تلعب وزارة البيئة دورا تخطيطيا وتنظيميا ورقابيا في المنظومة الجديدة لإدارة المخلفات، لما تساهم فيه البنية التحتية للمنظومة كأحد آليات تهيئة المناخ الداعم لمواجهة تحدي إدارة المخلفات، الأمر الذى يحقق عائدا بيئيا واجتماعيا واقتصاديا، يسعى إلى تحقيق أهداف التنمية المستدامة المنشودة، إضافة للمساهمة في خفض الانبعاثات الناتجة عن المخلفات والتي تعد أحد مسببات ظاهرة الاحتباس الحراري وتغير المناخ، وتحويل ملف المخلفات من محنة بيئية إلى منحة اقتصادية والقضاء نهائيا على السحابة السوداء وبحث حلول مبتكرة لإعادة تدوير واستخدام المخلفات.
خلال هذا التقرير نرصد كيف تم القضاء على أزمة السحابة السوداء، وماهى الخطوات المبتكرة التى تبحثها وزارة البيئة وفى طريقها للتنفيذ لإعادة تدوير المخلفات الزراعية .
وأكد الدكتور طارق العربي، رئيس جهاز تنظيم إدارة المخلفات التابع لوزارة البيئة، أنه تم تحليل الصيغة الحرارية لعيدان حطب القطن والذرة من خلال مصانع الاسمنت، حيث تبين أنها تصلح كوقود بديل، فى إطار اهتمام وزارة البيئة بايجاد الفرص الواعدة للاستثمار في تدوير المخلفات الزراعية، تلك التي كانت مدخلا للسيطرة مؤخرا على السحابة السوداء.
وأوضح العربى فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أن تحليل الصيغة الحرارية، لحطب القطن والذرة من خلال مصانع الأسمنت، سيحقق ميزة بيئية واقتصادية كبيرة ، وذلك من خلال توفير مدخل جديد للوقود البديل في تلك المصانع، والتقليل من الاعتماد على الفحم بها، وسيؤدى إلى توفير عائد مادي مجزي للفلاح، من بيع تلك المخلفات بعد تجهيزها بالفرم والكبس.
وأشار العربى إلى أنه تم إنشاء مصنع بسوهاج لإنتاج الأخشاب من مخلفات الذرة الرفيعة، وكذلك إنشاء مصنع لإنتاج الكرتون من مخلفات الموز، حيث أن وزيرة البيئة وجهت بالتنسيق مع وزارتي الزراعة والتنمية المحلية لتنفيذ تجارب ميدانية في عدد من القرى لفرم و كبس المخلفات الزراعية، والترويج لها بين المزارعين وتشجيعهم على تبنيها.
وقال العربى: ضمن سبل تعزيز الاستفادة من المخلفات الزراعية خاصة في صعيد مصر، والحد من التخلص منها بالحرق، وتحقيق استفادة اقتصادية بتحويلها إلى منتجات مثل الوقود البديل والاعلاف والاسمدة، و إمكانية يمكن استغلال حطب القطن والذرة في انتاج الاعلاف لتسمين المواشي وإنشاء مصانع التدوير وتوفير المعدات لخلق فرص اقتصادية للمزارعين من المخلفات الزراعية".
مواجهة السحابة السوداء
فيما أشاد الدكتور مصطفى مراد رئيس الإدارة المركزية لنوعية الهواء أن الدولة المصرية ممثلة فى وزارة البيئة بالتعاون مع عدد من الوزارات الأخرى، نجحت فى مواجهة نوبات تلوث الهواء الحادة والمعروفة إعلاميا بظاهرة السحابة السوداء.
وأوضح مراد فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أن منظومة مواجهة نوبات تلوث الهواء الحادة، ركزت على عدد من المحاور الأساسية، منها متابعة الإجراءات الخاصة بجمع وكبس وتدوير قش الأرز بالمحافظات التي تطبق فيها المنظومة، إضافة إلى تكثيف الحملات المتعلقة بالحد من الانبعاثات، والتي كانت تنتج عن عدد من مصادر التلوث المحتملة.
وأضاف مراد أنه من ضمن هذه الإجراءات التى نفذتها وزارة البيئة، للقضاء على السحابة السوداء، التفتيش على المنشآت الصناعية وفحص عوادم السيارات ومراقبة المقالب العشوائية للمخلفات الصلبة، وتكثيف الرصد والمتابعة عبر الأقمار الصناعية، وأجهزة الإنذار المبكر والتطبيقات الحديثة لتحليل بيانات ومؤشرات جودة الهواء، وتفعيل خدمات استقبال شكاوى المواطنين لمنع الحرق المكشوف لقش الارز والمخلفات الصلبة.
وقال مراد أيضا:" إن تكثيف الندوات الخاصة بالتوعية واللقاءات مع صغار المزارعين للارز فى المحافظات ، وتعريفهم بالإجراءات الخاصة بالحد من نوبات تلوث الهواء، وكيفية الاستفادة من قش الأرز، كان له عظيم الأثر فى تحويل قش الأرز إلى منحة اقتصادية بدل من حرقة، حيث أنها تنتج موجات التلوث الحادة ، بسبب زيادة تركيز بعض الملوثات في الهواء نتيجة لظروف جوية غير مواتية ، إضافة الى انه تحدث هذه الموجات بسبب ظاهرة جوية تعرف بالانقلاب الحراري، الذى ينتج عنه احتباس الغازات الضارة الملوثة للهواء قريبا من سطح الأرض، بالتوازى مع سكون الرياح حيث يظل التلوث ثابتاً في الجو حتى التتحسن للأحوال الجوية".
وفى سياق متصل شاركت وزارة البيئة في تسليم عدد من مشروعات البنية التحتية من محطات ومدافن لمحافظة جنوب سيناء، من خلال اللجنة المختصة بتسيير ومتابعة واستلام مشروعات البنية التحتية ضمن البرنامج الأول للمنظومة، بناء على ما ورد من الاستشاريين بجاهزية هذه المواقع للتسليم، و التسليم النهائى لمدفن شرم الشيخ إلى محافظة جنوب سيناء ضمن منظومة المخلفات الصلبة الجديدة بالمدينة بتكلفة إجمالية تصل إلى حوالى 35 مليون جنيه، في إطار العقد الموقع بين وزارات التنمية المحلية والبيئة والتخطيط والهيئة العربية للتصنيع لتنفيذ مشروعات المرحلة الأولى للبنية التحتية لمنظومة المخلفات، والتسليم يتضمن عدد من المشروعات التي تساعد على رفع كفاءة نقل والتخلص الآمن من المخلفات بالمحافظة، التسليم الابتدائي لمحطة الفرز الأولى بمدينة الطور، حيث تم رفع كفاءة خط المعالجة بها من خلال الهيئة القومية للانتاج الحربى ببعض المعدات منها لودر 2 مكبس ومولد، لضمان استمرارية وكفاءة التشغيل، وزيادة طاقة العمل داخل الموقع وتعظيم الاستفادة من المخلفات الواردة للمحطة، وأيضا التسليم الابتدائي لمدفن الطور على مساحة 5 أفدنة بطاقة استيعابية 110 ألف متر تقريبا.
جدير بالذكر أن المحطة والمدفنين تم انشائها في اطار عقد الاتفاق الموقع بين وزارات البيئة ، التنمية المحلية ، التخطيط والتنمية الاقتصادية ، والهيئة العربية للتصنيع، لتنفيذ مشروعات البنية التحتية لمنظومة المخلفات، والمتضمن تنفيذ بنود كافة الاعمال الواردة بعقود المراحل الأولى والثانية والثالثة والرابعة من البنية التحتية لمنظومة النظافة بالمحافظات.و أن تطوير ورفع كفاءة محطة المعالجة بالطور يأتي ضمن خطة لرفع كفاءة ٤ محطات بمحافظة جنوب سيناء في كل من رأس سدر وابورديس والطور ونويبع وأنه سيتم تسليم باقي المحطات تباعا خلال المرحلة القادمة.