قدر لـ قناة القاهرة الإخبارية أن تخوض منذ انطلاقها 31 أكتوبر الماضى، اختبارات مهنية صعبة، ضاعفت من حجم المسئولية الملقاة على عاتق صناعها وكوادرها التى تمزج بين الشباب والخبرة، ملتزمة بشعارتها ومنهجها المتمثل فى التدقيق بالحقائق قبل تحرير الخبر، وبالاعتماد على شبكة مراسلين من مختلف العواصم العربية والعالمية، مما جعلها حاضرة فى الأحداث السياسية الكبرى ووسط صراعات واشتباكات متنوعة، تنقل الصورة والخبر لحظة بلحظة.
قناة القاهرة الإخبارية التى على مشارف الاحتفال بعامها الأول، نجحت فى هذه التحديات المهنية شديدة القوة، فما بين أحداث مشتعلة من قبل انطلاق القناة وأخرى طارئة عربية وعالمية، كانت كاميرا القناة بشبكة مراسليها حاضرة، تنقل الصورة والخبر، مع التحليل والأرقام، دون «شو» إعلامى أو «صريخ» مفتعل، كاشفة للحقائق ومصححة لأخبار مغلوطة قد تقع فيها – عمدا أو دون قصد - قنوات إخبارية لديها رصيد من السنوات.
ونجحت القاهرة الإخبارية فى عامها الأول فى أن تضع نفسها بقوة على الساحة الإعلامية العربية والأفريقية، رغم أنه عند انطلاقها كانت تعمل بـ 40 % فقط من قدراتها، حسبما يؤكد أحمد الطاهرى، رئيس قطاع القنوات الإخبارية فى الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، عبر منشور له بحسابه بموقع فيس بوك، كاشفا أن المستهدف أن تصل إلى 60 أو 70 % عند إتمام عام، الأمر الذى تحقق بالفعل.
فى العام الأول من القناة اجتذبت بمصداقيتها ملايين المشاهدين فى الوطن العربى لمتابعة مختلف الأحداث السياسية والعالمية الكبرى، ومنها العدوان الإسرائيلى على فلسطين، ورد المقاومة وصمودها أمام الهجمات، لتكون شبكة المراسلين حاضرة بقوة فى مشاهد حية للقصف الإسرائيلى على قطاع غزة، ومنها قصف برج فلسطين الذى حدث على الهواء مباشرة وأثناء مداخلة للمراسلة منى عوكل، التى تعاملت باحترافية شديدة مع الموقف، واستمرت فى أداء واجبها الإعلامى، الأمر نفسه الذى اتضح عندما أطلقت تحذيرات من تعرض المبنى الذى تبث منه رسالتها الإعلامية للقصف، حيث ظهرت صامدة أمام كاميرا القناة لتؤدى مهمتها ثم تعلن أنها مضطرة إلى إخلاء المكان بعد التهديدات بالقصف.
من فلسطين تبث قناة القاهرة الإخبارية على مدار الساعة وتنقل الحدث لحظة بلحظة، مع شبكة مراسلين متميزة وهم ولاء السلامين، دانا أبو شمسية، بشير جبر، فى مهمة إعلامية صعبة خصوصا مع وجودهم وسط مناطق الصراع، لكنهم حريصون على نقل الحقيقة بالصوت والصورة، يكملها التحليل الإخبارى للأحداث وقراءة المشهد بشكل أوسع، عبر مداخلات هاتفية لمسؤولين فلسطينيين وعرب وباحثين ومتخصصين فى الملف الفلسطينى وأصحاب الرأى، ووضع قراءة تحليلية للمشهد الحالى والمستقبلى أيضا، ويدير هذه اللقاءات مجموعة من الإعلاميين ومقدمى البرامج المحترفين على شاشة القناة.
ولا تنحصر التغطية الإعلامية لقناة القاهرة الإخبارية على ذكر أرقام الضحايا والمناطق المتضررة من القصف أو عدد الخسائر فى الأرواح، بل أيضا تمتد إلى البعد الإنسانى وما يعانيه الفلسطينيون والأطفال والنساء هناك، وهروبهم من القذائف الإسرائيلية، والمأساة التى يعيشها أهالى فلسطين، لتنتقل كاميرا القناة أيضا إلى عواصم عربية وأوروبية مختلفة لنقل اللقاءات السياسية والدولية التى تعقد بحثا عن حل للصراع.
القاهرة الإخبارية حاضرة بقوة في الأحداث الكبرى
هنا مرآة الوطن العربى وضميره الحى، تحت هذا الشعار والمنهج تواصل القناة تغطيتها الإعلامية على مدار 24 ساعة للأحداث فى فلسطين وطوفان الأقصى، مقدمة نموذجا فى المهنية الإعلامية، مثلما تميزت من قبل فى تغطية العديد من الأحداث الكبرى، سواء فى السودان وانفرادها بالحوار مع الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة السودانى، أو سرعة التعامل مع الأحداث الطارئة مثل الزلزال المدمر الذى ضرب المغرب، وأيضا تركيا فى وقت سابق، وكذلك التعامل المهنى فى تغطية حرب الروسية الأوكرانية.
ويحسب لقناة القاهرة الإخبارية إحدى قنوات قطاع المتحدة للخدمات الإعلامية، أنها لم تنجرف إلى الأخطاء بدعوى السبق الصحفى وحافظت على مهنيتها، محققة انفرادات مهنية، ومقدمة الجزء الخبرى مع الجانب التحليلى والسرعة فى نقل المعلومة والخبر، محذرة من مخاطر قد لا تبدو واضحة للكثيرين، وموضحة ما وراء الصورة، لتكون بحق إضافة قوية للإعلام المصرى والعربى.