مع حلول ذكرى ميلاد الأستاذ محمد حسنين هيكل، الذى ولد في 23 سبتمبر عام 1923، استعاد الشاعر الكبير أحمد عبد المعطى حجازى الأحداث المواقف التي جمعته مع الأستاذ هيكل قائلا، "جمعني مع محمد حسنين هيكل بعض المواقف، وخصوصًا أننا تقابلنا عدة مرات، وفى إحدى المرات دعانى أنا والمستشرق جاك بيرك على العشاء فى أحد الفنادق، وتحدثنا فى الشأن الثقافي بشكل كبير".
وأضاف الشاعر الكبير أحمد عبد المعطى حجازى، فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع": "تقابلت معه فى إحدى المرات فى باريس، وخلال تواجده فى فرنسا كنت موجودا هناك وحب أن نتقابل لأنه قرأ لى شيئا فنال إعجابه، فذهبت لزيارته فى الفندق الذى كان يقيم به ووجهت له الشكر على الإشادة بما ذكره عندما نال ما كتبته إعجابه الشديد".
وعن مسيرته المهنية قال أحمد عبد المعطى حجازى، "إن محمد حسنين هيكل صحفى بدرجة ممتاز، وعمل من الأهرام مؤسسة ضخمة، ومصدر للمعلومات وللرأي آنذاك داخل وخارج مصر، وكنت حريصا على قراءة مقالته التي كانت تنشر وقتئذ في الأهرام، وكان يعبر عن الشارع المصرى الذى كان يعبر عن تأييده للنظام القائم وخصوصًا في الوقت الذى سبق 1967م".
الكاتب الصحفى الراحل محمد حسنين هيكل، ولد فى 23 سبتمبر من عام 1923، بقرية باسوس بمحافظة القليوبية ، تلقى تعليمه فى القاهرة و بدأ الدراسة بالمراحل المتصلة ثم اتجه إلى الصحافة فى وقت مبكر حيث التحق بجريدة " الإيجيبشيان جازيت" ، و عمل كمحرر تحت التمرين بقسم الحوادث ثم انتقل إلى القسم الألماني.
شارك الكاتب الصحفى الراحل محمد حسنين هيكل في تغطية بعض المعارك التي خلفتها الحرب العالمية الثانية، ثم التحق بمجلة آخر ساعة عام 1945 كمحرر أيضا، واستمر في العمل بهذه المجلة حتى أصبحت تحت ملكية جريدة أخبار اليوم، وخلال هذه الفترة عمل هيكل كمراسل متجول لجريدة أخبار اليوم لينقل الأحداث الجارية من كل مكان بالعالم سواء في الشرق الأوسط أو الشرق الأقصى حتى أنه سافر إلى كوريا وإلى أفريقيا وحتى البلقان، واستقر بمصر عام 1951 حيث تولى منصب رئيس تحرير مجلة آخر ساعة، وفي نفس الوقت مدير تحرير جريدة أخبار اليوم، حيث استطاع من خلال وظيفته أن يتلمس الواقع السياسي الجاري في مصر آنذاك، ثم عين رئيس تحرير جريدة الأهرام لمدة 17 عاما، وكان له عمود أسبوعي خاص به تحت عنوان بصراحة، حيث استطاع أن يكتب في هذا العمود لعام 1994.
وعلى مدى 74 عاما، وهى رحلة الكاتب الصحفى الكبير محمد حسنين هيكل، فى بلاط صاحبة الجلالة، عاش خلالهم بين دهاليز الرؤساء مؤثرا بأفكاره ومواقفه، فـ"الأستاذ" كما يطلق عليه الكثير عاصر ملكين و7 رؤساء جمهورية، وكانت ثورة 23 يوليو بمثابة ميلاد جديد للأستاذ واستطاع من خلال متابعته وتغطيته لتطورات حركة الجيش ورحيل الملك وتشكيل الوزارة، لتنشأ بينه وعبد الناصر علاقة وطيدة، وحرر كتابا بعنوان "فلسفة الثورة ".