نواصل سلسلة "تاريخ الإصلاح الدينى" ونتوقف اليوم مع جون ويكلف (1325- 1384) وهو مصلح إنجليزى ظهر فى إنجلترا بعد المواجهات التى حدثت بين الكنيسة والدولة أو البابا والملك، وتعلم فى جامعة أوكسفورد، وكان كاهناً لكنيسة لترورز، واكتسب شعبية واسعة، ومن أهم أفكاره الإصلاحية أنه لا فرق بين الاكليروس بسبب رتبهم الكهنوتية.
وترجم الكتاب المقدس لأول مرة من اللغة اللاتينية إلى الإنجليزية، وبالتالى جعل الكتاب المقدس مفتوحاً أمام الشعب الإنجليزى، كذلك أنشا نظام "الكهنة الفقراء" الذين كان معظمهم من عامة الشعب، حُكم عليه بالهرطقة وبسبب شعبيته لم تقدر الكنيسة أن تعدمه، ومات ويكلف فى بيته غير أنه فى عام 1428 تم إخراج عظامه وتم حرقها وفقاً لقرار بابوي.
وكان "جون ويكلف" أحد خريجى جامعة أكسفورد وعين أستاذًا فيها، واختير لأن يكون مستشارًا دينيًا للملك فى إحدى حفلات خريجى الجامعة اللاهوتية مع البابوية، فكانت هذه بداية عداء الكنيسة له فبدأ يكشف حادة الترف التى كان الإكليروس يحبونها وتورطهم فى المشكلات السياسية التى لا شأن لهم بها، وكانت وسيلته فى نقاشه معهم أفكار القديس اغسطينوس وفلسفته، وتعرض أيضًا للضرائب التى كانت تفرضها الكنيسة على الأمراء وذوى النفوذ بدعوى العشور وكان البلاد والملوك غير راضية عن هذا الأسلوب، وفى سنة 1377 طلبه أسقف لندن ليمثل أمامه ليحاكمه ولكن الأمراء والنبلاء وفروا له الحماية، إلا أن البابا أصدر أمرا بالقبض عليه، إلا أن الملك حماه فى قصره.