يصل كوكب زحل إلى التقابل مع الشمس في سماء الأرض اليوم الأحد 27 أغسطس 2023 عند حوالي الساعة (09:00 ص بتوقيت جرينتش)، حيث ستكون الأرض بين زحل والشمس على مسافة 1,310,477,347 كيلومتر، وقرص الكوكب مضاء بنسبة 100% بنور الشمس وسيبلغ قطر قرصه 19.0 ثانية قوسية ولمعانه الظاهري (+0.4) وبالتزامن مع ذلك سيكون في أقرب مسافة من الأرض.
وكشفت الجمعية الفلكية بجدة فى تقرير لها ، أن التقابل يمثل منتصف أفضل وقت في السنة لرؤية زحل وأقماره نظراً لأن الأرض أقرب إلى الكوكب بحوالي 300 مليون كيلومتر لأنهما على نفس الجانب من الشمس مقارنة عندما يكون الكوكب في الاقتران الشمسي ولكن حتى عندما يكون زحل في أقرب نقطة له من الأرض فهو لا يزال بعيد.
وكوكب زحل سوف يرصد فوق الأفق الجنوب الشرقي بعد غروب الشمس وبداية الليل حيث سيبدو كنقطة ذهبية للعين المجردة لمعانه ويصل أعلى نقطة في السماء عند حوالي منتصف الليل وسيغرب في الجنوب الغربي مع شروق الشمس ما يعني بانه سيكون مشاهداً طوال الليل وهو أفضل وقت لمشاهدة وتصوير زحل وأقماره.
عند رصد زحل من خلال تلسكوب متوسط الحجم أو أكبر يمكن رؤية حلقاته وعدد من أقماره الكبيرة وبالتزامن مع التقابل تزداد حلقات زحل سطوعًا عما هي عليه عادةً وذلك يعرف بتأثير سيليجر المعروف أيضاً بتأثير التقابل فحلقات زحل تتكون من كتل متجمدة تتراوح في الحجم من الغبار إلى قطع كبيرة حيث تتسبب أشعة الشمس المبعثرة مباشرة من جسيمات الجليد في تألق نظام الحلقات أكثر من المعتاد لبضعة أيام قرب التقابل .
خلال هذا التقابل سيكون النصف الشمالي لزحل مائل باتجاهنا بحيث وستميل الحلقات بزاوية 9 درجات فقط على خط رؤيتنا من الأرض وهي أقل بكثير من أقصى ميل لها البالغ 26 درجة والذي كان بين 2016 و 2018.
إن الظهور الرائع لزحل لن يقتصر على ليلة التقابل فقط فهو سيكون في حالة جيدة للرصد في سماء المساء لعدة أشهر مقبلة.
لو كنا نستطيع أن ننظر من بعيد في الفضاء نحو النظام الشمسي فسنرى كوكبنا والشمس وزحل مصطفة ولكن ليس لفترة طويلة، حيث تتحرك الأرض في مدارها بسرعة 29 كيلومتر بالثانية مقارنة بزحل الذي يتحرك بحوالي 9 كيلومتر بالثانية، ولكواكب التي تدور حول الشمس داخل مدار الأرض وهما عطارد والزهرة لا يمكن أن تكون في حالة تقابل، فهذه الحالة تحدث فقط مع الكواكب خلف مدار الارض وتشمل المريخ والمشتري وزحل و اورانوس ونبتون والكوكب القزم بلوتو فهذه يمكنها أن تقابل الشمس في سماء الأرض.
تصل جميع تلك الكواكب خلف مدار الأرض إلى التقابل في كل مرة تتحرك الأرض بين تلك الكواكب والشمس، فتقابل المريخ يحدث كل عامين وتقابل المشتري يأتي متأخراً بشهر كل عام في حين يحدث تقابل زحل متأخرا بأسبوعين تقريباً سنوياً فكما نلاحظ انه كلما كان الكوكب أبعد عن الشمس كانت الفترة الزمنية بين تقابلين متتالين أقصر.
زحل الكوكب السادس من حيث البعد عن الشمس وهو أبعد كوكب في نظامنا الشمسي يمكن رؤيته بسهوله بالعين المجردة، يمتلك العديد من الحلقات التي تتكون من قطع صغيرة من الجليد ، ويضم زحل 62 قمرا موثقاً ، تمت تسمية 53 منها فقط و13 قمراً منها اقطارها أكبر من 50 كيلومترآ لذلك فإن هذا الكوكب عالم جميل بكل ما تحمله الكلمة من معنى عند مشاهدته عبر التلسكوب.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة