يأتى شهر أغسطس من كل عام حاملا معه الخير الوفير بانطلاق موسم حصاد المحاصيل الصيفية بغيطان محافظة الشرقية، التى لا ينضب من أرضها الخير، وفى الصباح الباكر يتوجه مجموعة من السيدات ومعهن أطفالهن لمشاركتهن أجواء البهجة فى حصاد محصول بطيخ الجرمة لإستخراج اللب السوبر، أو "الأسمر" كما يعرفه الكثير من المصريين، الذى يعتبر عنصر التسالى الأول والذى لا يمكن الاستغناء عنه طوال الوقت.
"حفنة من البذور لا تتجاوز أربعة كيلو جرامات هى ما يحتاجه الفدان، لإنتاج كمية كبيرة من البطيخ تنتج كمية أكبر من اللب السوبر، مع انتظار لمدة تتراوح من 90 إلى 100 يوم ليكون المحصول جاهز بين أيدينا"، بهذه الكلمات سرد " مصطفى وليد الطحاوي" صاحب مزرعة بالشرقية، حكايته مع زراعة محصول بطيخ الجرمة، قائلا: إنه اعتاد على زراعة محصول البطيخ " الجرمة" منذ عدة سنوات لكونه محصول ذو جدوى افتصادية، ولا يحتاج تكاليف عالية فى زراعته حيث تبلغ تكلفة زراعة الفدان من 25 إلى 30 ألف جنيه، ويعطى الفدان إنتاجية من 350 إلى 400 كيلو، وفى السنوات الماضية كان سعر الكيلو لا يتعدى 80 جنيه، لكن هذا العام ارتفع سعره ليصل إلى 120 جنيه مما شجعه على الاستمرار فى زراعته، متابعا، بعد عملية الحصاد وترك المحصول فترة فى الشمس، لتبدأ بعد ذلك عملية تكسير البطيخ داخل الماكينة المخصصة لذلك وتنتج اللب كمنتج نهائى يمكن نقله للتجار بعد ذلك يمر بالعديد من المراحل البسيطة لإخراجه فى الشكل الذي نعرفه.
ومن جانبه قال المهندس حسين طلعت وكيل وزارة الزراعة بالشرقية، إن اللب السوبر هو أحد المحاصيل الصيفية التي تزرع في فبراير أو مارس وتستمر لمدة من ثلاثة إلى أربعة أشهر قبل حصاد اللب السوبر إلا أنه بسبب نقص المعرفة لدى كثير من المزارعين فإن المساحات المزروعة بها في مصر مقيدة بأنواعها المختلفة سواء سوبر أو عباد الشمس .
وقال الدكتور محمود بندارى خبير التغذية بمعهد البحوث، إن العديد من المزراعين بالشرقية، اتجهوا مؤخرا إلى زراعة لب البطيخ كنوع من التنوع المحصولي والبحث عن محاصيل أخرى غير تقليدية من الممكن أن تحقق عائد اقتصادي مرضى للمزارعين ونستعرض فى السطور التالية أهم التوصيات الفنية للحصول على إنتاجية عالية، موضحا أنه يزرع لب البطيخ من أخر مارس حتى الأول من مايو وتفضل الزراعة خلال شهر أبريل، كما قد تزرع عروة نيلى خلال شهر يوليو، ويحتاج الفدان من 1.5 إلى 2 كيلو تقاوى، ثم مرحلة الحرث مرتين أو ثلاثة ثم تسوية الأرض ويضاف سماد بلدى من 10 إلى 20 م للفدان مضاف له 200 سوبر فوسفات و50 كجم كبريت زراعى.
وتابع، تخطط الأرض إلى مصاطب بعرض 1,5 متر مع مراعاة عمل المصاطب بالفجاج البير ويراعى أن تكون الخطوط كبيرة وعميقة وتزرع التقاوى على الريشة البحرية فى حالة التخطيط من الشرق الغرب، وعلى الريشة الغربية فى حالة التخطيط من البحرى إلى القبلى ويوضع بالجورة من 2 إلى 3 بذور، والمسافة بين الجور 50 سم، وتكون الزراعة فى الثلث العلوى للخط و بعض المناطق تتم الزراعة على الريشتين وعند الإنبات وخروج الورقة الحقيقية الأولى يتم خف الجور.
وأشار إلى أن بطيخ اللب من المحاصيل التى تتحمل العطش ولكن يجب الإهتمام بتنظيم عمليات الرى لأن تعرض النباتات للعطش الشديد أثناء فترة التزهير يؤدي فى كثير من الأحيان إلى فشل عملية التلقيح والإخصاب أو سقوط الأزهار أو الثمار ويحتاج النبات فى المتوسط 3 ريات خلال فترة حياته، ويتم إضافة السماد الأزوتى بمعدل 150 كجم يوريا أو 250 كجم نترات يتم إضافتها قبل رية المحاياة مباشرة حيث تتم الرية الثانية بعد 15 يوم من الأولى والثالثة بعد 15 يوم من الثانية وفى مرحلة التزهير يوصى بإضافة حوالى 100 كجم سلفات بوتاسيوم للمساعدة على خروج نموات زهرية جديدة.
وأضاف أن التلقيح خلطى فى لب البطيخ ويتم بواسطة الحشرات خاصة النحل، ولما كانت عملية التلقيح هامة للحصول على بذور جيدة ممتلئة فينصح بتوفير خليتين من النحل للفدان أثناء التزهير للحصول على جور ممتلئة ذات جودة عالية وتحقيق عائد مادى كبير.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة