قالت وكالة أسوشيتدبرس الأمريكية إن وجود مرشح مستقل أو عن حزب ثالث فى سباق انتخابات الرئاسة الأمريكية لعام 2024 يمكن أن يهدد الديمقراطيين والجمهوريين على حد السواء.
وأشارت الوكالة إلى أن روبرت كينيدى جونيور، سليل العائلة الديمقراطية البارزة، من المتوقع أن يطلق حملة رئاسية مستقلة أو عن حزب ثالث اليوم الاثنين. كما أن الفيلسوف والناشط الاجتماعى كورنيل ويست، اختار الأمر نفسه. كما أنه حزب "نو ليبل" الجديد No Labels يكثف جهوده لاختيار مرشح يمثله.
وفى حين أن السياسات ضبابية، فإن الاتجاه الجديد لطرح مرشح من الخارج يهدد بإضعاف الحزبين الرئيسيين فى الوقت الذى يحكم فيه جو بايدن ودونالد ترامب قبضتيهما على ترشيح الحزبين فى انتخابات الرئاسية.
ولا يوجد قلق من أن مرشحا مستقل أو عن حزب ثالث يمكن أن يفوز بالرئاسة، لكن هذا المرشح يمكن أن يسرق الدعم من المرشحين الديمقراطى والجمهورى. وهناك حالة من القلق المتزايد بين المسئولين الديمقراطيين الذين يرون أن المرشحين من الخارج كارت خطير كان له تأثير سىء فى انتخابات 2016، عندما استطاعت مرشحة حزب الخضر جيل ستاين كسب نسبة صغيرة من الأصوات.
وقالت ستاين فى مقابلة إن الشعب الأمريكى متعطش للخيارات، لذلك استعدوا، فما نشهده هو تمرد الناخبين، وهذا الأمر يحدث منذ وقت طويل.
وأشارت أسوشيتدبرس إلى أن زيادة عدد المرشحين من خارج الحزبين يعد تذكيرا بالتقلب الشديد وعدم اليقين الذى يحوم حول الانتخابات الرئاسية لعام 2024. فالمرشحان الأوفر حظا للحزبين الديمقراطى والجمهورى، بايدن وترامب، يفتقران للشعبية بشكل كبير، كما أنهما يترشحان فى الوقت الذى تتعامل فيه البلاد مع انقسامات سياسية خطيرة وقلق اقتصادى ورغبة عميقة لجيل جديد من القيادة فى واشنطن.
ومن المتوقع أن يعلن كينيدى عن خططه فى فيلادليفيا اليوم، ومن المتوقع أن يقوم حزب الخضر وستاين بإعلان بشأن التطلعات الرئاسية فى وقت لاحق هذا الشهر. فيما يخطط حزب No Labels لاتخاذ قرار رسمى بشأن مرشحه الرئاسى فى الربيع المقبل.
وكانت حملة كينيدى قد أثارت الأمر بشأن إعلان ترشحه كمستقل أو عن حزب ثالث قبل أن يلقى خطابا المقرر فى فيلادليفيا. وفى فيديو مؤخرا، قال كينيدى أن هناك فسادا فى القيادة بكلا الحزبين الرئيسيين، وقال إنه يريد إعادة كتابة الافتراضات وتغيير عادات السياسات الامريكية. وجاء الفيديو بعد تقارير عن أن كينيدى يخطط لإطلاق حملة رئاسية مستقلة.
وذكرت وكالة أسوشيتدبرس أن كينيدى البالغ من العمر 69 عاما وسليل واحدة من أشهر العائلات الديمقراطية فى الولايات المتحدة، كان يطلق حملة للترشح كديمقراطى، لكنه حقق نسب تفضيل بين الجمهوريين. ولم يتضح ما إذا كان دعم الجمهوريين سيترجم فى الانتخابات العامة عندما يترشح كينيدى ضد ترامب، الأوفر حظا لنيل الترشيح الجمهورى. وكان حلفاء لكلا من بايدن وترامب قد شككوا أحيانا فيما إذا كان كينيدى مفسدا للأصوات ضد مرشحهم.
وكينيدى هو ابن سيناتور نيويورك السابق والمدعى العام الأمريكى والمرشح الرئاسى الذى تم اغتياله روبرت كينيدى عام 1968، كما انه ابن شقيق الرئيس الراحل جون كينيدى.
وكان كينيدى قد أعلن منافسة بايدن على الترشيح الديمقراطى فى إبريل الماضى. ولو استمر روبرت كينيدى جونيور فى سباقه الرئاسة 2024، فإن سيكون الأحدث بين عدد كبير من أعضاء عائلته يدخلون السياسة. فقد عملت شقيقته كاثالين نائبة لحاكم ميريلاند بين عامى 1995 و2003. وكان شقيقه جوزيف عضو كونجرس من 1989 حتى 1999. كما كان شقيقه كريس مرشحا لمنصب حاكم إيلينوى فى عام 2018 لكنه لم يحقق نجاحا.
وكان السيناتور الديمقراطى المعتدل عن ولاية وست فرجينيا جو مانشين قد تحدث احتمالية شن حملة رئاسية عن حزب "No Labels"، وسط تحذيرات ديمقراطية جدية من أن محاولة الترشح للرئاسة عبر حزب ثالث يمكن أن تساعد الرئيس السابق دونالد ترمب فى استعادة الرئاسة عام 2024.
وقال مانشين، الذى اشتبك مع الرئيس جو بايدن بشأن الإنفاق الفيدرالى وقضايا أخرى، إنه لم يقرر ما إذا كان سيتراجع أم لا، وقال: "دعونا نرَ ما سيحدث، إنه مبكر جدا."
على مدار التاريخ الأمريكى، سيطر الحزبين الديمقراطى والجمهورى على سباق الانتخابات الأمريكى، فيما عدا ثلاث استثناءات مؤثرة، كان الأول فى عام 1865، عندما حصل المرشح الثالث ميلارد فيلمور عن الحزب الأمريكى على 21.5% من الأصوات. والثانى فى عام 1968، عندما حصل جورج والاس عن حزب المستقلين الأمريكيين على 13.5% من الأصوات. بينما حصل المرشح روس بيرو المستقل على 19% من الأصوات فى انتخابات عام 1992 التى تنافس فيها كلا من بيل كلينتون وجورج بوش الأب.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة