أعلنت وزارة الموارد المائية والرى حالة الطوارىء القصوى بمحافظات الجمهورية، للتعامل مع حالة التقلبات الجوية التى تشهدها البلاد بسبب عاصفة " دانيال" التى أثرت على البلاد بداية من أمس الإثنين، فى مناطق مطروح والسلوم وسيوة وامتد تأثيرها اليوم على شمال البلاد والمناطق الداخلية بالقاهرة الكبرى.
وتلقى الدكتور هانى سويلم وزير الموارد المائية والري تقريرا من الدكتور أسامة الظاهر رئيس قطاع المياه الجوفية لإستعراض موقف العاصفة "دانيال" وتأثيرها على محافظة مطروح .
وقال سويلم إن الأحوال الجوية قد استقرت وتوقفت الأمطار اليوم علي مدن ومراكز محافظة مطروح بعد هطول أمطار متقطعة ليلة أمس الإثنين علي بعض المناطق بمدينتى مرسي مطروح والسلوم ، وينتج عنها أي سيول أو أضرار نظرا للطبيعة المستوية للمناطق التي هطلت عليها الأمطار ، وقد حدثت تجمعات محدودة للمياه ببعض المساحات المفتوحة والمنخفضة وداخل بعض شوارع مدينة مرسي مطروح - تم التعامل معها بمعرفة مجلس المدينة - ، ولم يقم سد أبو اسماعيل بمدينة مرسى مطروح بحجز أي كميات من المياه أمامه قياسا بكميات الأمطار الواردة ، وجميع أعمال الحماية من السيول بمحافظة مطروح بحالة فنية جيدة .
وعلى صعيد الحماية من أخطار السيول بمحافظة مطروح أوضح سويلم أنه تم مؤخرا الانتهاء من تنفيذ عملية إنشاء سد وادى أبو أسماعيل "وادى الشقوق" والذى يهدف لحماية منطقة الزهور بمطروح من أخطار السيول وهى عبارة عن إنشاء سد ركامى بإرتفاع 6 أمتار وعرض 54 متر من أسفل و 5 أمتار من أعلى ، كما تم نهو إنشاء 100 بئر نشو "رومانى" بسعة " 150-200 متر مكعب/ بئر " بمشاركة المواطنين أنفسهم فى تحديد مواقع هذه الآبار وتحت إشراف أجهزة الوزارة المختصة .
كما تم رفع درجة الإستعداد بواحة سيوة وخاصة فى بركة بهى الدين فى ضوء ما أسفرت عنه العاصفة الترابية من نشاط ملحوظ فى حركة الأمواج بالبركة لتصل الى ما يزيد عن 1.50 متر ، حيث قامت أجهزة الوزارة المعنية بالواحة بدفع المعدات والتشوينات اللازمة للتعامل مع اى أحداث طارئة ، بالتزامن مع الأعمال العاجلة التى تقوم بها الوزارة حاليا بالتعاون مع الهيئة الهندسية للقوات المسلحة لتدعيم جسور بركة بهى الدين بطول يصل الى 5 كيلومتر وارتفاع يصل الى 2 متر لمواجهة اى ارتفاعات طارئة لمناسيب المياه بالبركة ، ولم تسفر العاصفة على حدوث اى خسائر والاوضاع حاليا مستقرة بواحة سيوة .
وقالت وزارة الرى أنه يتم إصدار نشرات يومياً عن كميات الأمطار قبل حدوثها ب 72 ، من مركز التنبؤ بالوزارة، بالإضافة الى التوقعات الصادرة عن هيئة الأرصاد الجوية، حيث يتم التعامل بين جميع أجهزة الدولة من خلال غرفة عمليات الكترونية تطالع آخر الانباء لحظة بلحظة ويتم من خلالها التوجيه بإجراءات عاجلة للحد من المخاطر المحتملة فى ضوء التنبؤات اليومية ونقل أى حدث من أرض الواقع لغرفة العمليات التى تضم جميع الوزراء والأجهزة التنفيذية بالدولة.
يشار إلى أنه تم الغاء أجازات المهندسين والفنيين ومتابعة مناسيب البحر، و تكليف جميع الإدارات بالمحافظات الساحلية على البحرين "الأحمر والمتوسط"، فى وقت سابق بالمرور اليومى واعداد تقرير اسبوعى عن حالة خط الشاطىء، ومتابعة التغيرات التى قد تطرأ عليه مقارنة بالأعوام الماضيه، وذلك بإستخدام قاعدة البيانات المتوفرة لدى مركز معلومات الهيئه التى تمتد لأكثر من عشرين عاماً، ورصد المناطق المنخفضة واتخاذ اللازم لتعلية أى مناطق قد تحتاج الى تدعيم.
ويصدر مركز التنبؤ بالوزارة، بيانات توضح شدة الأمطار المتوقعة علي البلاد بهدف اتخاذ إجراءات تخفيض مناسيب الترع والمصارف حتى ﻻ تحدث مشاكل لمستخدمى شبكة المجارى المائية باعتبار أن الوزارة مسئولة عن توفير كافة اﻻحتياجات للبلاد من زراعة وشرب وصناعة وملاحة نهرية، وأن البيانات تمثل إشارات لمهندسى الإدارات لاستقبال مياه الأمطار وجمع البيانات ليتمكن مهندسى الوزارة بمحافظات الجمهورية من متابعة أعمالهم بشكل أكثر واقعية، علمًا بأنه يتم متابعة التحديث فى الخرائط والتحقيق والتدقيق بشكل يومى نظرا للتغيرات السريعة فى العوامل المناخية
الجدير بالذكر أن النماذج التى يتم الإعتماد عليها ويتم تدقيقها أوﻻً بأول تتفق مع المعايير العلمية العالمية بالإضافة إلى قاعدة المعلومات والبيانات المتوفرة لديه على مدار سنوات وتتعلق بفيضان النيل، علاوة على مراجعة الخرائط بشكل يومى وعلى مدار 24 ساعة نظرا لطبيعة التقلبات الجوية وصعوبة ثبات العناصر المناخية، وذلك بفريق من المتخصصين بالمركز في مجال الأرصاد الجوية حاصلين على دراسات عليا من جامعة القاهرة، ﻻفتة إلى أن المركز يتعاون مع مراكز المناخ العالمية بألمانيا وإنجلترا والوﻻيات المتحدة الأمريكية.
من جانبه قال الدكتور محمد على فهيم رئيس مركز معلومات المناخ بوزارة الزراعة واستصلاح الاراضى ، أن درجات الحرارة ستشهد اليوم انكسارًا كبيرًا على معظم أنحاء البلاد مع توقعات بأمطار شمالًا.
وحدد فهيم أهم التوصيات والاحتياطات الزراعية أهمها وقف الري تمامًا لكل المحاصيل في المناطق المتوقع سقوط أمطار حتى الأربعاء و فى حالة تساقط كميات كبيرة من الأمطار، و العمل على تصفية المياه من الأراضي المنزرعة فورًا، منعًا لحدوث تشبع زائد للتربة بالمياه وتوقف النباتات عن الامتصاص و تأجيل زراعة محاصيل العروة النيلية والشتوية المبكرة حتى انتهاء فترة عدم الاستقرار ويمكن الزراعة "بالطريقة الحيراتي" في المناطق التي ستتساقط عليها كميات أمطار كافية للزراعة.