربط بين الحد الشرقي والغربي، وتم إنشاؤه في عهد أسرة محمد علي باشا في العصر الحديث، لكي يكون بديلا للفنار القديم الغارق وكما يوجد فنارين، فنار المكس الصغير والكبير الذين تم إنشاؤهما في الفترة من 1890_1891 وتم تفعيلهما عام 1894 وكان يمثلان أهمية كبرى للسفن التي تعبر البوغاز.
ويقول إسلام سعيد ، مرشد سياحى إن منطقة المكس من أقدم المناطق بالإسكندرية، وشهدت تطورا كبيرا فى عهد الخديوي إسماعيل، فهو أول مصيف عرفته المدينه عام 1870 لان شاطئها كان ملكا للبلدية والبعض الاخر كان مملوكا للاجانب ، ومن بينها الشاطئ المعروف حمام بالوني بالميناء الشرقي وشاطئ المكس.
وأضاف أن من الاماكن المميزة فى منطقة المكس والتى لازالت موحودة رغم مرور سنوات طويلة على انشائها ومازالت لها طبيعة خاصة ، فنار المكس وطابية المكس والدخيلة وطواحين الهواء الميناء الفرنسية وقصر الخديوي محمد سعيد باشا بمنطقة السلخانة بالمكس.
وأوضح أن منطقة المكس كانت المنطقة المفضلة لدى الشعراء ، وكتب فيها أمير الشعراء أحمد شوقى عدد من الابيات اثناء تواجده بالاندلس عام 1920 ، وكتب فيها " نفسي مرجل، وقلبي شراع بهما في الضلوع سيري وارسي، واجعلي وجهك الفنار ومجراك يد الثغر بين رمل ومكس"، كما عشقها ابراهيم ناجى وكتب فيها عدد من أبيات الشعر.
حي المكس (1)
حي المكس (1)
حي المكس (2)
حي المكس (2)
حي المكس (3)
حي المكس (3)
حي المكس (4)
حي المكس (5)
حي المكس (6)
حي المكس (7)