على الرغم من احتشاد قيادات الديمقراطيين خلف الرئيس الأمريكى جو بايدن فى مساعى ترشحه للفوز بولاية ثانية فى البيت الأبيض، إلا أن الأمر ليس كذلك بين الناخبين على المستوى الشعبى.
وقالت صحيفة "نيويورك تايمز" أنه فى الوقت الذى يسعى فيه الرئيس الأمريكى جو بايدن إلى تنشيط حملة إعادة انتخابه، فإن قوة ترشحه يتعرض لاختبار فى ظل الانقسام الحاد بين القادة الديمقراطيين، الذين يسودهم خلاف شديد بدورهم حول مساعى ترشحه، والناخبين العاديين من أنصار الحزب الذين يحملون شكوكا مستمرة حول ما إذا كان بايدن يمثل الخيار الأفضل.
ومن أعلى مستوى قيادات الحزب حتى أدناها، طالما استبعد السياسيون الديمقراطيون ومسئولو الحزب فكرة أن بايدن ينبغى أن يكون أمامه منافس قوى فى السباق التمهيدى. لكن على الرغم من جهودهم، وافتقار الرئيس لمعارض جاد داخل الحزب، فإنهم غير قادرين على طرد مخاوف الديمقراطيين بشأنه، والتى تتركز بشكل كبير على عمره وحيوته.
وذهبت الصحيفة إلى القول بأن الخلاف بين نخبة الحزب وناخبيه يترك الديمقراطيين فى مواجهة مستوى غير مسبوق منذ عقود من عدم الوحدة خلف رئيس يترشح لإعادة انتخابه.
وأظهرت مقابلات مع أكثر من 12 من الخبراء الاستراتيجيين والمسئولين المنتخبين والناخبين خلال الأسبوع الماضى، ومحادثات مع الديمقراطيين منذ بدء حملة بايدن فى إبريل الماضى، وبيانات أشهر من الاستطلاعات العامة، أن هذا التفكك ظهر كعقبة أساسية أمام ترشح بايدن، وأقلقت الديمقراطيين قى معاقل الليبراليين وحتى الولايات المتأرجحة وأروقة السلطة فى واشنطن.
وتجادل حملة بايدن وحلفاؤه بأن أغلب هذا الانقسام سيتلاشى العام المقبل، بمجرد أن تصبح الانتخابات خيارا واضحا بين الرئيس بايدن والرئيس السابق دونالد ترامب، القائد المهيمن فى السباق التمهيدى الجمهورى.
إلا أن هذه التطمينات لم تخفف من القلق بشأن بايدن من جانب بعض كبار المخططين الاستراتيجيين الديمقراطيين والعديد من ناخبى الحزب، الذين يوافقون على أداء الرئيس لكن يشعرون بالقلق من أن بايدن، الذى سيكون فى عامه ااـ 82 فى يوم تنصيبه رئيسا لولاية ثانية حال فوزه، ربما لا يكون مؤهلا لأربع سنوات أخرى فى البيت الأبيض، أو حتى الجهد المرهق المتمثل فى الانتخابات.
ويقول جيمس كارفيل، المخطط الاستراتيجى الديمقراطى البارز، الذى يشعر بالقلق من أن غياب الحماس لبايدن يمكن أن يؤدى إلى ضعف إقبال الديمقراطيين فى 2024، أن الناخبين لا يريدون هذا، وهو ما توضحه استطلاعات الرأى واحدة تلو الأخرى. ولا يمكن النظر إلى ما نراه ولا نشعر بقدر من التخوف هنا.
وفى الأيام الأخيرة، كان هناك قدر من الأخبار السيئة لبايدن، من بينها إضراب العاملين فى صناعة السيارات فى ولايات الغرب الأوسط، والذى يمثل تحديا لأجندته الاقتصادية وبدء إجراءات العزل ضده داخل مجلس النواب الأمريكيى، مما جعل هذه التوترات داخل الحزب تتزايد بشكل يصعب معه تجاهله.
وتأتى هذه التطورات فى ظل صورة مظلمة تعكسها الاستطلاعات، ووجدت بعض الاستطلاعات مؤخرا أن أغلبية الديمقراطيين لا يريدون أن يترشح بايدن مجددا، ومنفتحون إزاء طرح بديل له فى السباق التمهيدى، ولا يرغبون فى تكرار السباق بين ترامب وبايدن.
ووجد استطلاع لسى أن إن هذا الشهر أن 67% من الديمقراطيين سيفضلون عدم ترشح بايدن مرة أخرى، وهى نسبة أعلى من الاستطلاعات التى أجرتها صحيفة نيويورك تايمز وكلية سينا على مدار الصيف، التى وجدت أن حوالى نصف المشاركين سيفضلون شخصا آخر.
وفى المحادثات السرية والتجمعات غير المسجلة، يعترف المسئولون الديمقراطيون بقلقهم بشأن عمر بايدن ومعدلات شعبيته المتدنية. لكن على الصعيد العام، يظهرون ثقة كاملة بشأن قدرته على القيادة والفوز.
وقال حاكم نيوجيرسى الديمقراطى فيل ميرفى، والذى كان من بين عدد من حكام الولايات الذين نحوا طموحاتهم السياسية جانبا للاحتشاد خلف بايدن، أن هناك عنصر مفارقة بالتأكيد، وهى مسألة وقت فقط قبل أن يتقارب الحزب والأمريكيين فى الرأى مع أشخاص مثله.
ويرى العديد من أعضاء الحزب أن بايدن يضع رهانا محفوفا بالمخاطر على قوة شاغل المنصب والبيئة السياسية الجيدة لحزبه، وحقيقة أن الديمقراطيين بشكل عام يحبون الرئيس ستتغلب فى النهاية على القلق الصارخ بين المؤيدين المخلصين.