بدأ نحو 13 ألف من العاملين فى صناعة السيارت الأمريكية إضرابا، الجمعة بعدما فشلت المفاوضات التى أجراها قادة العمال من أجل سد الفجوة الكبيرة بين مطالب النقابات العمالية فى محادثات العقود وما تريد شركات السيارات الثلاثة الكبرى فى ديترويت أن تدفعه لهم.
وبحسب ما ذكرت وكالة أسوشيتدبرس، فإن أعضاء نقابة عمال السيارات المتحدة بدأوا فى الاعتصام فى مصنع تجميع جنرال موتورز فى وينتزفيل بولاية ميسورى، ومصنع فورد فى واين بميتشيجان وبالقرب من ديترويت، وفى مصنع ستيلانتيس جيب فى توليدو بولاية أوهايو.
وكانت هذه هى المرة الأولى فى تاريخ النقابة الممتد على مدار 88 عاما يبدأ العمال إضرابا فى ثلاث شركات فى وقت واحد بعد أن انتهت العقود مع الشركات والمستمرة منذ 4 سنوات بحلول منتصف ليل الجمعة.
وقالت أسوشيتدبرس إن الإضرابات ستحدد على الأرجح مستقبل الاتحاد ومستقبل صناعة السيارات المحلية فى أمريكا فى الوقت الذى تستعرض فيه قوة العمل الأمريكية عضلاتها، وتواجه الشركات تحولا تاريخيا من صناعة السيارات التى تعمل بالوقود ونحو السيارات الكهربائية.
وحذرت الوكالة من أنه فى حال استمرار الإضرابات لفترة طويلة، فإن التجار يمكن أن تنفذ منهم المركبات وترتفع الأسعار. كما أن الإضراب يمكن أن يكون عاملا فى الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقررة العام المقبل باختبار مزاعم الرئيس جو بايدن التى يفتخر بها بكونه أكثر رئيس محابى للعمال فى التاريخ الأمريكى.
وقالت ليز شولر، رئيس رابطة تضم 60 نقابا تضم فى عضويتها 12.5 مليون عامل، إن العمال فى كل مكان فى العالم يراقبون هذا الأمر.
وأشار التقرير إلى أن الإضراب مختلف عن الإضرابات التى حدثت خلال مفاوضات النقابة العاملين بصناعة السيارات. فبدلا من استهداف شركة واحدة، فإن النقابة وفى ظل قيادة رئيسها الجديد شاون فاين تقوم بالإضراب فى ثلاث شركات. لكن لم يتوقف كل العمال عن العمل بعد، على الأقل حتى الآن.
ويأتى الإضراب مع إنفاق صناع السيارات عشرات المليارات من الدولارات سنويا إلى التحول إلى السيارات الكهربائية التى تتطلب عمالة أقل لجمعها مقارنة بالسيارات والشاحنات التقليدية التى تعمل بالبنزين. وستحدد شروط العقد الجديد الكيفية التى يتعامل بها كلا من العاملون فى صناعة السيارات والشركات فى صناعة السيارات الكهربائية.
وحذرت تقارير سابقة من أن حدوث إضراب ضد واحدة من الشركات، خاصة لو شهد توقف طويل عن العمل، يمكن أن يسبب هزة اقتصادية فى ولايات الغرب الأوسط ويؤثر على أرباح جنرال موتورز أو فورد موتور أو ستيلانتيس. وسبق أن أضرب عمال جنرال موتورز لمدة 40 يوما فى عام 2019 قبل التوصل إلى اتفاق.
وأشارت صحيفة نيويورك تايمز إلى أن الإضراب ضد الشركات الثلاثة، خطوة التى لم تحدث أبدا من قبل، وقال فاين إنه يرغب فى الدعوة إليه هذا العام، ويمكن أن يكون له تأثير ملحوظ على الاقتصاد الأمريكى الأوسع.
ولم تكن أزمة صناعة السيارات بعيدة عن المنافسة السياسية بين الرئيسين السابق دونالد ترامب والحالى جو بايدن.
ففى الأسبوع الماضى، كثف ترامب حروبه الكلامية ضد خصمه الرئيس جو بايدن، كما حرص علي توجيه رسالة خاصة إلى صناع السيارات بولاية ميشيجان التي تعد معقلاً لهذه الصناعة داخل الولايات المتحدة ، وتوفر أكثر من 175 ألف وظيفة.
وفي منشورات على موقع "تروث سوشيال" ، تعهد ترامب بإنهاء ما أطلق عليه "جنون" بايدن للسيارات الكهربائية" التي تؤدى إلى تفوق الصين علي حد قوله ، وتابع: "لن يكون لدي شعب ولاية ميشيجان العظيمة صناعة سيارات بعد الآن إذا دخل مفهوم المحتال جو بايدن المجنون المتمثل في “جميع السيارات الكهربائية حيز التنفيذ سوف تأخذ الصين كل شيء بنسبة 100%".
ووجه ترامب رسالة لاتحاد عمال السيارات بالولاية قائلا: "صوتوا لترامب. اطلب من قادتك تأييدي، وسأحتفظ بكل هذه الوظائف الرائعة، وسأجلب المزيد منها. الاختيار في المدارس والاختيار في السيارات".
فى المقابل، يواجه بايدن اختبارا لتحقيق التوازن بين نهجه إزاء الطاقة النظيفة واعتماد السيارات الكهربائية من ناحية، والحفاظ على حقوق العمال خاصة وأنه يصف نفسه بأنه الأكثر موالاة للعمال فى التاريخ الأمريكى.
ومساء الخميس، تحدث بايدن هاتفيا مع فين ورؤساء مجموعات رئيسية لصناعة السيارات لمناقشة المفاوضات الدائرة.
وقال خارج المصنع في واين الجمعة: "لا أريد التحدث عن السياسة.. الأمر يتعلق بأعضائنا اليوم".