البصل من المحاصيل التصديرية الاقتصادية الهامة والذي يدر دخلاً مجزياً للمزارع ويستخدم البصل في تغذية الإنسان والأغراض الطبية والتحنيط منذ العصور المبكرة وقد وجد مرسوماً علي معابد قدماء المصريين منذ أكثر من أربعة آلاف سنة قبل الميلاد.
ويتميز البصل عن باقي المحاصيل أنه ينمو في جميع الأقاليم المناخية في العالم ولكن هناك أقاليم متميزة في نموه مثل مصر وأسبانيا والولايات المتحدة واليابان, و يتكاثر البصل بالبذرة وهو نبات ذو حولين حيث يعطي محصول الأبصال في موسم النمو الأول "مرحلة إنتاج الأبصال" وتتكون البذور في موسم النمو الثاني "مرحلة إنتاج البذور" والتلقيح خلطي بالحشرات, ويزرع البصل إما منفرد أو محمل علي المحاصيل الأخرى وأشجار الفاكهة.
ويعتبر محصول البصل واحد من الحاصلات الزراعية، التي ازدادت معدلات الطلب عليها، نظرًا وتلبيتها لمعايير الجودة والمواصفات القياسية المطلوبة بأغلب المنافذ التصديرية، وهي المسألة التي تفرض على المزارعين الالتزام بتطبيق كافة التوصيات الفنية، التي تضمن تحقيق أعلى إنتاجية ممكنة، وأفضل حصاد اقتصادي.
و تزرع العروات الشتوية في الوجه القبلي خلال الفترة من منتصف أغسطس إلي نهاية سبتمبر, أما بالنسبة للوجه البحري فتتم الزراعة من أول أكتوبر حتى نهاية نوفمبر.
أوضح الدكتور عبد المجيد مبروك – أستاذ زراعة البصل بمعهد بحوث المحاصيل الحقلية التابع لمركز البحوث الزراعية أصناف البصل الموصى بها للزراعة في الوجه القبلي، مشيرًا الى أن صنف "جيزة 6 محسن" هو الخيار الأفضل لمحافظات بني سويف وحتى سوهاج، فيما يفضل الاعتماد على صنف “جيزة سبعيني” من المنيا وحتى أسوان حيث يتوجب على مزارعي هذه المناطق الانتهاء من إعداد الأرض المخصصة لشتل محصول البصل، مشددًا على ضرورة الالتزام بالتوقيت الأمثل لتنفيذ هذا الإجراء، والذي يستمر لمدة أسبوعين، بدأت من منتصف شهر أغسطس وحتى نهايته.
أضاف مبروك أن أغلب المزارعين قاموا بتقليع محصول البصل قبل وصوله لـ75% من نسبة النضج الموصى بها، بالإضافة لإضافة معاملة ري زائدة عن الحد، ما أدى لتساقط القشرة الخارجية للنبات، وتقليل قيمته التسويقية والاقتصادية.
و قدم أستاذ زراعة البصل بمعهد بحوث المحاصيل الحقلية، عددًا من النصائح الواجبة، التي يتوجب على المزارعين الالتزام بها، لما لها من انعكاسات إيجابية على حجم الحصاد المستهدف والإنتاجية المتوقعة بحلول نهاية الموسم، حيث تضمنت النصائح عددًا من المعايير والاشتراطات أهمها تجنب الأراضي ذات الملوحة المرتفعة تحاشي الزراعة بالأراضي الجديدة التي تحتوي على "التفلة" و الشتل في الأراضي الجديدة ذات التربة المفككة أو الصفراء الخفيفة في الأراضي الطينية ، و خلوها من أمراض العفن الأبيض أو عفن الجذر القرنفلي أن تكون خالية من الحشائش ألا تحوي نسبة مرتفعة من الكالسيوم كربونات “الجير”، لما لها من تداعيات سلبية تعيق نجاح عملية الإنبات.
وحذر مبروك من استخدام المزارعين لتقاوي بقايا حصاد الموسم الماضي، مؤكدًا أن البصل من المحاصيل الخلطية، التي تحتاج لمناطق عزل لا تقل عن 3 إلى 5 كيلومترات، نظرًا لتبعاتها السلبية على معايير تقييم المحصول، ومدى صلاحيته للتصدير.
وناشد مبروك المزارعين باستخدام التقاوي من مصادرها الرسمية المعتمدة، وأبرزها معهد بحوث المحاصيل الحقلية وقسم بحوث البصل، موضحًا أنها أنتجت 5 أصناف تصلح لكل الأغراض، وبما يتماشى مع كافة المناطق الجغرافية.
وأوضح أن معهد بحوث المحاصيل الحقلية وقسم بحوث البصل، وفرت كمية كبيرة من البذور، للإدارة المركزية للتقاوي، والشركات الخاصة، وهي المسألة التي تصب في صالح المزارعين، وتلبي احتياجاتهم لاستخدام بذور معتمدة وآمنة.
و أوضح أستاذ زراعة البصل بمعهد بحوث المحاصيل الحقلية المقننات الموصى بها لزراعة 1 فدان من البصل، حيث يحتاج الفدان لتخصيص 3 قيراط للشتل، بمعدل 1.25 كجم للقيراط الواحد، بإجمالي 3.75 كجم للفدان.
وشدد مبروك على ضرورة الالتزام بالمساحة المخصصة للشتل والمقنن الموصى به من التقاوي لزراعة فدان من محصول البصل، لافتًا إلى حتمية استبعاد الأبصال المخالفة والرفيعة، لضمان تحقيق أفضل إنتاجية ممكنة صالحة للتصدير، والتي تتراوح بين 20 إلى 25 طن للفدان.