يتعرض عشرات التونسيين يوميا لمخاطر الغرق فى مياه البحر المتوسط أثناء رحلات الهجرة غير الشرعية المحفوفة بالمخاطر، فتمثل "الهجرة غير الشرعية" واحدة من أكبر الأزمات التى تواجه السلطات التونسية، وتبذل مساعيها لمكافحتها.
وقد أعلنت سلطات تونس عن عدةحوادث غرق قبالةسواحلها ، كان آخرها مصرع 11 شخصا وفقد 44 آخرين إثر غرق زورق مهاجرين غير شرعيين قبالة سواحل صفاقس.
خلو المنطقة الحدودية
وفى سياق مكافحة هذه الظاهرة، أعلن وزير الداخلية التونسي كمال الفقي التوصل لاتفاق مع نظيره الليبى عماد الطرابلسي بشأن إنهاء أزمة طالبي اللجوء العالقين في المنطقة الحدودية بين البلدين.
وأعلن البلدان أنهما اتفقتا على إيواء المهاجرين من جنسيات دول أفريقيا جنوب الصحراء، والعالقين عند الحدود بين البلدين منذ قرابة شهر.
و أكدت تونس وليبيا خلو المنطقة الحدودية بين البلدين من أي مهاجر غير شرعي، بعد تكفل كل منهما بإيواء مجموعة من المهاجرين العالقين عند الحدود منذ فترة.
وأفادت وزارة الداخلية التونسية، أن تونس تكفلت بإيواء العشرات من المهاجرين غير الشرعيين من بلدان مختلفة كانوا عالقين عند الحدود التونسية الليبية، تبعاً لاتفاق وقع مع الجانب الليبي يقضي بتكفل البلدين بإيواء عدد من المهاجرين العالقين.
وأوضحت هذه المصادر أن المنطقة الحدودية أصبحت شاغرة حالياً، وأن تونس شددت المراقبة على الحدود.
الدعوة لاتفاق جماعى
ومن جانبه، شارك الرئيس التونسى قيس سعيد فى مؤتمر دولى حول الهجرة استضافته روما الشهر الماضى حول نفس الأزمة، و دعا قيس سعيد إلى اتفاق جماعى بشأن الهجرة غير الإنسانية وعمليات التهجير (القسري) التى تقوم بها شبكات إجرامية، وقال سعيد "لقد أعطى التونسيون هؤلاء المهاجرين كل ما يمكن تقديمه بكرم غير محدود.
الهجرة إلى أوروبا
وبالمثل تواجه تونس الأزمة نفسها مع أوربا، وفى هذا الإطار قامت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين برفقة رئيسى الوزراء الهولندى مارك روته والإيطالية جورجيا ميلونى، بعدة زيارات إلى تونس، لمناقشة ملف الهجرة وإيجاد سبل للحد من الإعداد المتزايدة للمهاجرين من تونس، خاصة أن تونس تُعد نقطة انطلاق رئيسية للمهاجرين غير الشرعيين نحو السواحل الإيطالية.
وتم خلال الزيارة الأخيرة توقيع اتفاقية الشراكة الاستراتيجية مع الرئيس التونسى قيس سعيد فى قصر قرطاج، وشمل الاتفاق مساعدة من بروكسل بقيمة 105 ملايين يورو لمحاربة الهجرة غير الشرعية.
ووصفت جورجيا ميلونى الاتفاق بأنه خطوة جديدة مهمة للتعامل مع أزمة الهجرة بطريقة متكاملة.
مباحثات تونسية ألمانية
وفى سياق مساعى مواجهة "الهجرةغير الشرعية"، بحث منير بن رجيبة، كاتب الدولة (وزير دولة) للشؤون الخارجية في تونس، مع مساعدة وزيرة الشؤون الخارجية الألمانية كاتيا كيول، ملف الهجرة والتحديات التي تطرحها في البحر المتوسط وفي أماكن أخرى من العالم.
وأكدا على اتخاذ خطوات جادة فى الفترة القادمة لضبط تلك العمليات.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة