لا تزال خدعة المصرى أشرف مروان لتل أبيب، فى حرب أكتوبر 1973، والمعروفة لدى الاحتلال بـ"يوم الغفران"، علامة مميزة تشهد على قدرة مصر على خداع الجانب الاسرائيلى والانتصار عليه رغم محاولتهم المستدامة للتشكيك أو قلب الحقائق، لكن السينما دائما ما تنتصر للوقائع الحقيقية والمستندات، خاصة وإذا كان العمل السينمائى غير موجه وهو ما حدث مع فيلم Golda، والذى عرض فى مهرجان برلين السينمائى ويدور حول المسئوليات والقرارات الدراماتيكية التى واجهتها جولدا مائير، المعروفة أيضًا باسم "المرأة الحديدية" خلال حرب يوم الغفران.
وجسدت هيلين ميلين فى الفيلم شخصية رئيسة الوزراء الإسرائيلية جولدا مائير، حيث يركز الفيلم على حياة جولدا بشكل عام، بل على فترة محددة فى حياتها وتحديدا قبل حرب أكتوبر المجيدة بيوم وطوال أيام الحرب حتى وقف اطلاق النار، وصولا لتوقيع اتفاقية السلام ووفاتها بعد ذلك، حمل الفيلم اشارة لدور أشرف مروان وخداعه الاستراتيجى لتل أبيب وهو الأمر الصادم لجولدا والذى كان واحد من أسباب النصر.
وسلط مخرج الفيلم جاى ناتيف الذى يحكى قصة حياة رئيسة وزراء إسرائيل الراحلة جولدا مائير، وسلط الضوء عن الدور الذى لعبه أشرف مروان والذى عرف ب " الملاك" والذى كانت إسرائيل وظفته فى محيط الرئيس المصرى السادات والذى حذر من حرب ستندلع يوم الغفران رغم أنه قال لهم أن الحرب ستندلع فى السادسة مساء، وليس الساعة الثانية بعد الظهر كما اندلعت بالفعل، وهو بمثابة خدعة كبيرة لتل أبيب.
فيلم جاى ناتيف أضخم إنتاج سينمائى لفيلم جديد عن رئيسة وزراء إسرائيل الراحلة جولدا مائير، وتفاصيل جديدة تسرد لأول مرة عن حياتها خلال حرب السادس من أكتوبر.
وكشف الفيلم أن الجنرالات الذين خدموا تحت قيادة جولدا كانوا أكثر مسؤولية، فبالرغم من أنها كرئيسة للوزراء لديها مسؤولية وزارية زائدة، لكن الجنرالات كانوا الخبراء الذين استشارتهم، وكان اثنان على الأقل من كبار السن من بينهم من أدوا وظائفهم بشكل مخزى مثل وزير الدفاع موشيه ديان والذى أنكسر فى اليوم الأول من حرب أكتوبر، وظهر بوجه كئيب فى مقابلة تلفزيونية تهدف إلى رفع الروح المعنوية.
والشخصية العسكرية الثانية التى سلط الفيلم الضوء عليها كان اللواء إيلى زعيرا، رئيس الاستخبارات العسكرية وقتها فقد كان على يقين من أن الحرب لن تندلع لدرجة أنه لم يمتثل لأمر الحكومة لتفعيل أجهزة الاستماع الخاصة التى تم زرعها فى مصر.
من الأفلام الروائية للوثائقية جاء الفيلم الوثائقى "the spy who fell to earth" المستوحى من كتاب للمحلل والمؤرخ الإسرائيلى أهارون بريجمان، حيث يكشف تضليل مروان لإسرائيل خلال فترة الحرب، والذى نفى فيه بريجمان ما كتبه عن مروان فى كتابه "تاريخ إسرائيل" فى 2002.
وأكد أهارون خلال الفيلم أنه أول من كتب عن أشرف مروان دون كتابة اسمه فقط أشار إلى أنه "الصهر" وهو ما جعل يورى بار جوزيف يأخذ هذا الخيط ليبنى على أساسه كتابه المفبرك "الملاك".
وداخل تل أبيب ذهب المخرج ليسأل العديد من الأشخاص التى عاصرت الأحداث، والذين لا يريدون تصديق أن أشرف مروان خدع الموساد.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة