واصل معسكر القيادة الفعالة فى نسخته الأولى بجامعة القاهرة حول تطوير الوعى الوطنى، أعماله برعاية الدكتور محمد عثمان الخشت رئيس الجامعة، وألقى الدكتور معتز عبدالله وعميد كلية الآداب الأسبق وأستاذ علم النفس بالجامعة، محاضرة حول إدراك المخاطر والتحديات وتنمية الوعي الوطني، وذلك ضمن فعاليات النسخة الأولى من معسكر القيادة الفعالة تحت شعر "تطوير الوعي الوطني"، بحضور الدكتور عبدالله التطاوي مساعد رئيس الجامعة للشؤون الثقافية، والدكتور مجدي عمر مستشار الأنشطة الطلابية.
وبدأ الدكتور معتز عبدالله حديثه، بالإشادة بالدكتور محمد الخشت كونه صاحب فكر وطني وفيلسوف مستنير تنبع كل أفكاره من أصالة هذا الوطن وتسليح الطلاب بالوعي من أجل الوطن، وهو ما انعكس على نجاح الجامعة على مدار السنوات الأخيرة في تحقيق طفرة كبرى وإنجازات غير مسبوقة في تاريخ الجامعة، والتوجه بالجامعة للسير نحو العالمية و فكرة هذا المعسكر والتوجيه بتنظيمه والذي يمثل أحد آليات تنمية الوعي الوطني لدى الطلاب بما يدعم دور الجامعة الفعال في الارتقاء بالطلاب وبناء شخصياتهم وتطويرها.
وأشار الدكتور معتز عبدالله، إلى أهمية إدراك المخاطر والتحديات وتنمية الوعي الوطني كونهم بمثابة أمل الوطن والدولة المصرية، مؤكدًا أن مصر سوف تظل في القمة مهما يحاول الأعداء والحاقدون الإيقاع بها وهو ما يرجع لوجود الحس الوطني لدى معظم أفراد الشعب المصري، موضحًا أن الوعي الوطني الحقيقي هو القائم على أسس فعلية على أرض الواقع والنابع من السلوك القائم وليس التعبير اللفظي للناس ويستند إلى التعامل الرصين مع الواقع، ويشمل كل أنواع الوعي السياسي والاقتصادي والاجتماعي والرياضي والبيئي وغيرها من مختلف أشكال ادراك الواقع، مؤكدًا وجود 3 مفاهيم ذات أهمية كبرى وهي المواطن وانتماؤه للوطن ومعرفته بحقوقه وواجباته، والهوية الوطنية، والمسؤولية الاجتماعية.
وتناول الدكتور معتز، العديد من التحديات والعوامل الخارجية التي تواجه مصر، ومن بينها المركزية الأفريقية "الأفروسنتريك" وهي منظمة عنصرية متعصبة تنطلق من نموذج فكري يسعى إلى تسليط الضوء على الهوية والنابع من القول بأن السود هم أصل الحضارة في العالم، وتروج لمقولة أن الحضارة المصرية القديمة كانت في الأصل حضارة زنجية وأن الملكة المصرية كليوباترا كانت زنجية ومن ذوات البشرة السمراء بما يمثل "المركزية الأفريقية" في محاولة ضرب مصر ليس في الوقت الحالي فقط بل التوجه إلى ضرب تاريخ مصر منذ آلاف السنين.
وأكد الدكتور معتز عبدالله، أن مصر تتعرض لحروب الجيل الرابع والخامس، وظهور أنواع جديدة من الحروب، مثل الحرب الناعمة، وحروب المعلومات، والأفكار والأعصاب، والحرب الذكية، والحروب الأيديولوجية، وغيرها.
وأشار الدكتور معتز عبدالله، إلى التقدم الهائل في ثورة الاتصالات والمعلومات وخطورة الحرب الإلكترونية، وآليات وسائل التواصل الإجتماعي بمختلف مظاهرها، مثل تجارة الترندات، والحسابات الوهمية، والانتحال الإلكتروني، والطابور الخامس، والتطور المرتقب في الميتافيروس، وتحقيق المزيد من المجهولية.
وأضاف الدكتور معتز، أن بناء الإنسان وتطوير العقل يتم من خلال 3 جوانب، وهي تنمية القدرات والمهارات والسمات، وتعزيز الاتجاهات والميول الايجابية، مؤكدًا أن التفكير السليم هو أساس التوافق النفسي والاجتماعي، ومحور تطور الشخصية، وأن اختلال التفكير ينتج عنه اضطراب السلوك والمشكلات الأسرية واضطراب التفكير والمرض النفسي والجريمة والإرهاب.
ووجه الدكتور معتز، النصيحة للطلاب بضرورة رصد الواقع، والوعي بمخاطره، وإدراك المخاطر والتحديات واقناع الناس بها وبأهدافها وآلياتها وأسس تنمية الوعي بها، ومشاركة كل مؤسسات الدولة مثل الإعلام والمدارس والجامعات والمساجد والكنائس، بالإضافة إلى العمل على تنمية الحس الوطني والولاء والانتماء المبكر، وعدم التسليم بكل ما يتم سماعه أو رؤيته دون التحقق منه، وامتلاك المقدرة على التمييز بين كل من الخبر والرأي والشائعة، والتحقق من مصدر أي رسالة وهدفها وصحة مضمونها قبل التفاعل معها.
ومن جانبه قال الدكتور عبدالله التطاوي المستشار الثقافي لرئيس الجامعة، إن مقرر التفكير النقدي الذي أقرته الجامعة على طلابها ساهم في تطوير طريقة تفكيرهم بشكل عام وتنمية قدرتهم على تفنيد الحجج والرد عليها والتفكير فيما إذا كانت مقبولة بالفعل أم لا، والقدرة على حل المشكلات، وعدم الحكم من خلال حالات فردية أو تعميمها، مؤكدا ضرورة خلق قيمة مضافة وعدم الإيمان بالأساطير رغم وجود الدراسات في عصر العلم والمعرفة خاصة وأن قاطرة التقدم تتم على أساس العلم والمعرفة وعدم الخلط بين الحقيقة والزيف.
وأوضح الدكتور عبدالله التطاوي، أن المواطن المصري اليوم بصدد العديد من الجوانب الهامة، منها تصحيح المفاهيم بهدف تطوير الوعي من خلال المرجعيات الوطنية الصحيحة التي تستهدف تصحيح مفاهيم الشباب وزيادة وعيهم بحقائق الأمور، بالإضافة إلى مشروع تجديد الخطاب الديني الذى يستهدف إعمال العقل والتفكير والتفرقة بين الثابت "القرآن والسنة المتواترة" والمتغير "الجهود والتفسيرات البشرية"، كما توجد ضرورة لإعادة النظر للدراسات المصرية.
وقال الدكتور مجدي عمر مستشار رئيس الجامعة للأنشطة الطلابية، إن الجامعات تمثل دوما قاطرة التقدم والتنمية في أي مجتمع في العالم، وهو ما يتضح من ان غالبية الحاصلين على جوائز نوبل حول العالم هم من أساتذة وعلماء الجامعات، وبالتالي فإن هذه الجامعات تمثل دور القائد في أي مجتمع لعملية التطوير والتنمية وحل مختلف المشكلات التي تواجه المجتمع.
وأشار الدكتور مجدي عمر، إلى جهود الدكتور محمد الخشت منذ توليه رئاسة الجامعة في أغسطس 2017 الهادفة إلى تغيير طريقة تفكير الطلاب لتصبح علمية ونقدية من خلال عدة اجراءات، أهمها إطلاق ٥ نسخ من معسكر قادة المستقبل بهدف تطوير العقل المصري وتغيير طرق التفكير لتصبح نقدية وتجديد الخطاب الديني، بالإضافة إلى إطلاق النسخة الأولى من معسكر القيادة الفعالة الحالي بهدف تطوير الوعي الوطني لدى الطلاب.