ما يثار حولها من قرارات حاسمة قد تتخذها قمة "بريكس" التى تستضيفها جنوب أفريقيا، خلال الفترة ما بين 22 وحتى 24 أغسطس، جعلها محط أنظار العالم قبل نحو أسبوعان من اجراءها، وما يضفى عليها أهمية هو توقيت انعقادها، حيث تواجه القارة الأفريقية تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية وما تلاه من تنافس بين الغرب على الكعكة الأفريقية.
وكلمة "بريكس" هي اختصار لأربع دول الأعضاء هى (البرازيل وروسيا والهند والصين) BRIC وانضمت جنوب إفريقيا إلى المجموعة لاحقًا فى عام 2010، لتصبح "BRICS"، ويشارك قادة البلدان الخمسة جميعا في أعمال القمة، بحسب السفير نيدالي باندور وزير خارجية جنوب إفريقيا، وبالنسبة للتمثيل الروسي، كشف أنه سيتم من خلال وزير الخارجية سيرجي لافروف، كما استبعد وزير خارجية جنوب إفريقيا حضور الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون للقمة.
وقبيل القمة قال رئيس جنوب إفريقيا سيريل رامفوزا إن قمة تجمع "البريكس"، تأتي في خضم موقف دولي متوتر، بسبب الحرب الروسية الأوكرانية؛ وهو ما انعكس على بلدان القارة الإفريقية ومصالحها وجعل من إفريقيا، ساحة لحروب دبلوماسية لا تتوقف بين الغرب وروسيا والصين؛ تتعالى فيها سخونة المنافسة على المصالح و تعزيز النفوذ في إفريقيا الغنية بمواردها الطبيعية.
ودعا رئيس جنوب إفريقيا - في مقابلة أجراها مع "القناة الإفريقية المستقلة (إيه.أى.تى)" التي تبث في العاصمة النيجيرية (أبوجا) اليوم - إلى استثمار مناخ التنافس الدولي؛ لتعظيم مكاسب إفريقيا، وذلك من خلال بناء شراكة استثمارية بين دول القارة وتجمع البريكس (التي تضم: البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا).
وقال إن القمة ستركز على دعم اهتمام دول البريكس بإفريقيا وقضاياها التنموية وكذلك تلك المتعلقة بالاستثمارات؛ وهو ما يحتاج إلى مناخ مستقر على المستوى الوطنى فى بلدان القارة.
وتنعقد القمة وسط أنباء عن استعداد بلدان المجموعة الاقتصادية الصاعدة لبحث إنشاء عملة مشتركة كأحد الموضوعات الرئيسة التي سيتم طرحها على جدول الأعمال، وتعود الدعوة لطرح عملة مشتركة بين أعضاء مجموعة "بريكس" فى أوائل عام 2023، حين طرحت روسيا لأول مرة المبادرة، على لسان وزير الخارجية سيرجي لافروف، تزامنا أيضا مع مرور عام على الحرب الروسية – الأوكرانية والعقوبات الغربية التي طالت موسكو، حيث قال المسئول الروسى" إن بلاده ستتخلص من النظام المالي الغربي، إلا أن ذلك يحتاج إلى وقت".
وقال لافروف، "القمة المقبلة لمجموعة دول بريكس، ستناقش إنشاء عملة موحدة لدول المجموعة.. الاتجاه الذى تسير فيه المبادرات الحاجة إلى التفكير في إنشاء عملات خاصة داخل مجموعة دول بريكس، وداخل مجتمع دول أميركا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي".
وأضاف لافروف:"سيكون هذا بالتأكيد على أجندة قمة بريكس التي ستعقد في جمهورية جنوب إفريقيا في نهاية أغسطس، حيث تمت دعوة مجموعة من الدول الإفريقية، بما في ذلك الرئيس لورنسو رئيس أنجولا"، وفق وكالة تاس.
وفى يونيو الماضى التقى وزراء خارجية دول بريكس في كيب تاون بجنوب أفريقيا تحضيراً لقمة الزعماء المرتقبة، لمناقشة الأدوات التي تمتلكها الكتلة للتخلص من هيمنة النظام الاقتصادي العالمي، تضمنت المحادثات مناقشة الاستخدام المحتمل للعملات البديلة لحماية بنك التنمية الجديد التابع للكتلة من العقوبات، وإزالة الدولرة في التجارة على نطاق أوسع.
وأكد وزراء خارجية بريكس، طموح كتلتهم في التنافس مع القوى الغربية، إذ عبروا في تصريحات خلال الجلسة الافتتاحية قبل محادثاتهم الخاصة، عن تطلع الكتلة لعالم متعدد الأقطاب.ودعا وزراء الخارجية إلى "إعادة توازن" النظام العالمي، إذ قال وزير الخارجية الهندي سوبراهمانيام جايشانكار في مستهل الاجتماع، إن "العالم المتعدد الأقطاب يعيد توازنه والأساليب القديمة لا يمكنها معالجة الأوضاع الجديدة".
وقالت وزيرة خارجية جنوب إفريقيا ناليدي باندور: "رؤيتنا لمجموعة بريكس هي توفير قيادة عالمية وسط عالم تمزقه المنافسة والتوتر الجيوسياسي وعدم المساواة وتدهور الأمن العالمي".
وتشير تقارير إخبارية إلى أن اطلاق عملة جديدة لا يعتبر تهديدا كبيرا للدولار الأمريكي لأن الدول الأعضاء في بريكس ترتبط بالديون الأمريكية البالغة 30 تريليون دولار وهي على شكل سندات حكومية أمريكية وأسهم وحسابات جارية لمعظم الدول الخمس.