خرجت جنازة مهيبة لأهالي منطقة البراجيل لتشييع جثمان أحد أبنائهم "عامل الديليفري" الذى لقى مصرعه خلال حادث سير بشارع أحمد عرابي، أثناء توجهه إلى عمله صباحا بأحد المطاعم الشهيرة بمنطقة العجوزة.
تلقى أهالى البلدة خبر وفاة "م . ع " عامل الديلفرى بصدمة كبيرة وسادة حالة من الحزن عليه من الصغير قبل الكبير، فقد اشتهر الضحية بسيرته الطيبة بين أهل منطقته، بينما كان في الإجازات وأوقات الفراغ يحفظ أبناء منطقته القرآن الكريم، بعد أن من الله عليه بحفظه وتجويده.
بدأت والدة عامل الديلفرى كعادتها كل يوم بعد أن ودعت نجلها الذى استقل دراجته النارية ووضع الصندوق الذى يعمل به عليها و يحمل اسم وشعار أحد محال الماكولات بمنطقة العجوزة عليه ، في تنظيف المنزل والاستعداد لتجهيز وجبة الغذاء لابنائها وأحفادها، ولم يمر سوى ساعات قليلة حتى تلقت خبر مصرع نجلها في حادث سير بمنطقة المهندسين .
هناك وعلى بعد مسافة قليلة جدا من منزلها بمنطقة البراجيل ، بشارع أحمد عرابى كان نجلها ملقى على الطريق غارق في دمائه بعد أن صدمته سيدة كانت تسير بسرعة كبيرة ، مما اسفر عن وفاته في الحال ، وعلى الفور انتقلت رجال الشرطة وسيارة الإسعاف لنقل الضحية إلى مستشفى امبابة المركزى .
مرت الساعات طويلة على الام التي فقدت نجلها وهى لا تصدق ما يتناقله الاهالى من أخبار عن قرب حضور الجثمان للصلاة عليه قبل تشيعه إلى مثواه الأخير بمقابر العائلة ، لم يتوقف لسان الام المكلومة على ابنها خلال تلك الساعات من ذكر الله والدعاء للابن المتوفى ، فقد انزل الله عليها سكينه اطمئن لها قلبها ، فهى الوحيدة التي تعلم التزام ابنها في الصلاة وقراءة القران والبر بها وتقوى الله فيما يعمل ، فمات شهيدا خلال توجهه إلى عمله لكسب رزقه بالحلال.
عقب صلاة العصر أدى المشيعون صلاة الجنازة على ابن بلدتهم ، وتحركت الجنازة إلى المقابر لدفنه ، حيث حضر أهل البلدة جميعا لتوديع ابنهم البار إلى مثواه الأخير ، وقبل انزل الجثمان إلى المقبرة انطلقت "زغرودة" بصوت مرتفع شقت صمت آلاف الأشخاص الحاضرين، فحاول البعض البحث عن مصدرها وكيف لها ألا تحترم قدسية هذا المشهد المهيب وتلك اللحظات الحزينة ، فكانت المفاجأة أن صاحبة تلك الـ"زغرودة" هي أم الشهيد التي ربط الله على قلبها ، فعلمت ما أعده الله لابنها من جزاء .